سياسة

خصوم بنشماش يحشدون الأنصار بطنجة ويستعدون للإطاحة به (صور)

حشد تيار “المستقبل” لحزب الأصالة والمعاصرة، المئات من أنصاره بأقاليم جهة طنجة تطوان الحسمية، في لقاء جماهيري صباح اليوم السبت بقاعة المؤتمرات “أحمد بوكماخ” بمدينة طنجة، بحضور برلمانيين ومنتخبين للحزب بالجهة، وذلك ضمن استعدادات التيار لعقد مؤتمره الوطني الرابع نهاية شتنبر المقبل ومحاولة “الإطاحة” بالأمين العام حكيم بن شماش وتياره “الشرعية”.

اللقاء الذي عرف مشاركة أعضاء وأنصار التيار بكل من أقاليم طنجة، تطوان، شفشاون، وزان، الحسيمة، المضيق الفنيدق، العرائش والقصر الكبير، الفحص أنجرة، شهد هجوما قويا لقادة التيار على الأمين العام للحزب حكيم بن شماش وتياره، معتبرين أنه يحاول العودة بالجرار إلى “الديكتاتوريات”، متهمينه بتهديد أعضاء الحزب لمنعهم من حضور مؤتمر تيار “المستقبل”، وفق تعبيرهم.

القيادي وعضو المكتب السياسي للحزب عبد اللطيف وهبي، اعتبر في كلمة له، أن “زمن الازدواجية في البام انتهى”، لافتا إلى أن “هناك من يصر على إفشال مشروعنا السياسي ويصر على إقحامنا في معارك فاشلة ليؤخر نجاح المشروع ويعدمه”، مشددا على عزم تياره القيام بولادة جديدة لمشروع الحزب، وتصحيح مساره وإعادة بنائه من أصوله الأولى التي بني عليها، وفق تعبيره.

وقال وهبي إن من وصفهم بـ”القراصنة المختلسون، يعرقلون أي محاولة لإنجاح مشروع الحزب الذي عانى مؤخرا من القرارات السطحية وسوء تقدير المواقف ووضعية مجتمعنا”، مضيفا: “يجب أن نعترف بحقيقة كل أخطائنا ونمتلك نفَسًا قويا لبناء تصور حقيقي لمسار حزبنا وإصلاح أعطابه الذاتية والموضوعية وتغيير طرق اتخاذ قراراته السياسية، والقطع مع منطق الأهواء والمصلحة في اتخاذ القرارات”.

ورسم وهبي خارطة طريق حزبه بعد المؤتمر الوطني الذي أعلن تيار “المستقبل” تنظيمه أيام 27 و28 و29 شتنبر المقبل، موضحا أن قادة الحزب ملزمون ببناء علاقة جيدة مع كل المكونات السياسية بالبلد بدون استثناء، قوامها الاحترام المتبادل والقبول بالآخر وأفكاره بكل تجلياته، والقطع مع منطق الاستفراد بالقرار ووقف منطق العدائية تجاه القوى الوطنية الأخرى.

وتابع قوله في هذا الصدد: “لسنا حزب الدولة وكلنا ملكيون ومغاربة، ولن ينفرد أي حزب في الادعاء بمساندة الدولة له وحده، فيجب أن نكون جزءًا من باقي المكونات السياسية دون نية التحكم والهيمنة والتآمر على بقية الأحزاب”، مردفا بالقول: “لا يمكن أن نقبل بعد اليوم بالمس بالديمقراطية الداخلية لحزبنا والضرب بسيادة قراراته، فإما أن نكون ديمقراطيين أو لا نكون باميين”.

من جهته، هاجم عبد اللطيف الغلبوزري الأمين الجهوي للحزب بجهة طنجة تطوان الحسيمة، الأمين العام للحزب حكيم بن شماش، مشيرا إلى أن أعضاء تيار “المستقبل” يتعرض للتهديدات حتى لا يكملوا مسارهم لعقد المؤتمر الوطني الرابع، قائلا إن بن شماش “يريد العودة بنا إلى ديكتاتوريات أمريكا الجنوبية التي يُعِزها وأوروبا الشرقية، ويمارس الترهيب والترغيب لاستقطاب أعضاء الحزب”.

بدورها، اعتبرت البرلمانية عن الحزب بالجهة زهور الوهابي، أن هذا الاختلاف والانقسام داخل حزبها، “بقدر ما يُحزن فهو يُفرح لأننا سنحسم من خلاله مستقبلنا حتى نعيش في حزب لا يتصرف فيه أمينه العام لوحده ويظل هو من يضع اللوائح الانتخابية وغيرها، فهم بهذا قتلوا إرادة الحزب برهنه لشخص واحد، لكننا الآن في الطريق الصحيح لبناء حزب قوي”، حسب قولها.

ممثل المنظمة الديمقراطية للشغل، قال في كلمته خلال اللقاء: “كنا نتمنى أن تكون مرحلة بن شماش مرحلة إقلاع، لكن منذ توليه المسؤولية غاص في مستنقع الفردانية والمصالح الضيقة لثلة أرادت احتكار الحزب لأجندتها ومصالحها الضيقة، والآن نحن نخوض مخاضا من أجل ولادة جديدة وإضافة نوعية للبام، وسننتصر للشرعية الحقيقية وهي شرعية الجماهير”.

من جانبها، القيادية بالحزب عزيزة الشكاف التي تم تكريمها خلال اللقاء، وجهت نداءً إلى تيار “الشرعية” بقيادة بن شماش من أجل الالتحاق برفاقهم في تيار “المستقبل”، قائلة: “نمد أيادينا لهم في الوقت الضائع، لأن البام هو بيتنا جميعا، لذا سأوجه نداءً لعلها تكون براءة لكل ما قام به بن شماش لهدم الحزب”.

وتابعت قولها مخاطبة الأمين العام للحزب: “أصبحتَ تعيش في عزلة، وهي ليست جميلة في حق السياسيين، هذه فرصتك لكي تغسل يديك من كل ما اقترفته ضد الحزب، ومن أجل الانضمام لرفاقك لأنك أصبحت بدون رفاق، وأن نتوجه جميعا يدا في يد نحو المؤتمر الوطني الرابع، فنحن فكرة ولسنا تيارا”، وفق تعبيرها.

ممثل الأمانة الإقليمية بتطوان عبد اللطيف أفيلال، كشف أن أعضاء البام بجماعة تطوان “عانوا كثيرا من البيروقراطية، فكلما تقوى الحزب داخل المدينة إلا وتأتي الأوامر العمودية لتكسيره، وحزبنا بتطوان تكسر 3 مرات، ولا أظن أن هناك حزبا بتطوان له كفاءات وأطر مثل البام، لكن كل ذلك ذهب هباءً منثورا، لأننا ومنذ 4 سنوات ونحن نطالب القيادة بالنزول إلينا، وحينما جاؤوا هددونا بالطرد وتم تجميد عضويتها، لكننا نعول على المؤتمر الذي سيرد الاعتبار لنا ولحزبنا”.

وبدأ خصوم بن شماش داخل البام في وضع آخر اللمسات قبل الذهاب إلى المؤتمر الرابع للحزب في أواخر الشهر المقبل، من خلال هذا اللقاء الجماهيري بمدينة طنجة، والتي تعد أبرز معاقل الحزب الانتخابية، وذلك في ظل أزمة تنظيمية خانقة يعيشها الحزب، بدأت بوادرها مع فشل الأمين العام السابق إلياس العماري في الفوز بالانتخابات البرلمانية الماضية، وتفاقمت مع اقتراب المؤتمر الرابع.

يأتي ذلك في وقت تستمر رقعة أزمة حزب الأصالة والمعاصرة في الاتساع مع مرور الوقت، إذ فاقمت دعوة تيار “المستقبل” لعقد هذا اللقاء، من الهوة بين الأصدقاء الأعداء بحزب الجرار، وطفت على السطح حرب البلاغات من جديد بين هذا التيار وخصمه تيار “الشرعية”، وصلت تداعياتها إلى انقسام هياكل ومؤسسات الحزب بجهة طنجة تطوان الحسيمة.

فمن أصل 8 أمانات إقليمية لحزب الأصالة والمعاصرة بجهة طنجة تطوان الحسيمة، أعلنت 5 أمانات إقليمية رفضها لقاء طنجة، فيما أيدت 3 أخرى اللقاء، حيث اعتبر الرافضون أن “أي دعوة أو لقاء خارج المقتضيات القانونية للحزب ومن جهة ليس لها الصفة القانونية للدعوة لمثل هذه اللقاءات”، معتبرة أن “عقد لقاء يوم 31 غشت بطنجة باسم ما تسمي نفسها “باللجنة التحضيرية” يعتبر باطلا من الناحية القانونية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *