أخبار الساعة

أسرة المقاومة وجيش التحرير تخلد الذكرى 72 لأحداث 7 أبريل 1947 بالبيضاء

نظمت المندوبية السامية لقدمـاء المقاوميـن وأعضاء جيش التحرير أول أمس الإثنين بمقر عمالة مقاطعات الفداء-مرس السلطان مهرجانا خطابيا تخليدا للذكرى 72 لأحداث 7 أبريل 1947 بالدار البيضاء، و الذي شكل مناسبة لاستحضار نضالات وبطولات نساء ورجال الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير.

وفي كلمة بالمناسبة، استحضر المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مصطفى الكتيري ،السياق التاريخي والظروف المحيطة بالأحداث الدامية التي كانت مدينة الدار البيضاء مسرحا لها في 7 أبريل 1947، في مواجهة حملات التنكيل والتقتيل التي شنتها السلطات الاستعمارية بكل وحشية وهمجية على الوطنيين والمناضلين النقابيين والمواطنين العزل الأبرياء.

وأكد أن تخليد هذه الملحمة التاريخية تعد مناسبة لاستحضار ما تزخر به من دروس وعبر وعظات “يتعين علينا ترسيخها في صفوف الناشئة والشباب وأجيال اليوم والغد، لتنهل من ينابيعها الفياضة، وتستنير بأقباسها المشرقة في مسيرات الحاضر والمستقبـــل من أجل إعــــلاء صروح الوطن الاقتصادية والاجتماعية تحت القيادة الحكيمة والمتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي ما فتئ يؤكد على واجب البرور بالذاكرة التاريخية الوطنية والتزود من مناهلها”.

وجدد المندوب السامي بالمناسبة التأكيد على “التعبئة المستمرة لأسرة المقاومة وجيش التحرير وراء صاحب الجلالة الملك من أجل الدفاع عن وحدتنا الترابية غير القابلة للتنازل أو المساومة، وتثمين المبادرة المغربية القاضية بمنح حكم ذاتي موسع لأقاليمنا الجنوبية المسترجعة في ظل السيادة الوطنية”، مبرزا أن هذا المشروع يحظى بالإجماع من لدن كل مكونات الشعب المغربي وقواه الحية، ويلقى الاستحسان في المنتظم الأممي الذي اعتبره صيغة ديمقراطية متقدمة تنسجم مع الشرعية الدولية، وتمكن من إنهاء النزاع الإقليمي المفتعل في المنطقة المغاربية.

ومن وحي الأحداث الدامية التي شهدتها مدينة الدار البيضاء في 7 أبريل 1947، ألقيت شهادة باسم مجموعة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالدار البيضاء، استحضروا عبر عتباتها الدلالات العميقة والمضامين النضالية والأبعاد الرمزية لهذه المحطة التاريخية التي جسدت منعطفا حاسما في مسلسل الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال، ومواقف الغيرة الوطنية والروح الوطنية والتعبوية التي برهن عنها جيل الكفاح الوطني من الماهدين للعمل الوطني ونساء ورجال الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير.

وبهذه المناسبة ،أشرف الكتيري على مراسم تكريم 15 من أعضاء أسرة المقاومة وجيش التحرير، سلمت لهم ولذوي حقوق المتوفين منهم لوحات تقديرية، كما قيلت في حقهم كلمة تنويه وتقدير وإشادة بمسيرتهم الوطنية الطافحة بقيم الوطنية الحقة والصادقة وأفضال ومواقف التضحية والفداء ونكران الذات، ذودا عن حمى الوطن وحياضه وحدوده، ودفاعا عن مقدساته الدينية وثوابته ومقوماته.

كما تم بالمناسبة منح إعانات مالية ومساعدات اجتماعية لعدد من المنتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير وأرامل المتوفين منهم، ممن هم في حالة العوز المادي والعسر الاجتماعي، بغلاف مالي إجمالي قدره 149 ألف درهم.

وحضر هذا المهرجان الخطابي كل من عامل عمالة مقاطعات الفداء-مرس السلطان و المنتخبين والبرلمانيين والمنتمين لأسرة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير وفروعهم و نشطاء العمل الجمعوي وفعاليات المجتمع المدني وعموم المواطنين.

وكان المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير و الوفد المرافق له ، قد قام صباح نفس اليوم بالوقوف أمام اللوحة التذكارية المقامة بساحة 7 أبريل بدرب الكبير بالدار البيضاء، والترحم على الأرواح الطاهرة لشهداء ملحمة الاستقلال والوحدة، وفي طليعتهم بطل التحرير والاستقلال ، والمغفــور له محمد الخامس، ورفيقه في الكفاح والمنفى، موحد البلاد، ومبدع المسيرة الخضراء المظفرة، جلالة المغفور له الحسن الثاني قدس الله روحيهما.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *