سياسة، مجتمع

أمنيستي تتهم الحكومة بمغازلة المشاعر الشعبوية في عقوبة الإعدام

اتهمت منظمة العفو الدولي المغرب بالاستمرار في إصدار أحكام الإعدام، والبالغ عددها 10 أحكام برسم سنة 2018. وقال المدير العام لمنظمة العفو الدولية – المغرب صلاح عبدلاوي “إننا لازلنا نشعر بالقلق في منظمة العفو الدولية من استمرار الحكومة في مغازلة المشاعر الشعبوية، وتوظيف معتقدات الناس الدينية في الاتجاه الذي يخدم المصالح السياسية الضيقة ولا يخدم التقدم الإنساني وأنسنة المجتمع”.

المدير العام لمنظمة العفو الدولية – المغرب، خلال ندوة صحفية لتقديم التقرير السنوي العالمي حول “أحكام الإعدام وما نفذ من أحكام في سنة 2018″، اليوم الأربعاء 10 أبريل 2019 بالرباط، أكد أن المغرب فشل في اللحاق بركب الدول المناصرة للحق في الحياة، وذلك بامتناعه عن التصويت لصالح القرار السابع للجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يدعو الدول إلى وقف تنفيذ عمليات الإعدام.

وتأسف عبدلاوي من كون الحكومة لا زالت تسير على طريق الأقلية المسدود، موضحا أنها تدعي أن عقوبة الإعدام ضرورية لردع الجريمة والحفاظ على الخصائص الدينية والثقافية للمجتمع، مشيرا إلى أنها تنسى أن تطبيق عقوبة الإعدام يربي الأجيال على ثقافة العنف والانتقام والدم، ولا يردع الجريمة، وأن أغلبية الدول التي ألغت عقوبة الإعدام تشمل دولا ومناطق من جميع الأديان، وأن حقوق الإنسان عالمية تنطبق على الجميع بحكم كونها إنسانية وليس فقط على الذين يتبعون أديانا معينة.

ودعا عبدلاوي الحكومة إلى الانتصار للقيم الكونية المؤيدة للحق في الحياة وذلك بالعمل على تفعيل التزام المغرب بالمواثيق الدولية لحقوق الإنسان والتصديق على البروتوكول الاختياري الثاني الملحق بالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية القاضي بإلغاء عقوبة الإعدام، موضحا أن منظمته كانت ننتظر من الحكومة أن لا تنسى توصية هيأة الإنصاف المصالحة المتعلقة بعقوبة الإعدام والتي صادق عليها الملك، وأن لا تنسى أيضا العمل بروح الدستور وإعمال أحكامه في مجال حقوق الإنسان، ومنها احترام الحق في الحياة.

وشدد عبدلاوي على أن أساس العدالة وتحقيق التنمية والرفاه الاجتماعي يقوم على احترام الكرامة الإنسانية وفي جوهرها الحق في الحياة وليس بهدرها، مشيرا إلى أن التطورات الحاصلة في مجال عقوبة الإعدام تؤكد أن إجماعا عالميا يتشكل، باتجاه وضع حد لاستخدام عقوبة الإعدام، موضحا أنه بوجود ما يزيد على 19 ألف شخص يرزحون تحت وطأة الإعدام في العالم بأسره، فإن الصراع لا يزال بعيداً عن النهاية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *