مجتمع

جيران معمل “كوسومار” ينتفضون ضده بسبب “تهديده” لصحتهم وبيئتهم

في الوقت الذي يعاني جيران معمل السكر التابع لمجموعة “كوسومار”، بمنطقة أولاد عياد بإقليم الفقيه بن صالح، من المشاكل البيئية والصحية والفلاحية التي تسببها الغازات المنبعثة منه والنفايات الصلبة الناتجة عن أنشطته الصناعية، قررر “كوسومار”  بناء محطة لتوليد الطاقة الكهربائية عن طريق الفحم الحجري على طول السنة داخل المعمل.

هذا الوضع، أثار حفيظة الساكنة، وجعلهم يفكرون في إنشاء تنسيقية بعد “تقاعس” المجلس الجماعي حسب روايتهم، أخدت هذه الأخيرة اسم “تنسيقية أولاد عياد لحماية البيئة ورفع الضرر”، أطلقت عريضة إلكترونية على موقع “أفاز” الدولي، وحملات على مواقع التواصل الاجتماعي بهاشتاغ (#كوسيمار_يقتلنا، #غيّر_مناخك، #شم_وزم).

لماذا التنسيقية؟

صرح عضو تنسيقية أولاد عياد لحماية البيئة ورفع الضرر، عزيز البرنوصي، لـ”العمق” أنهم عازمون على القيام بحلقات توعوية في كل أحياء مدينة أولاد عياد وكذا المناطق المجاورة والمتضرر من مخلفات معمل كوسومار للسكر، من أجل توعية الساكنة بخطورة بناء محطة توليد الكهرباء بالفحم الحجري وسط المدينة.

وقال أيضا قاسم ذياب، عضو التنسيقية المذكورة، في هذا الصدد، أن الحلقات التحسيسية يراد منها توضيح الأضرار التي سيسببها معمل السكر بعد شروع في بناء محطة لتوليد الطاقة الكهربائية بواسطة الفحم، مشيرا إلى أن “الماء الذي نشربه اليوم في المنازل ملوث بسبب هذا المعمل ناهيك عن الدخان والرائحة الكريهة التي تزكم الأنوف، وسببت للكثيرين أمراض الربو والتنفس، وهذا قبل أن يعتمد هذه المحطة”.

جريمة وقتل

وتابع قاسم القول،  إن “المعمل ضره أكثر من نفعه، نعم يحقق رواجا اقتصاديا في فترة محدد في السنة، لكن يجب أن نفهم أن المعمل لا يهمه أن تموت الساكنة بسبب السموم المنبعثة منه، بل يريد أن يستخلص الطاقة بأسهل الطرق وأرخصها”.

مضيفا، “أنه يمنع دوليا اليوم القيام بإنتاج الطاقة الكهربائية من الفحم، لأن هذه الطريقة تسبب أمراض قبيحة، خاصة إذا تمت وسط التجمعات السكنية، وحتى لا تؤول معركتنا، فهدفنا ليس توقيف المعمل بل منع بناء محطة لتوليد الطاقة الكهربائية بواسطة الفحم الحجري، لأنها ستؤثر سلبا على البيئة والساكنة والفلاحة، وستقتل المدينة بأكملها”.

عريضة على “أفاز”

قامت التنسيقية المحلية بأولاد عياد بعد عدم تفاعل المسؤولين المحليين مع مطالبهم للتدخل لعدول شركة كوسومار عن بناء محطة لتوليد الطاقة بالفحم، بإنشاء عريضة إلكترونية على موقع “أفاز” الدولي المعني بقضايا الحقوق والحريات والبيئة والمناخ، لمطالبة شركة كوسومار “بوقف أي مشروع سيدمر البيئة والبحث عن مصادر وتكنولوجيات صديقة للبيئة”.

كما قامت التنسيقية أيضا بجمع توقيعات من الساكنة وصلت في بداياتها الأولى 500 توقيع، حسب ما قاله عزيز البرنوصي “للعمق”، وأنها ستفوق 3000 توقيع في قادم الأيام، وسيتم إرسالها إلى السلطات المغربية على المستوى المركزي، والمنظمات الوطنية والعالمية المعنية بقضايا البيئة والمناخ”، حسب ذات المتحدث.

مسيرة دمنات للمناخ

الحقوقي بمدينة أولاد عياد، عبد الواحد السعدي، ندد في مسيرة الشباب من أجل المناخ المنظمة من طرف منظمة السلام الأخضر فرع المغرب يوم الأحد 29 شتنبر 2019، بدمنات، بـ”المجازر البيئية” التي يقوم بها معمل السكر التابع لمجموعة كوسومار بمدينته، و”الكوارث التي يتسبب فيها من تسربات غازية ونفايات صلبة تؤثر على الإنسان والنباتات والفلاحة المعروفة في المنطقة”.

وفي اتصاله مع “العمق” قال السعدي إن “معمل السكر كوسومار جزء لا يتجزأ من المدينة، ويتواجد داخلها بل يتوسع على حسابها، دون احترام شروط السلامة البيئية والالتزام بدفاتر التحملات والمعايير الدولية الخاصة بمجال البيئية”.

كما طالب ذات المتحدث من إدارة معمل السكر “احترام شروط البيئة ووقف مشروع توليد الطاقة الكهربائية بواسطة الفحم الحجري، لأنه أصبح ممنوعا دوليا، وبالتالي فهذا استهتار بحياة مواطنين أولاد عياد والضواحي، و الثروة الفلاحية التي تعرف بها المنطقة”.

من جهته عبر مصطفى الريمالي عضو بتنسيقية أولاد عياد لحماية البيئة ورفع الضرر، في فيديو تداول على مواقع التواصل الاجتماعي، عن خطورة توليد الطاقة الكهربائية بالفحم، مطالبا بتوقيف هذا المشروع الذي  سيشتغل على طول السنة”.

مستدركا حديثه، “إذا كان المعمل يريد القيام بتوسيع إنتاجاته، فليستخدم الطاقات المتجددة والشمسية، لأنه إذا اعتمد على الفحم سيتسبب في هجرة الساكنة.

مشاكل بالجملة

وأشارت العريضة المنشورة على موقع “أفاز” إلى أن “الانبعاثات الغازية للمعمل في السنوات الماضية تسببت في تدمير حقول شاسعة من أشجار الزيتون بجبال الأطلس المحاذية للمدينة بجماعتي أرفالة ومولاي عيسى بن ادريس (أيت اعتاب) وأيت تاكلا”.

كما تسببت “تسربات مواد سامة من محطة معالجة المياه المستخدمة في معالجة الشمندر في موت أشجار الزيتون المحاذية للمعمل”، وفق المصدر نفسه.

ذات العريضة قالت إن “شركة كوزيمار تقوم كل سنة باستثمارات ضخمة وتتوسع على حساب أراضي المدينة، دون المساهمة في إنجاز مشاريع تنموية من قبيل تشييد مناطق خضراء أو خلق مؤسسات اجتماعية ورياضية وغيرها”.

وأن “المدينة لا تستفيد من المعمل بقدر الأضرار التي يلحقها بها من روائح كريهة تنبعث من مكب النفايات الصلبة والسائلة والتي أصبحت عنوانا للمدينة، أكوام النفايات التي أصبحت بحجم الجبال لا توحي لك إلا بوجود مدينة بساكنة تفوق 30 ألف نسمة خلف هذا المجمع الصناعي المسمى كوزيمار”.

كوسومار ترد

في تفاعلها مع الموضوع، أكدت  إدارة كوسومار لإنتاج السكر بأولاد عياد في بيان لها، حصلت “العمق” على نسخة منه، إجراء مشروع الرفع من إنتاج الطاقة الكهربائية دون الإفصاح عن تفاصيله أو  وضع بطاقة تقنية تبين نوع  المواد والأدوات التي ستستعمل من أجل توليد الكهرباء.

واكتفت بالقول في بيانها  إن المشروع “يعتبر من بين المشاريع الصديقة للبيئة المطابقة للمعايير المعمول بها أوروبيا كما هو الشأن بالنسبة لألمانيا على سبيل المثال”.

وأضافت إن”المشاريع المبرمجة ستقام في أرض ملكية الشركة  دون تطاول على أملاك الجماعة أو الخواص”، كما أشارت إلى أنه تمت المصادقة على المشروع من طرف اللجنة الجهوية للاستثمار برئاسة والي جهة بني ملال خنيفرة، وبحضور السلطات المنتخبة وذلك يوم 05/07/2018″.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ 4 سنوات

    ألله إنصركم خويا عزيز