مجتمع

شاب يطلق مبادرة “تحدي المطفأة” لتفادي تكرار فاجعة الطفلة “هبة”

أطلق فاعل جمعوي مغربي مبادرة للوقاية من حوادث الاحتراق التي تتعرض لها مجموعة من المنازل وتؤدي في بعضها إلى وقوع قتلى وجرحى، معتبرا أن هذه المبادرة تأتي من أجل “ترسيخ ثقافة الوقاية من الحرائق المنزلية خاصة لدى الطبقة الاجتماعية التي لا يسمح لها وضعها المادي بتثبيت نظام الوقاية من الحرائق الذاتي التشغيل في منازلهم”.

وأعلن الناشط والفاعل الجمعوي بمدينة الرشيدية عبد الحي النجاري، عن إطلاق مبادرة تحت وسم “#تحدي_المطفأة”، عبر اقتناء أي صنف من أصناف مطفآت الحريق، ثم تحدي صديق أو عدة أصدقاء ليقوموا باقتنائها، وذلك بهدف ترسيخ هذه الثقافة لدى العائلات المغربية.

وأوضح النجاري في تصريح لجريدة “العمق”، أن سعر مطفأة الحريق مناسب ويبتدئ من 40 درهما فقط، قائلا: “من سيحتقر هذه المبادرة يكفيه أن يعلم أن إحصائية أمريكية تقول إن أغلب الحرائق المنزلية تبدأ من المطبخ من حريق تسهل السيطرة عليه في بدايته”.

وتابع قوله: “من استطاع اقتناء الأنواع الأخرى فليفعل وليعلم أفراد أسرته طريقة استعمالها في الطوارئ، المهم أن يحفز الآخرين بهذه المبادرة حتى لا نكون نحن أو أقاربنا “هبة” أخرى التي احترقت حية بسبب تأخر الوقاية المدنية في سيدي علال البحراوي”، وفق تعبيره.

وأشار المتحدث إلى أن فكرة المبادرة جاءت بعد حادثة مقتل الطفلة هبة حرقا، موضحا بالقول: “تساءلتُ كيف نجنب أنفسنا وأسرنا مثل هذا المصير ما دام تدخّل الوقاية المدنية لا يكون دائما بالسرعة المطلوبة؟”.

وبخصوص أسباب غياب ثقافة مطفأة الحريق في المنازل، قال النجاري إن المسؤولية يتقاسمها 3 أطراف، الأولى تعود إلى الدولة بسبب عدم إلزامها للمواطنين بتوفير مطفأة الحريق في المنازل، وتركها مسألة شخصية، عكس المؤسسات العمومية التي تلزمها بذلك.

وأرجع المسؤولية الثانية إلى المؤسسات التعليمية التي “لا تكرس هذا السلوك لدى الأطفال، بل إن عددا كبيرا منها يخلو بدوره من أجهزة إطفاء الحريق، لأن رؤية التلميذ لهذه الأجهزة يوميا، وحضوره لعملية تغييرها بأخرى جديدة بعد انتهاء صلاحيتها، يرسخ في ذهنه أهميتها وتحسُّبَه واستعداده لطوارئ الحريق في كل لحظة”.

في حين أرجع المسؤولية الثالثة إلى الإعلام، مشيرا إلى أن الإعلام العمومي “يركز على الجانب الترفيهي أكثر من الجانب التثقيفي الوقائي الذي يلامس المعيش اليومي للمواطن”، على حد قوله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *