سياسة

سقوط “المرأة الحديدية” بحزب السنبلة يزعزع أحزاب أغلبية العثماني

لم تنقض سوى أيام على إخفاق حليمة العسالي القيادية بحزب الحركة الشعبية، الملقبة بـ”المرأة الحديدية”، في الظفر بمقعد بمجلس النواب خلال الانتخابات الجزئية الأخيرة لجهة بني ملال خنيفرة دون أن يزعزع ذلك أركان أحزاب الأغلبية المكونة حكومة العثماني.

وتعرضت العسالي لما وصفته بـ”الغدر والخيانة” من مستشاري أحزاب الأغلبية الحكومية، باستثناء حزب التجمع الوطني للأحرار، خلال الانتخابات الجزئية لشغل مقعد بمجلس المستشارين عن مجلس جهة بني ملال خنيفرة، والتي أسفرت عن فوز مرشح حزب الاتحاد الدستوري عابد العماري بعد حصده لـ33 صوتا مقابل 18 لمرشحة حزب السنبلة.

وفي الوقت الذي دعم فيه مستشارو حزب التجمع الوطني للأحرار، مرشحة السنبلة، بالرغم من تحالف حزبهم مع الاتحاد الدستوري بالبرلمان تحت مسمى “التجمع الدستوري”، انقلب مستشارو حزب الاتحاد الاشتراكي على العسالي وصوتوا ضدها، فيما تمرد مستشارو البيجيدي على لحسن الداودي وتراجعوا عن التصويت بالورقة الفارغة واختاروا منح صوتهم لمرشح حزب الحصان.

ولم تمر “الخيانة” التي تعرضت لها “المرأة الحديدية” بحزب الحركة الشعبية دون أن يكون لها تداعيات، ظهرت أولى بوادرها باستقالة الوزير لحسن الداودي من مجلس جهة بني ملال خنيفرة احتجاجا على مستشاري حزبه الذين نقضوا وعد عدم التصويت على كلا المرشحين واختيار التصويت بورقة بيضاء ملغاة.

وفي هذا السياق، قرر حزب الاتحاد الاشتراكي الذي قالت حليمة العسالي في حوار مع “أخبار اليوم” إن لشكر والمالكي أصدرا تعليماتهما للحزب بالتصويت عليها، طرد المستشارة فاطمة كريم بسبب عدم التزامها بالتوجيه الحزبي بخصوص التصويت على العسالي في الانتخابات الجزئية.

وقالت الكتابة الإقليمية لحزب الوردة، بالفقيه بنصالح، في بلاغ لها توصلت به “العمق”، إن “سلطة الحزب فوق سلطة المال والنفوذ”، معبرة عن إدانتها لما سمته بـ”مظاهر التسيب والتمرد على القرارات الحزبية، في إشارة منها إلى عدم الالتزام بالتصويت على حليمة العسالي.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، حيث تسببت خسارة العسالي في انقسام داخل حزب الاتحاد الاشتراكي بجهة بني ملال خنيفرة، حيث أصدر الفرع الإقليمي للحزب ببني ملال بيانا يهاجم فيها “المرأة الحديدية” بحزب السنبلة، بسبب ما سماه بـ”تصريحات كاذبة” في حق حسن العمري عضو الكتابة الإقليمية ورئيس لجنة المالية بمجلس الجهة.

البيان قال إن “العسالي تحاول من خلال تصريحاتها تشويه سمعة حسن العمري وسمعة باقي المستشارين باتهامات فضفاضة”، مشيرا إلى أن “كل هذه الحمى والهستيرية أن حليمة خسرت معركتها الانتخابية أمام أستاذ جامعي منافسها في الانتخابات الجزئية الأخيرة لمجلس المستشارين بجهة بني ملال خنيفرة”.

الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية هي الأخرى، أصدرت قرارات تأديبية مساء أمس الاثنين، بسبب مخالفتهم لقراراتها، وفي هذا الإطار قال سليمان العمراني نائب الأمين العام للحزب، إن القرار الذي تم اتخاذه في حق مستشاري الحزب بمجلس جهة بني ملال خنيفرة الذين لم ينضبطوا لقرار الأمانة العامة للحزب، هو تعليق مهامهم الحزبية وإحالتهم على الهيئات الانضباطية المختصة.

وفي هذا السياق، عبد الواحد بودحين، الكاتب المحلي السابق لحزب العدالة والتنمية ببني ملال، علق منذ 3 أيام على صفحة تابعة للحزب بـ”فيسبوك”، على التصويت ضد حليمة العسالي بقوله: “إن كان اليوم، قد يلام فريق المصباح، في عدم تنزيل وصية كبيرهم المحبوب الدكتور الداودي بالتصويت بالفارغة، حيث حسموا المعركة لفائدة الدستوري عابد، فقد يحسب لهم امتثالهم لقرار الأمانة العامة عدم الترشيح.

وأضاف بودحين قائلا: “أما خيارهم وقرارهم واجتهادهم الجهوي ما دامت الانتخابات جزئية، فهو تصريف لغضب كبار البيجدي بالجهة من تصرفات إخوان حليمة الشعبية تجاه أهل العدالة والتنمية”، مضيفا “ويبقى حبيبنا وكبيرنا وزير القرب، الدكتور لحسن الداودي، ومعه قادة العدالة والتنمية على الرأس والعين، نحفظ عهدهم، ونمضي قرارهم، ونقبل لومهم. كما نرجو أن يتفهموا رد الكريم على اللئيم”.

واعتبر المحلل السياسي محمد مستعد، في حديث مع جريدة “العمق”، أن فشل العسالي في انتخابات المستشارين داخلة قلعة حزبها بجهة بني ملال خنيفرة هو “نتيجة تمرد قواعد حزبها وأحزاب أخرى في ظل ظاهرة سوسيولوجية سياسية جديدة تتعلق بالتأطير داخل الأحزاب وبمظاهر تطور ثقافة الاحتجاج المنتقلة من الشارع إلى الأحزاب”.

وأضاف مستعد، أن العسالي التي شغلت لسنوات مقعدا بمجلس النواب وفي قيادة الحركة الشعبية، “لم تتحول إلى امرأة من تراب نتيجة هزيمتها هاته. إذ يبدو أن نفوذها ما زال قويا لأن هزيمتها تسببت في طرد مستشارين من الإتحاد الاشتراكي، ومعاقبة مستشارين من العدالة والتنمية لكن لم نسمع عن معاقبة مستشارين من الحركة الشعبية”.

وزاد المتحدث، أن “خسارة العسالي تسببت أيضا، في استقالة الوزير لحسن الداودي الذي كان سابقا، سيستقيل من الحكومة، فإذا بالأيام تدور وتؤدي به إلى الاستقالة من عضوية هذه الجهة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ 5 سنوات

    أصبحت لعبة الاستقالة عند احسن الداودي وسيلة لدغدغة عواطف الشعب الا انه لن تنطلي حيلته طويلا فقد أصبح مفضوحا.

  • غير معروف
    منذ 5 سنوات

    عمر بن الخطاب بجلال قدره حينما اراد تحديد قدر الصداق خاطبته امراة بلواتيتم احداهن قنطارا ...فقال اخطأ عمر واصابت امرأة الدينصوتوا لفائدة الاستاد الجامعي ونفضوا وععود رؤسائهم لهم مبرراتهم وما كنا معدبين حتى نبعت رسولا قد يكونون على صواب وارادوا الرقي بالمؤسسة التشريعية التي ما احوجها للحس القانوني الصحفيون ايضا في نشرهم للخبر عليهم ان يتبينوا الاغلبية لم تزعزعها امور اهم من مقعد في البرلمان راى المصوتون ان الاستاد الجامعي بغض النظر عن حزبه احق به من غيره