مجتمع

نقابيون: “التنسيقيات” إجابة على تراجع النقابات.. وهذه فترة انتقالية

اعتبر مسؤولو نقابات تعليمية، أن ظهور التنسيقيات الفئوية في قطاع التعليم، هو رد طبيعي وإجابة موضوعية عن عدم قيام النقابات بأدوارها الأساسية في حل مجموعة من الملفات، وذلك في ظل “طول الانتظار والتسويف والممطالة وربح الوقت من طرف الوزارة الوصية والحكومة”.

جاء ذلك خلال ندوة صحفية مشتركة عقدتها صباح اليوم الجمعة بالرباط، كل من النقابة الوطنية للتعليم CDT، والجامعة الحرة للتعليم UGTM، والنقابة الوطنية للتعليم FDT، والجامعة الوطنية للتعليم UMT، والجامعة الوطنية للتعليم FNE، من أجل الإعلان عن خطواتها الاحتجاجية خلال شهر رمضان.

مسؤولو النقابات المذكورة في ردهم على سؤال “العمق” حول انعكاس الزخم الذي تعرفه التنسيقيات الفئوية بقطاع التعليم، خاصة تنسيقية المتعاقدين وأساتذة السلم 9 وأصحاب الشهادات وغيرهم، على دور النقابات في الدفاع عن الشغيلة التعليمية، اعتبروا أن هذا الأمر يأتي ضمن “فترة انتقالية على مستوى الحراك النقابي”.

وأوضحوا في كلمات لهم، أن ظهور التنسيقيات بهذا الشكل والقوة، “مرتبط بسياق يتعرض فيه العمل النقابي للاستهداف من طرف الجميع، بما فيها الحكومة وأطراف أخرى مخزنية لتقزيم دور النقابات في المجتمع، حيث ظهر ذلك واضحا من خلال غياب النقابات كوسيط خلال التوترات التي شهدتها مناطق مختلفة بالمملكة ضمن ما يعرف بالحراكات الاجتماعية”.

وأشاروا إلى أن هناك اليوم “صحوة نقابية” يجسدها على أرض الواقع التنسيق النقابي الخماسي الذي يضم النقابات التعليمية الخمس المذكورة، وذلك “بفضل مواقف التنسيق الجريئة والبطولية والنضالية، خاصة من خلال مؤازرته لكل النضالات الفئوية، كما أن من يُسير تلك التنسيقيات هم مسؤولون نقابيون داخل النقابات”، وفق تعبير أحد المتدخلين.

وأجمع المسؤولون النقابيون على أن مسار التنسيق الخماسي “يعيد الاعتبار للعمل النقابي بقطاع التعليم”، لافتين إلى أن “العمل الفئوي فُرض مع الأسف على الجميع، وهو الآن أمر واقع وفيه اختلاف بين النقابات”، داعين إلى التفكير في أفكار نضالية مُجدية تجعل الوزارة والحكومة تستجيب للمطالب، خاصة بـ”الملفات الدامغة” مثل “أساتذة الزنزانة 9”.

ويرى المتحدثون أن الأمر يتعلق بالديمقراطية في المغرب، مطالبين بضرورة الحفاظ على سلاح الإضراب والاستمرار في الوحدة لتغيير العلاقة بين الحكومة والوزارة والإدارات مع النقابات، سواء القطاعية أو المركزية، محذيرين من أن خطوة الاحتجاج عبر إغلاق المدرسة العمومية هو “قرار صعب سيجعل النقابات في صدام مع المجتمع الذي يجب أن يظل محتضنا لها”.

التنسيق النقابي الخماسي أعلن خلال هذه الندوة، عن جعل رمضان شهرا للاحتجاج بقطاع التعليم، تعبيرا عن غضبه من أوضاع الأسرة التعليمية، كاشفا عن سبع أشكال احتجاجية طيلة شهر الصيام، كما رفع 10 مطالب أمام وزارة التربية الوطنية، داعيا حكومة العثماني إلى التراجع عن أجوبتها باستعجال حول جميع الملفات التي طرحت منذ سنوات.

وقررت النقابات خوض اعتصام إنذاري جزئي للمسؤولين الوطنيين للنقابات الخمس، أمام مقر وزارة للتعليم بالرباط، مساء اليوم الجمعة، وخوض إضراب وطني عن العمل لمدة 48 ساعة، يومي 13 و14 ماي الجاري، بمختلف المؤسسات التعليمية عبر ربوع المملكة.

ودعا مسؤولو النقابات الخمس خلال الندوة الصحفية، أفراد الشغيلة التعليمية بربوع الوطن، إلى تنظيم مسيرات ليلية بالشموع بالأقاليم والجهات كل يوم سبت خلال رمضان بعد صلاة التراويح.

كما قررت النقابات خوض اعتصامات لأعضاء مكاتبها الجهوية والإقليمية داخل الأكاديميات والمديريات، مع حمل الشارة السوداء طيلة شهر رمضان، وتنظيم ندوات تواصلية إقليمية وجهوية خلال أيام رمضان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *