سياسة

أزمة “البام” تتفاقم .. لقاء طنجة يقسم هياكل الجرار بجهة الشمال

تستمر رقعة أزمة حزب الأصالة والمعاصرة في الاتساع مع مرور الوقت، إذ فاقمت دعوة تيار “المستقبل” لعقد لقاء جماهيري بطنجة، اليوم السبت، من الهوة بين الأصدقاء الأعداء بحزب الجرار، وطفت على السطح حرب البلاغات من جديد بين هذا التيار وخصمه تيار “الشرعية”، وصلت تداعياتها إلى انقسام هياكل ومؤسسات الحزب بجهة طنجة تطوان الحسيمة.

فمن أصل 8 أمانات إقليمية لحزب الأصالة والمعاصرة بجهة طنجة تطوان الحسيمة، أعلنت 5 أمانات إقليمية رفضها تنظيم لقاء طنجة، فيما أيدت 3 أخرى اللقاء، إلى جانب الأمين الجهوي الذي كان واحدا من بين الموقعين على البلاغ الثلاثي لتيار “المستقبل” إلى جانب المجلس الوطني واللجنة التحضيرية للتيار التي يرأسها سمير كودار، والأمانة الجهوية بالشمال.

وتبرأت 5 أمانات إقليمية بجهة طنجة تطوان الحسيمة، في بلاغ لها توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، عقب اجتماع لأمنائها الإقليميين أمس الجمعة، من “أي دعوة أو لقاء خارج المقتضيات القانونية للحزب ومن جهة ليس لها الصفة القانونية للدعوة لمثل هذه اللقاءات”، معتبرة أن “عقد لقاء يوم 31 غشت بطنجة باسم ما تسمي نفسها “باللجنة التحضيرية” يعتبر باطلا من الناحية القانونية”.

البلاغ المذكور الذي أصدرته الأمانات الإقليمية للحزب بكل من تطوان، وزان، شفشاون، المضيق-الفنيدق، الفحص أنجرة، قال إن لقاء طنجة يأتي “في غياب تام للمؤسسات الشرعية وفي تحد صارخ للنظام الأساسي والنظام الداخلي للحزب، وكذا مقررات اللجان الدائمة للحزب خاصة لجنة التحكيم والأخلاقيات، التي بعد دراستها لملف اللجنة التحضيرية”.

وأشار إلى أن “بطلان” هذا اللقاء يعود إلى “العديد من المستندات والوثائق والحجج والصور التي بينت بما لايدع مجالا للشك، عدم شرعية انتخاب سمير كودار رئيسا للجنة التحضيرية، وما أعقب ذلك من قرار الطرد الصادر عن المكتب الفيدرالي في حق هذا الأخير، وانتخاب أحمد التهامي رئيسا للجنة التحضيرية”.

واعتبرت الهيئات المجالية الخمسة للحزب أن “دعوات سمير كودار لمثل هذه الاجتماعات ولأي اجتماع كيفما كان نوعه، تعتبر باطلة وصادرة من غير ذي صفة، الأمر الذي يجعل الدعوة لهذا اللقاء يتسم بانعدام الشرعية والأساس القانوني ويجعله مجرد لقاء ما بين أشخاص لا علاقة لهم بالشرعية والمؤسسات الحزبية”.

ويرى البلاغ ذاته، أن “الدعوة لمثل هذه اللقاءات تندرج في سياق المحاولات الفاشلة التي تهدف إلى المس بالمؤسسات الحزبية والعمل الحزبي وبمصداقية الممارسة السياسية، وهي المحاولات التي تكشف مرة أخرى رغبة الجهات التي تقف من ورائها، والأشخاص الذين يدبرونها من تأزيم الجسم الحزبي والسطو على مؤسساته والدوس على قوانينه وأعرافه وقيمه بعقلية لا علاقة لها بأخلاقيات وضوابط وممارسات العمل الحزبي الذي تؤطره القوانين الجاري بها العمل في بلادنا وكذا النظامين الأساسي والداخلي للحزب”.

وهاجم الأمناء الإقليميون الخمس، الأمين الجهوي الذي ينظم لقاء طنجة، مشيرين إلى أنه لم يستدعي الأمانة الجهوية لأخذ رأيها ولم يستشر الأمناء الإقليميين، “مما يعتبر انحرافا عن المنهجية الديموقراطية التي اعتدنا على العمل بها داخل الحزب وداخل الأمانة الجهوية لجهة طنجة تطوان الحسيمة”.

كما أبدى الموقعون على البلاغ استغرابهم من “البيان الثلاثي الصادر باسم المجلس الوطني واللجنة التحضيرية والأمانة الجهوية، في سابقة خطيرة من نوعها أن يوقع بلاغ باسم المجلس الوطني الذي أصبح مجمدا وغير مشغل يظهر فقط في البيانات، والأمين الجهوي الذي عطل الأمانة الجهوية ولم يدعو لاجتماعها منذ أكثر من سنتين، واللجنة التحضيرية التي لا صفة لها تنظيميا ولا قانونيا لتوقيع مثل هذه البيانات، فضلا أنه لم يسبق في تاريخ الأحزاب السياسية أن صدر بيان مشترك موقع من مثل هذه الهيآت”.

وفي هذا الإطار، اعتبرت الأمانات الإقليمية الخمس، أن “اللجنة التحضيرية الشرعية للحزب هي التي تم انتخابها وفق الضوابط القانونية والتنظيمية وتم انتخاب رئيسها وفق مقتضيات النظام الأساسي والنظام الداخلي للحزب وذلك يوم 28 يوليوز 2019″، معلنة التزامها بـ”احترام جميع قرارات الأمين العام وقرارات اللجنة التحضيرية الشرعية التي يترأسها أحمد التهامي”.

وبدأ خصوم بن شماش داخل البام في وضع آخر اللمسات قبل الذهاب إلى المؤتمر الرابع للحزب في أواخر الشهر المقبل، حيث دعوا إلى لقاء جماهيري بمدينة طنجة اليوم السبت، والتي تعد أبرز معاقل الحزب الانتخابية، وذلك في ظل أزمة تنظيمية خانقة يعيشها الحزب، بدأت بوادرها مع فشل الأمين العام السابق إلياس العماري في الفوز بالانتخابات البرلمانية الماضية، وتفاقمت مع اقتراب المؤتمر الرابع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ 5 سنوات

    في نظري هده ليست الا لعبة من أجل الانتخابات المقبلة. كما يمكن أن النزاع حقيقي ولكن سببه آخرين يريدون تقسيم الحزب وأضعافه ليتيح المجال الحزب المزعوم الآخر ليتبوا الصدارة خلال الانتخابات القادمة.