وجهة نظر

دين الإرهاب

أنا الشر و أبي الظلم و أمي الإساءة، أخي الغدر و أختي المسكنة، عمي الضرر و خالي الذل، ابني الفقر و ابنتي البطالة و عشيرتي الجهالة…وصف المفكر عبد الرحمن الكواكبي لعقيدة الإرهاب: الإستبداد !

استبداد زرعه الغرب على عينيه منذ أن قسم كعكة العثمانيين دويلات حكمتها عصابات باسم عائلات. صك الاتفاق كان الحرص على “النوم و الشخير العام” مقابل ضمان البقاء في سدة الحكم إلى أن يرث الله الأرض و من عليها.

في الشرق جثمت عائلات على أغلى الثروات (البترول)، ليسخروا صدفة الجيولوجيا ليس لتعليم الشعوب و تنميتها، بل نصيب لرشوتها و تغديتها كالأغنام كي لا تصيح، و نصيب أكبر لخلق الأعداء قبل الانكباب على محاربتها لأجيال و أجيال.

فلسطين سلمت لليهود بعد مسرحية حرب 48. دولة اليهود سلحت من أمريكا و بنيت من المانيا النادمة على ماضيها، وفرت لها فرنسا سلاح البقاء للأبد :مفاعل ديمونة. مفاعل ينتج قنابل موجهة لكل عاصمة تحوي عربا أو مسلمين.

على الجانب الآخر عرب استمتعوا بوجود عدو لا يقهر، فأعلنوا أن لا صوت يعلو فوق صوت المعركة. شعار كاف لمنع و قتل أي محاولة للنماء أو تنفس نسيم الحرية. لا حرية و العدو على الأبواب!

الشعوب ظلت مستعبدة إما لوجود إسرائيل، أو لوجود إيران ثم صدام ثم القاعدة ثم الدواعش…

في المغرب (الكبير)، عصابة كذبت على العالم بأسطورة المليون شهيد. جثمت على أنفاس شعب بداعي الشرعية الثورية. العصابة دخلت في لعبة “شد ليا نقطع ليك” مع نظام باث همه الوحيد الحفاظ على نفسه من طمع جنرالات شباب طامعين في السلطة بداعي محاربة الفساد. نظام أغرق الداخل بالفساد و الريع و استمتع بإدارة الصراع مع “الإنفصاليين” و “الخونة” و داعميهم.

حكام المغرب (الكبير) ظلا لعقود يتبادلان تارة المودة و تارة العداء، و أخرى حالة لا حرب و لا سلام، واضعين مستقبل شعوب في ثلاجة بشساعة ملايين الكيلومترات.

ثلاجة صدرت البؤس و الفقر و الجهل مرة لأفغانستان، و تارة لمخيمات الصحراء، تارة لساحات الوغى في سوريا و العراق، و أخرى صوب المستعمر القديم، كجزء من رد الدين.

بين العملاقين عقيد شاب، ادعى الفضيلة و التحرر فخطف الحكم من ملك عجوز مبشرا بديمقراطية جماهرية ثورية…

عقيد طبل بالنهار للعروبة و تحرير الشعوب، و نسق بليل مع “عدوه” اللدود أمريكا و إسرائيل. موساد العدوة إسرائيل تكفل بإعلام العقيد أربع عشر مرة بمحاولات للانقلاب عليه…بعد آداء المهمة، و انتاج مجموعة قبائل تسكن مجالا و تسمى دولة، تكفلت رصاصة بالواجب، بتخطيط أمريكي و تنفيد فرنسي و غطاء ثوري ليبي.

انتهازية من نتائجها موت مادي لحضارات و شعوب في العراق و سوريا و اليمن، و الصومال، و موت معنوي لما تبقى من شعوب عليها حفظ كتاب النبات إن أرادت الحفاظ على هبة الأمن: تنفس و طعام و إنجاب أولاد للعبودية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *