وجهة نظر

الملتقى الوطني الخامس للكتاب المجاليين محطة تأكيد العافية والعزيمة والأمل

لم يكن الملتقى الوطني الخامس للكتاب المجاليين، الذين نظمه حزب العدالة والتنمية يومي السبت والأحد 12-13 أكتوبر 2019، مجرد حلقةفي سلسلة حلقات يسجل عدادهارقمها الخامس، بل كان محطة من محطات اختبار صحة وعافية الصف الداخلي للحزب وتماسكه وعزيمته على مواصلة النضال.

وإذا كانت محطة المؤتمر الثامن، وما تلاها من مؤتمرات جهوية واقليمية ومحلية، محطاتتمت فيها أعمال البناء والصيانة التنظيمية الكبرى المتعلقة بالذات الحزبية، وإذا كانت محطة الحوار الداخلي، الوطني منه والمجالي، محطة الصيانة الفكرية والنفسية جددت العزيمة على النضال، والثقة في المشروع وقيادته، والأمل في الاصلاح، فإن محطة الملتقى الوطني الخامس للكتاب المجاليين كانت محطة تتويج كل الجهود التي بذلت على مختلف الأصعدة. كيف ذلك؟

أولا،
الملتقى وإن كان اسمه يتحدث عن الكتاب المجاليين الجهويين والاقليميين والمحليين، فهو يجمع إضافة إلى ذلك مدراء الحزب في مختلف المستويات، وقيادات الحزب الوطنية والتي تشمل أعضاء الأمانة العامة وأعضاء الإدارة العامة بمكوناتها التي تضم مختلف الهيئات الوطنية الموازية، مما يعني أن الملتقى يجمع جميع قيادات الحزب ومدراءه في كل المستويات، مما يجعل نبضه خير معبر عن صحة الحزب وعافيته.

ثانيا،
الملتقى سجل نسبة حضور دالة فرضت نفسها ضمن مؤشرات الحضور الجيد في أنشطة الحزب. وحافظ على نفس نسبة الحضور خلال يومي الانعقاد، فنفس الزخم التي التأم الملتقى به هو نفس الزخم الذي ختم به.

ثالثا،
أجواء النقاش في الملتقى تميزت بالجدية والاحترام والانضباط والمسؤولية، وعززت صورة الحزب المتميز بتمثل أعضائه وقياداته أخلاقيات العمل الحزبي الديموقراطي.

رابعا،
انخراط المشاركين في النقاش وجلساته كان كبيرا وفعالا، سواء من حيث الموضبة على الجلسات، او من حيث وخم المشاركة الفعالة في النقاش. ونجحت المقاربة التنظيمية التي اعتمدتها الإدارة العامة للحزب، بتقسيم الحضور إلى ثلاثة جلسات خصصت لمناقشة العروض، وجلسة ختامية للنقاش السياسي العام مع الأمين العام للحزب، بتحقيق الهدف منها والمتعلق بتوفير أكبر فرصة ممكنة للنقاش. فقد بلغ عدد المتدخلين في جلسات النقاش الفرعية الثلاثة 114 متدخلا، وبلغت مجموع المدة التي استغرقتها تلك الجلسات أزيد من 12 ساعة، وبلغ عدد المتدخلين في جلسة النقاش العام مع الأمين العام أزيد من 30 متدخلا، واستغرقت أزيد من 4 ساعات، وختمت جميع تلك الجلسات أعمالهادون أن ينال التعب أو العياء من المشاركين، بل ختمت ورغبتهم في المزيد من النقاش الجاد والمسؤول كبيرة.

خامسا،
التزام عدد مهم من أعضاء الأمانة العامة وأعضاء الإدارة العامة بالحضور في جلسات النقاش الفرعية، وفي تقديم التوضيحات اللازمة. فقد بلغ عدد المشاركين منهم في النقاش 22 مشاركا، بمعدل 7 متدخلين في كل جلسة، مما يعني أن النقاشات في الجلسات الثلاثة عرفت توازنا في توزيع قيادات الحزب من جهة، وتفاعلت فيها قيادات الحزب من مختلف مستوياتها من جهة ثانية.

سادسا،
المحاور التي شكلت أرضية النقاش، وكذا مداخلات المشاركين، شملت مختلف مجالات عمل الحزب، المجال التنظيمي، والعضوية، والتأطير والتكوين، والاعلام الحزبي، وعمل المنتخبين، ومالية الحزب، وغيرها من المجالات، حيث أثيرة جميع القضايا التي تشغل بال قيادات الحزب المجالية، وتم خلال النقاش أيضا تقييم أداء الحزب في مختلف جوانبه ومستوياته، سواء على مستوى قيادته للحكومة، او على مستوى تدبيره للشأن العام المحلي، او تموقعه في المعارضة في بعض المواقع… وهذا التنوع والشمول سمح لقيادات الحزب المجالية بالتعبير عن أسئلتها وانشغالاتها، وإشباع حاجتها إلى المعلومة الدقيقة والصحيحة حول مواقف الحزب ومنجزاته وأوضاعه المختلفة.

سابعا،
في ختام أعمال الملتقى التقطت صور تذكارية ذات رمزية عالية، حيث أخذت صور جماعية للأمانة العامة للحزب أولا مع قيادات كل جهة على حدة، ثانيا، مع الجهات الاثني عشر مجتمعة. والأمر لا يتعلق بمجرد صور للاستهلاك الاعلامي، بل لتوثيق لحظة تاريخية تشهد على المستوى العالي المسجل في سلم مؤشرات الصحة والسلامة الحزبية، فاللقاء لم يشهد ولو تشنجا بسيطا، فقط عبر الجميع عن مستوى أخلاقي رائع، وعبر الجميع بحرية عن آرائهم ومواقفهم وانتقاداته. وبهذا يساهم حزب المصباح من خلال نموذجه العملي على تحسين صورة العمل الحزبي، بالرقي بها إلى مستوى الأحزاب التي يجتمع الأعضاء فيها على أساس القناعة بالمشروع، وعلى أساس الحرية والاستقلالية والتقدير والاحترام، وعلى أساس الالتزام بالقانون واحترام المؤسسات، وتمثل الأخلاقيايات الحزبية والنضالية.

لقد اختتم الملتقى أعماله وقد عبر المشاركون بما يشبه الإجماع على فائدته وأهميته وفعاليته، وتفرق المشاركون في أجواء من الأخوة الراقية، وبعزيمة مواصلة النضال، وعلى عهد حفظ وحدة الصف، وضرورة الانتباه إلى مرامي مشاريع تبخيس العمل السياسي والحزبي في بلدنا، والتي ليس لها من هدف سوى مزيد من إضعاف الأحزاب خدمة للفساد والاستبداد، أدرك ذلك المنخرطون فيها أم لم يدركوا.

وهكذا كان الملتقى الوطني للكتاب المجاليين في نسخته الخامسة محطة تزود حيوية لمواكبة السير بعزيمة قوية وإرادة صلبة ووضوح في الرؤية واقتناع بالمشروع، وإيمان بجدواه… فإلى الأمام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *