سياسة

فاتح ماي بمراكش.. تراشق بالاتهامات بالخيانة والسرقة (فيديو)

طغت لغة الاتهامات بين مختلف الفرقاء النقابيين والسياسيين على احتفالات النقابات بالعيد الأممي للشغل بمدينة مراكش، بين متهم للنقابات بـ”خيانة” مستقبل الوطن عبر محاولة “عرقلة” الحوار الاجتماعي، وبين من وصف السياسيين ومدبري الشأن العام بـ”الشفارة” و”آكلي حقوق المواطنين”.

ورفعت شعارات حادة في تظاهرات النقابات من قبيل “الحكومة ولا عصابة.. هما هما النصابة.. هما هما الشفارة”، و”البرلمان هو الدكان.. ولاد فلان وفلان”، والتي رفعت في مسيرة للكونفدرالية للشغل بالمغرب، فيما شهد تجمع الاتحاد الوطني للشغل رفع شعار “ناضل يا مناضل.. ضد أولاد الحرام.. ضد الشفارة….”، في الوقت الذي اختار الاتحاد العام للشغالين بالمغرب رفع شعار “باراكا من النفاق.. الشباب عاق وفاق”.

“متاجرون” و”خفافيش ظلام”

الكاتب العام للجامعة الوطنية لموظفي التعليم عبد الاله دحمان، قال في كلمته خلال مشاركته في تظاهرة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب إن اتفاق 25 أبريل الخاص بالحوار الاجتماعي “أسقط القناع عن المتاجرين في النقابات العمالية”، وشدد على أنه نقابته ستستمر “كونها تيار إصلاحي لن تهزمه خفافيش الظلام”.

وأضاف دحمان أن الاتحاد سيدافع عما أسماه “العمل غير المتورط في الابتزاز والفساد والذي يناضل من أجل الطبقة الشغيلة وليس الذي يتاجر بمعاناة العمال والعاملات أو يستغلها في مصالح حزبية ضقية”، وأنه سيدعم “مسار الإصلاح رغم دعوات والتيئيس والتبئيس”.

وشدد على أن لحظة الجلوس على طاولة الحوار الاجتماعي يجب أن تكون “لحظة يتم فيها تغليب مصلحة الوطن وتعزيز الأمن الاجتماعي، وليست لحظة لربح الوقت أو تمرير المواقف”، وأبرز أن الحوار الاجتماعي يجب ألا يستغل في “ابتزاز الدولة أو عرقلة الحكومة” على حد وصفه.

هجوم على البرلمان والحكومة

شعارات  الكونفدرالية الديمقراطية للشغل استمت بلغة الهجوم على الحكومة والبرلمان على حد سواء، حيث وصفت القائمين على الشأن العام بـ”العصابة” و”النصابة” و”الشفارة”، فيما وصفت واقع المغرب “العجيب والغريب”.

واعتبرت النقابة التي احتفلت بفاتح ماي تحت شعار “التنظيم والنضال” أن المغرب هو الأول في ترتيب الفساد، والرشوة، والمصائب، وكذا الحوادث والكوارث، على حد تعبيرها، داعية إلى التوقف عن “الخواض”، و”هادشي راه حماض”.

ورددت  المسيرة التي جابت شارع محمد الخامس في اتجاه ساحة جامع الفنا “حكومة ولا عصابة.. هما هما النصابة.. هما هما الشفارة.. قاسمين البلاد بالإنابة.. الوزراء الكذابة”، في السياق ذاته ردد عمال نظافة منضوون تحت لواء النقابة ذاتها عبارات من قبيل “في الخدمة بغيتونا في الحقوق نسيتونا”.

في هذا السياق اعتبر الكاتب الإقليمي  للكونفدرالية وعضو مكتبها التنفيذي عبد الفتاح زيزي، في تصريح لجريدة “العمق”، أن الحكومة نهجت “سياسة الآذان الصماء اتجاه مطالب الكونفدرالية”، وأنها “لم تلب مطالب نقابته”.

وأبرز المسؤول النقابي أنه على المستوى المحلي يعاني العمال والعاملات من تضيق شديد على العمل النقابي، ووصف المشهد بأن العمال أصبحوا أمام قاعدة “أنت نقابي فأنت مطرود، وأول ما يتأسس مكتب نقابي حتى يتم طرده في اليوم الموالي”، داعيا إلى التدخل من أجل تمتيع الطبقة الشغيلة من الحرية النقابية التي هي من صميم حقوقها.

“باركا من النفاق”

“باراكا من النفاق.. الشباب عاق وفاق”، “هذا المغرب الله كريم.. لا صحة لا تعليم”، كانت من أبرز شعارات مسيرة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، وأبرز المنسق الجهوي للاتحاد العربي عبد الرحمان في تصريح لجريدة “العمق”، أن نقابته تعمد على مبدأ “خذ وطالب”.

وقال أن ما جاء به الحوار الاجتماعي “غير كافي، ولكن عندنا وعود بأنه ستكون زيادات أخرى”، مشددا “ولن نطمئن حتى نحقق المطالب التي أقرها عباس الفاسي في حكومة سنة 2011”.

وأضاف أن نقابته ستواصل الحوار مع الحكومة، داعيا إلى تخفيض الضريبة على الدخل على المتقاعدين، لأنه في الأصل لا يعمل مع أي شركة أو مؤسسة عامة.

من جهته، عبر المستشار البرلماني عبد اللطيف أبدوح في حديثه لجريدة “العمق” عن استغرابه من حدوث اقتطاع مفاجئ للمأجورين قبل يومين، من طرف الهيئات التعاضدية لموظفي الإدارات والمصالح العمومية بالمغرب، مبديا استنكاره للاقتطاع بشكل مفاجئ وفي ليلة احتفال العمال بعيدهم الوطني.

وقال المستشار البرلماني إن الاقتطاع كان غير متوقع وجاء في الوقت الذي كان ينتظر الموظفون زيادة في الأجور، مبرزا “أن الذي اقتطع هو الهيئات التعاضدية لموظفي الإدارات والمصالح العمومية بالمغرب، ولكن هناك اتفاق مشترك بين وزير الشغل ووزير المالية، وهو اتفاق غير مفهوم”.

وأضاف أن الأصل أن يتم في هذا الصدد تحقيق مبدأ الديمقراطية التشاركية التي نص عليها الدستور، وأن يكون اتفاق وتشاور مع المعنيين قبل تنفيذ أي اقتطاع، وكذا بحث التوقيت المناسب والطريقة التي تمس بجيوب المواطنين”، داعيا إلى العمل على الرفع من القدرة الشرائية بدل استهداف الجيوب.

خيانة الوطن

في كلمته باسم حزب العدالة والتنمية اعتبر وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة عزيز رباح أن “من يفكر أن يتراجع عن الديمقراطية والمكاسب والإصلاحات التي راكمها الوطن يريد خيانة الوطن ومستقبله”، مشددا على أن “الذي يحب الوطن ويغار عليه لابد أن يكون مناضلا من أي موقع كان وأن يواصل مسار الإصلاح”.

ودعا خلال مشاركته ممثلا للأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية في تظاهرة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، إلى تقوية الأحزاب والنقابات والمجتمع المدني، معتبرا أنها هي التي يمكن أن يعول عليه البلد في الأوقات الصعبة.

وقال رباح في كلمة له بالمناسبة، إن “إضعاف الأحزاب والنقابات أو النفخ في أخرى بالمنشطات و”الدوباج”، لن تنفع الوطن في وقت الحزة وخلال المعارك حقيقية”، كما اعتبر أن ذلك “ليس في مصلحة وطننا وليس في مصلحة شعبنا”، وشبه الأحزاب “المنفوخ فيها” بـ”البودرة (العمود) المسوسة، وقت الحزة لن تجدهم”، على حد تعبيره.

وحذر الوزير من الوضع الإقليمي سواء في الدول العربية أو الأوروبية، والذي يتسم بالهجوم على الديمقراطية ومحاولة هدمها، مبرزا أن المغرب في ظل هذا الوضع يحتاج إلى أحزاب ونقابات قوية، وإلى من “يناضل من أجل الوطن بلا حساب”، وأضاف أن “كل مواطن مهما كان موقعه لابد أن يكون له في حياته نصيب من النضال”.

واعتبر رباح أن موقع حزب العدالة والتنمية في الحكومة “موقعا نضاليا”، وأنه “ليس مجرد تدبير”، موضحا أنه يسعى من خلال مشاركته ورئاسته للحكومة إلى “تحقيق التوزان  في المجتمع والدفاع عن حقوق النساء والعمال والطلبة، وكل الفئات الهشة”.

موقعنا في الحكومة موقع نضالي وليس مجرد تدبير لتحقيق التوازن عي المجتمع وللدفاع عن حقوق النساء والعمل والطلبة والفئات الهشة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *