سياسة، مجتمع

الجامعي: مواقف معتقلي الريف بطولية.. ولا أتفق مع “إسقاط الجنسية”

فاطمة راجي – صحافية متدربة

“الجنسية كالوطن، والجنسية والوطن، كالهواء والشمس”، هكذا خلص عبد الرحيم الجامعي، عضو هيئة الدفاع عن معتقلي حراك الريف، في رسالة وجهها لى قادة الحراك المعتقلين إثر قرارهم بالتخلي عن الجنسية المغربية وإسقاط “رابط البيعة”.

وقال النقيب مخاطبا المعتقلين: “قررتم موقف التنازل الجماعي عن الجنسية المغربية، وهو سابقة في تاريخ نضال المعتقلين السياسيين، وهو قراركم وتحية لجرأتكم، وأنا أحترمه، لكنني لا أتفق معكم”.

وأضاف: “منذ استقلال هذا الوطن إلى اليوم، ومئات الموتى والمحكومين والمعدومين والمعتقلين السياسيين، من الرواد ومن أعمار النضال السياسي والاجتماعي والحقوقي بالمغرب من كل مراحله، لم يكن التنازل عن الجنسية أمرا واردا ولم يرج أو يروج له على الإطلاق، لأن الجنسية ليست منحَة أحد ولا منَه سلطة أو حاكم”.

وعلل الجامعي موقفه مستحضرا “الملايين ممن يعيشون التهميش والقهر والفقر والمرض، في الحواضر والبوادي والأرياف، بردا وشتاء وصيفا وخريفا، ومن يعيشون الظُلمَ في اليقظة، وحتى في الأحلام من نساء ومن شباب ومن أطفال الشارع والبؤس والإهمال”.

وتابع قوله: “ومن يعانون القسوة والحاجة وهم تائهون في عالم الاستغلال والانحراف والعبودية المقنعة في دنيا الحرية أو الاعتقال ودخول السجون وبعد الخروج منها، كل هؤلاء ربما سيكتب عليهم ركوب أمواج البحر للاغتراب للغرق أو للموت، لكنهم سيرحلون أو سيموتون وهم حاملين معهم دمهم وجنسيتهم”.

واعتبر المتحدث أن التنازل عن الجنسية ليس سلاحا نضاليا ولا سياسيا ولا حقوقيا، وليس تكتيكا مرحليا ولا موقفا استراتيجيا، ولا تعبيرا عن الألم والثورة، ولا هدية للحقوقيين والمخزن ولا لذئاب السلطة ولا لحملة سيف القهر والفساد، وفق تعبيره.

وبالرغم من عدم اتفاقه مع الخطوة، إلا أنه عدد مواقفهم الجريئة وثمنها، قائلا: “عانيتم المرارات من الاعتقال ومن السجن ومن المحاكمتين، وأعرف ذلك مع من يعرفونه وأشهد أمام التاريخ بذلك”.

وأضاف: “أعلنتم على الملأ قناعاتكم بوطنيتكم ووطنكم و برموز تاريخ الريف وشرفاء الوطن وأحراه وحرائره، فأسقطتم سلاح من حاولوا يائسين تخوينكم وسلخ تاريخكم وهويتكم ولغتكم، من ضمائركم و أمتُحِنتم في أفكاركم وفي نضالكم وفي ثباتكم، فكانت مواقفكم دروسا في التضحية والصبر والصمود، وعلامات نادرة من التحدي حتى للموت بعد أسابيع بل شهورا من الإضرابات عن الطعام”.

وشدد على أن “قادة حراك الريف إلتف حولهم الاحترام والتقدير والتضامن الواسع محليا ودوليا، قبل أن تلتف لمساندة قضيتهم أصوات وأقلام الحقوقيين والإعلاميين والديمقراطيين والمنظمات، لتصبح قضية الحراك والمحاكمة الجماعية الكبرى بالبيضاء وباقي المحاكمات ذات العلاقة، تاريخا سياسيا بئيسا بالعشرية الثانية من هذا القرن، ومرجعا سيئا للعدالة في عهد دستور جديد، وقضية مصيرية صادمة للمغرب ولساساته ولحكومته ووزرائها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ 5 سنوات

    إذا كنت تعترف بأن هؤلاء ابطال ويقومون بأعمال بطولية فانت معهم في خانة واحدة ...فهؤلاء خانوا الوطن ورفعوا علما غير علمه ونادوا بالإنفصال وقالوا ان عهد الحماية كان أفضل وووووالخ فإذا كنت ترى أنهم ابطالا فانت واحد منهم