آخر أخبار الرياضة، العمق الرياضي، الكرة المغربية، حوارات

رضوان جيد يفتح قلبه لـ”العمق” ويرد على التونسيين بعد ضجة الـ”var”

 كان من بين “الصافرات” التي تميزت بكأس أمم إفريقيا 2019، رضوان جيد، الحكم الدولي المغربي الذي قاد مجموعة من لقاءات النسخة الـ 32 من البطولة القارية التي أقيمت على أرض الكنانة، ولعل أهمها تلك التي جمعت منتخب تونس بالسنغال، في مرحلة نصف النهائي، عندما كان جزءاً  من طاقم الفيديو.

“العمق الرياضي” كان له لقاء مع جيد من منزله بأكادير، حيث تحدث عن كل تفاصيل مشاركته ضمن الأطقم التحكيمية التي قادت مباريات كأس أمم إفريقيا الأخيرة، ورد على تلك الضجة التي رافقت نصف النهائي، كما أعلن لأول مرة عن موعد اعتزاله.

–  حدثنا عن تجربة “الكان”، كيف كانت الأجواء بالنسخة الـ 32 للبطولة الكروية؟

 التحكيم الإفريقي خلال البطولة الأخيرة بمصر كان عموماً “متميزاً”، والحضور المغربي بالنسبة لي كان مشرفا، وممثلاً بأربع صافرات، (حكمي ساحة ومساعدين) قادت مجموعة من القمم الكروية بكأس أمم إفريقيا.

بشهادة الجميع، التحكيم المغربي نال الإشادة خلال “الكان”،  وكان على أعلى مستوى، ونطمح أن نستغل هاته الصورة الجيدة التي تركناها هناك خلال القمم المقبلة.

ما هي القيمة المضافة للصافرة المغربية بكأس أمم إفريقيا 2019؟

بعد الأحداث التي رافقت مجموعة من نهائيات البطولات الإفريقية سواء تعلق الأمر بكأس الكنفدرالية وعصبة الأبطال، كان هنالك تخوف كبير قبل انطلاق كأس أمم إفريقيا من التحكيم الإفريقي عموما، لكن الأمور مرت جيدا.

 التحكيم المغربي متميز، خصوصاً وأنه كان طرفاً في مباريات قوية جداً، سواء تعلق الأمر بثمن النهائي أو ربع النهائي، ووصولاً إلى نصف النهائي.

مباراة السنغال وتونس سجلت احتجاجات عديدة ضدك، ماذا يمكن أن تقول عنها؟

بداية، لم أكن أريد الدخول في هاته الحيثيات مع الشعب التونسي وجماهيره، لأنه في آخر المطاف تبقى مباراة لكرة القدم.

أعتقد بأن نهائي الترجي والوداد الرياضي أرخي بظلاله على لقاء النصف، فأنا خلال تلك المواجهة كنت حكم ”  var ” مساعد أول، رفقة دونوا من فرنسا بعد قرار “الكاف” بالاستعانة بخبرات أجنبية خلال البطولة.

بالنسبة لي كانت حالة عادية عندما أعلن حكم المواجهة عن ركلة جزاء، وفي هاته الحالة فمن يتخذ القرار هو حكم var  الرئيسي، وأنا كنت مساعداً لها، أقدم بدوري رأيي في الحالات التي قد تتسبب في جدل.

وللأسف “بعض” من الإعلام التونسي سامحهم الله روجوا للمغالطات، بعد أن قالوا إن القانون تغير بخصوص لمسة اليد في مربع العمليات.

ولنكون واضحين فنحن فقط في غرفة “var ” نعطي رأينا بخصوص الحالات الموجودة أمامنا، وهو من يقرر تعديل والإبقاء على القرارات النهائية.

في كرة القدم، نحن نقوم بعملنا فقط، وبعيدون عن كل الأمور الخارجة عن النطاق الرياضي، وأرى بأننا لا يمكن أن نرضي الجميع.

 لماذا قيل أن جيد كان وراء قرار إلغاء ركلة الجزاء بالضبط؟

سأشرح بداية تقنية فيديو الحكم المساعد، والتي تضم 3 حكام إلى أربعة كأقصى حد، وهم حكم الرئيسي لـ “  var “، ثم الحكم المساعد الأول، إضافة للحكم المساعد الثاني، يقدم مساعدة في القرارات الخاصة بالتسلل. 

في الحالة التي أثارت الجدل بلقاء السنغال وتونس، فمباشرة بعد الإعلان عن ركلة الجزاء، وإن كان حكم الفيديو الأول الفرنسي متأكداً 100 بالمائة ومقتنعاً بصحتها، لن يعود لنا من أجل التشاور أو أخد رأينا ويساند حكم الساحة، لكن حدث العكس في هاته الحالة.

الحكم الفرنسي لم يكن مقتنعاً بالقرار، وقال لي بالحرف:”هل نعطي الحكم تيسيما فرصة ثانية لإعادة متابعة ركلة الجزاء التي أعلن عنها، وقلت له نعم، وكان رأينا بثلاثة”.

 القرار تم اتخاذه لمتابعة تيسيما للركلة، ليتبين له بأن  كان مخطئاً، وعدل عن إعلان ركلة الجزاء، لكن أشدد بأنه الوحيد المخول له بالإبقاء أو العدول عن أي قرار  مهما كان، سواء اتفق أو اختلف معنا.

زوبعة إعلامية في تونس بسبب قرار نٌسب إليك، هل وصلتك أصداء الحملة؟

بالتأكيد وصلتني الأصداء، فالعالم اليوم أصبح صغيراً جداً، ومواقع التواصل الاجتماعي قربت كل شيء، كما أنني توصلت برسائل نصية منتونسيين، وتابعت مقتطفات من برامج إذاعية وتلفزيونية بتونس، لكن كل هاته التفاصيل غير مهمة بالنسبة لي، فعندما أغادر الملعب الشيء الوحيد الذي يشغل بالي هو تأدية مهمتي في أكمل صورة، وأن أكون راضياً عن قراراتي.

المسؤولون بـ “الكاف” وافقونا بعد المباراة القرار الذي اتخذناه، وأقول للذين انتقدوا أن ركلة الجزاء التي ألغيت في النهائي بين الجزائر والسنغال، هي نفسها تقريبا التي وقعت، وبنفس الشروط.

–  لماذا غاب رضوان جيد عن نهائي  كأس أمم إفريقيا، بعد أن كان إسمه ضمنالمرشحين؟

صحيح كنت ضمن قائمة المرشحين لقيادة نهائي الكأس رفقة طاقمي، إلا أنه وكما يعلم الجميع فإن معايير دقيقة تتحكم في حسم الاختيار من طرف لجنة “الكاف” المختصة، وبحكم أن تأهل الجزائر للنهائي وتواجده بمنطقة شمال إفريقيا واعتباره جاراً لنا ، صعب من مهمة تعييني لسوء الحظ.

–  كيف تعاملت مع تقنية ”  VAR” لأول مرة بكأس أمم  إفريقيا، وهل ترى بأن اعتمادها في البطولة المغربية بداية من الموسم المقبل سيكون مناسباً لخصوصية الدوري؟

بالنسبة لي الفار هو تقنية جديدة، والتوجه العام للتحكيم مستقبلاً سواء تعلق الأمر بالمسابقات القارية المنضوية لـ “الكاف”، وأيضا “الفار”، يسير نحو هاته التقنية.

كنت من بين المحظوظين لقيادة مباراة بهاته التقنية، وأرى أن التقنية هي جيدة جداً، لكن الإشكال بالنسبة لي سيكون في العنصر البشري، وكيفية تعامله مع التقنية.

بالنسبة للبطولةالوطنية المحلية، سيكون الأمر جيداً بالنسبة لنا كحكام، والتقنية ستساعدنا لاكتشاف الأخطاء والوقوف عليها، كما أنها ستفتح أفاقاً أيضاً للجسم التحكيمي المغربي دولياً، فخلال نهائيات كأس العالم بروسيا، تم ترشيح المختصين الذين عملوا سابقا بدورياتهم وأداروا مباريات بحضور “الفيديو المساعد”.

–  برأيك ما هو السبب وراء كثرة احتجاجات الأندية المغربية على التحكيم الوطني، والمطالبة أحياناً بصافرة أجنبية في لقاءات كبيرة؟

بالنسبة لي التحكيم المغربي بخير على وخير، ونحن بحاجة إلى الصبر وحسن النية لحكامنا الوطنيين. أعتقد بأن الوصول إلى المطالبة بصافرة أجنبية، هي مطالب لأشخاص لا يريدون الخير للتحكيم المغربي.

اليوم علينا منح الوقت للشبان من أجل الاحتكاك بالدوري والمباريات الكبيرة، لإعداد خلف قادر على تقديم مستوى تحكيمي جيد جداً.

– هل يمكن لنا معرفة متى يفكر جيد في إنهاء مسيرته في الملاعب كحكم دولي، وأبرز الصافرات في الدوري المغربي؟

بالنسبة للتاريخ الذي وضعته أمامي أو الاستحقاق، هو نهائيات كأس العالم قطر 2022، التي ستكون الأخيرة لي، لأني أرغب في فسح المجال أمام الحكام الشباب للدفاع عن حظوظهم لدخول قائمة قائدي البطولة العالمي.

ثانياً، أريد التفرغ لأسرتي، وأيضاَ لمشروع شخصي قد يكون مرتبطاً بالتحكيم والتكوين، لما لا مستقبلاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *