وجهة نظر

إحصاء غير المتدينين في مدينة وجدة

يمكن لكل هيئة تريد أن تجري إحصاء أو استقصاء للرأي، أن تحصل على النتائج التي تريد وذلك بتحديدها للأماكن التي تجري فيها الإحصاء بدقة ووفق معايير مضبوطة.

إننا لو أردنا أن نجري إحصاء في مدينة وجدة مدينة التدين والمساجد والقرآن والعلم والثقافة، وكان هدفنا الحصول على عدد كبير من المفسدين والقمارين والمخمرين، فما علينا سوى أن نتجه صوب الخمارات والأزقة المظلمة التي نعرف أن بها مخمرا أو مخمرين فنجول في أرجاء المدينة صباح مساء فنحصي المخمرين وحتى الذين انقطعوا عن الخمر منذ أزيد من عشرين سنة إلى أن نحصل على الرقم المطلوب وحينها سنعلن للرأي العام بأن مدينة وجدة هي مدينة الخمر بامتياز، وكذا نفعل مع القمار والفساد وأشياء أخرى.

من المؤكد أننا سنحصل في كل هدف ونوع من الناس على أرقام كافية وشافية حسب المنهج المتبع وطريقة البحث والتقصي والاستكشاف حتى نحقق الغاية المنشودة والأسباب الكامنة من وراء هذا الاستقصاء أو البحث أو الدراسة.

في الوقت الذي يعتبر واقع المدينة مكذبا لكل هذه النتائج وذلك لما يميزها من تدين وإقبال على المساجد والعلم والثقافة حتى أنها تربعت على عرش الثقافة العربية سنة 2018، واحتلت رقما قياسيا عالميا من حيث عدد المساجد حسب عدد الساكنة. كما تحتل أرقاما متقدمة في حفظ القرآن والتنافس في حفظه سواء من طرف النساء أم الرجال أو الأطفال، أما من حيث التدين فمهما كان عدد مساجدها فإن الآلاف من المصلين لازالوا يصلون في قارعة الطريق يوم الجمعة، وفي رمضان، فضلا عن أن العديد من المساجد لضيق مساحاتها ولعدم وجود أراضي تسمح لها بالامتداد على جوانبها تم بناء طبقات بعضها فوق بعض لعلها تفي بالحاجة.

إن الباحث عن المتدينين في الشواطئ ممن يعرضون لحوم بناتهم رخيصة، أو في حفلات موازين الصاخبة، أو في الحانات ودور الدعارة والقمار و قاعات السينما، حق له أن يقول: إن عدد غير المتدينين قد ارتفع عشرة أضعاف عدد المتدينين في هذه المدينة. ولكن الأذكياء الفطناء سيسخرون من هذه الأرقام لأنهم يعرفون الحقيقة كما يعرفون أن هذا الإحصاء تم وفق مخطط مدروس لغاية لا تختلف كثيرا عن صفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *