سياسة، مجتمع

“صفقة القرن”.. هيئة تدعو المغرب للتراجع عن المشاركة بمؤتمر البحرين

عبرت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، عن استغرابها لما تم تداوله إعلاميا من قرار المغرب المشاركة في مؤتمر البحرين حول الجانب الاقتصادي لخطة السلام الأمريكية بالشرق الأوسط، أو ما يُعرف إعلاميا بـ”صفقة القرن”، والتي تستهدف القضية الفلسطينية.

وطالبت المجموعة في بلاغ لها، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، المسؤولين المغاربة بالإعلان عن موقفهم الصريح من “الخبر المسرب” حول المشاركة في ورشة البحرين، داعية إلى إعلان التراجع عن هذا “القرار الخاطئ، إذا كان قد اتخذ فعلا، باعتباره لا يعبر عن إرادة الشعب المغربي، ويتناقض مع التزامات المغرب”.

وقالت مجموعة العمل التي تضم عدة هيئات مغربية، إن “هذه المشاركة لا تعبر عن إرادة الشعب المغربي، بل إنها إهانة صادمة لمشاعره وإسهام في الإجهاز على مقدساتنا في الأقصى المبارك، وانتهاك لالتزام المغرب إزاء أشقائنا في فلسطين وعدم الأخذ بعين الاعتبار مناشداتهم بعدم المشاركة”.

واعتبرت المجموعة أن “أي مشاركة في ورشة البحرين إلى جانب قادة الإرهاب الصهيوني، هي تزكية لمجازرهم وجرائمهم في حق الشعب الفلسطيني وإقرار باحتلالهم للأراضي العربية وتهويدهم للقدس واعتداءاتهم اليومية على المتعبدين من مرابطات ومرابطين في الأقصى”.

وترى مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، أن مشاركة الرباط المحتملة في المؤتمر المذكور، تشكل “تسليما بمصادرة أوقاف المغاربة ببيت المقدس، وخضوعا للأمر الواقع في حارة وباب المغاربة، وبالتالي تفريطا في ما لا يحق لأحد، أيا كان، أن يفرط فيه، كإرث حضاري مشترك بين كل المغاربيين”.

وشددت المجموعة على أن ورشة البحرين “أجمع أحرار العالم على مقاطعتها وفي مقدمتهم كل الشعب الفلسطيني، سلطة وفصائل مختلفة، كأول المعنيين بها، وذلك لما تمثله من تآمر على فلسطين، وطنا وشعبا، ولما تمثله بالنسبة للأمة من تهديد لهويتها واستقلالها ومقدساتها”.

وأضافت في بلاغها: “في انتظار قرار يعبر عن احترام إرادة الشعب المغربي، نؤكد لأشقائنا في فلسطينين عن الموقف الأصيل والدائم للمغاربة معهم حتى العودة والتحرير الكامل لفلسطين وبناء دولتهم وعاصمتها الأبدية القدس، والمجد والخلود للشهداء”، حسب المصدر ذاته.

وكان مسؤولون أمريكيون قد قالوا إن كل من مصر والأردن والمغرب، أبلغوا إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتزامهم حضور مؤتمر البحرين خلال الشهر، وفق ما نقلته وكالة “رويترز” للأنباء، بينما نفت الحكومة الفلسطينية ذلك، مشيرة إلى أنها أبلغت بعدم مشاركة مصر والأردن والمغرب في المؤتمر المزمع عقده الشهر الجاري في العاصمة البحرينية المنامة.

وسبق للمغرب أن أعلن عن عدم علمه لحد الآن بأي خطة أمريكية جديدة للسلام من أجل تسوية الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين أو ما يعرف إعلاميا بـ”صفقة القرن”، مشيرا إلى أنه سيعلن موقفه “عندما سيعرف الخطوط العريضة ومضمون وتفاصيل هذه الخطة”.

ولم تعلن المملكة، إلى حدود اليوم، عن أي موقف رسمي بشأن مشاركتها بمؤتمر السلام بالبحرين، الذي سيعقد يومي 25 و26 يونيو الجاري، بعدما دعت إليه الولايات المتحدة الأمريكية، إذ يتردد أنها ستنظمه لبحث الجوانب الاقتصادية لـ“صفقة القرن”، وفق الإعلام الأمريكي.

وصرح وزير الخارجية ناصر بوريطة، السبت الماضي بالرباط، أن المغرب “ليس على علم لحد الآن بأي خطة للسلام لتسوية الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأن المغرب، وعلى غرار سائر البلدان، ليس على علم بعد بمضمون أي خطة للسلام، وسيعلن موقفه عندما سيعرف الخطوط العريضة ومضمون وتفاصيل هذه المبادرة”.

وأوضح وزير الخارجية المغربي أن الزيارة الأخيرة للمستشار الرئيسي لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية جاريد كوشنير إلى المغرب، تمحورت حول العلاقات الثنائية وحول تطور الوضع في الشرق الأوسط، وفق تعبيره.

من جهة أخرى، قالت “رويترز”، إن مشاركة مصر والأردن مهمة على نحو خاص لأنهما تاريخيا طرفان رئيسيان في جهود السلام الإسرائيلية الفلسطينية وكذلك الدولتان العربيتان الوحيدتان اللتان أبرمتا معاهدة سلام مع إسرائيل.

وأضافت الوكالة، أن قرار الزعماء الفلسطينيين مقاطعة المؤتمر، أثار الشكوك بشأن فرص نجاحه. وهم ينأون بأنفسهم عن جهد دبلوماسي أمريكي أوسع للسلام يطلق عليه ترامب ”صفقة القرن“ ويرجح الفلسطينيون أن يكون منحازا بشدة لصالح إسرائيل وأن يحرمهم من إقامة دولة.

وعلى الرغم من ذلك، يواصل مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر، صهر ترامب وأحد المخططين الرئيسيين لخطة السلام، الترتيبات الخاصة باجتماع البحرين، حيث مع المتوقع أن يتم الكشف عن الشق الاقتصادي من خطة السلام باعتباره الخطوة الأولى منها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *