“مصادرة” أشجار الخروب تدفع قبائل أغنى جماعة بخنيفرة للاحتجاج

شهدت الساحة المقابلة لمقر جماعة أكلمام أزكزا، أمس الإثنين، وقفة إحتجاجية نظمتها ساكنة قبائل أكلمام أزكزا، تعبيرا عن رفضهم لمصادرة شجر الخروب مصدر رزقهم الوحيد، وفق تعبيرهم.

ورفعت في الوقفة الاحتجاجية، التي آزرتها الهيئة المغربية لحقوق الإنسان، لافتات وشعارات غاضبة، عبر من خلالها المحتجون عن رفضهم لسياسة اللامبالاة التي تتعامل بها معهم الجهات الوصية.

وعبر العديد من المواطنين الذين شاركو في الوقفة في تصريحات متطابقة لجريدة “العمق”، عن غضبهم من مصادرة شجر الخروب الذي يعد موردا أساسيا للعديد من العائلات التي تعاني الفقر والهشاشة، محملين المسؤولية الكاملة لرئيس جماعة أكلمام أزكزا، معلنين استعدادهم خوض أشكال نضالية تصعيدية حتى استرجاع حقهم المشروع، حسب تعبيرهم.

مصادرة شجر الخروب

في السياق ذاته، قال رئيس الفرع المحلي للهيئة المغربية لحقوق الإنسان بخنيفرة عزيز الإبراهيمي، إنه بطلب من ساكنة الدواوير المتضررة، حضرنا اليوم كهيئة مغربية لحقوق الإنسان بخنيفرة لمؤازرة المحتجين ضد سياسة رئيس أغنى جماعة بالمغرب بعدما أقدم بمعية مستشارين على تأسيس تعاونية لشجر الخروب في استغلال تام للملك الغابوي، مما يشكل ضررا على ساكنة الدواوير التي يبقى الخروب مورد رزقها الوحيد.

الفاعل الحقوقي وصف ماوقع بـ”جريمة بيئية وعقارية ترتكب في واضحة النهار أمام أعين مختلف المسؤولين من سلطات إقليمية ومحلية، تنم عن التواطؤ المكشوف والمؤمرات الخسيسة لنهب وتفقير بل وتشريد الساكنة”.

وطالب الإبراهيمي في تصريح خص به جريدة “العمق”، المسؤولين بتحمل كامل مسؤوليتهم لرفع الظلم الذي تتعرض له ساكنة الدواوير على يد رئيس جماعة أكلمام، وايجاد حل للمشاكل التي تتخبط فيها المنطقة.

وزاد المصدر ذاته، أن الجماعة تتلقى دعما ماليا منتظما من طرف الاتحاد الأوروبي لفائدة الساكنة المحيطة بالغابات، كما تتوفر على مداخيل مهمة من الثروة الغابوية بناء على ظهير 1917” على حد قوله.

أغنى جماعة بالإقليم

من جانبه، أوضح عضو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، كبير قاشا أن اليوم عرف وقفة احتجاجية لأزيد من ست دواوير تابعة لجماعة اكلمام ازكزا، تحتج على حرمانها من استغلال ثمار شجر الخروب .

وأضاف قاشا في حديثه لـ”العمق” أن هذه الأشجار التي قاموا “برعايتها و حمايتها من القطعان و الاعتناء بها من مرحلة الشتيلة إلى مرحلة الاثمار” ؛ ليفاجؤوا “بانشاء تعاونية استقدم أعضاؤها من خارج دواويرهم و تحديدا من عشيرة رئيس جماعة اكلمام وزبنائه الانتخابيين للاستفادة من ثمرة كد و جهد و عرق الآخرين؛ هؤلاء الذين نذروا للشقاء و الكد و حراسة مصادر ثراء من لا يقاسمهم إلا أيام الحملات الانتخابية”.

وأشار الفاعل الحقوقي إلى أنه في الوقفة الاحتجاجية، قدمت كلمات للساكنة بسطت مظالمهم و وضع البؤس الذي يعيشونه في أغنى جماعة بالاقليم؛ و قد طالب رئيس الدائرة بمعية قائدة قيادة اكلمام المحتجين بتشكيل لجنة للحوار؛ و هو الحوار الذي اشترط المحتجون ضرورة توثيقه في محضر مشترك .

وزاد المتحدث ذاته، قائلا “أمام رفض السلطة المحلية، مؤكدة على متابعة المشكل و إيجاد حلول منصفة، رفع الشكل الاحتجاجي و تم منح السلطة مهلة زمنية لا تتجاوز أسبوعا لتسوية المشكل و تمكين الساكنة من الاستفادة من ثمار أشجارها الغابوية (شجرة الخروب)”.

واستطرد، واذا لم يتحقق أي شئ، فانها ستنظم مسيرة احتجاجية مشتركة مع قبائل أخرى منها قبائل لهري تاجموت بووزال نحو عمالة الاقليم، لدفع عامل الاقليم للقيام بأدواره القانونية عوض التزام موقف الفرجة فيما يعيشه الاقليم من احتقان يهدد بما لا تحمد عقباه”وفق تعبيره.