سياسة

مزوار .. نهاية سياسي خرج من جلباب الدولة بآرائه المخالفة

اعتبر متتبعون للشأن السياسي بالمغرب، أن بلاغ الخارجية “الناري” ضد وزير الخارجية السابق، ورئيس “الباطرونا” صلاح الدين مزوار، توقع رسمي على شهادة وفاته السياسية.

وشجبت وزارة الشؤون الخارجية، في بلاغ لها ما صدر عن صلاح الدين مزوار في مؤتمر دولي منعقد بمراكش حول الجزائر، واصفة ذلك بأنه “تصرف غير مسؤول وأرعن ومتهور”.

وعقب هذا البلاغ الناري، قدم مزوار استقالته من رئاسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب المعروف اختصارا بـCGEM والذي يسميه المغاربة بـ”الباطرونا”، غير أنه أرجع ذلك في نص الاستقالة إلى ما وصفه بـ”أسباب شخصية”.

وفي هذا الإطار، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس، خالد يايموت، أنه “منذ سنة تقريبا بدأ مزوار يعبر عن أراء مخالفة للتي كان يتبناها كرجل دولة وسياسي”.

وأضاف يايموت في حديث مع جريدة “العمق”، أن مزوار “وجه انتقادات قوية للمنظومة الاقتصادية المغربية واعتبرها منظومة غير عادلة ولا تؤدي في الحقيقة إلى أن يكون هناك نشاط اقتصادي حقيقي وتطور للاقتصاد المغربي”.

ولمح مزوار، بحسب يايموت إلى أن “هناك لوبيات اقتصادية تَحُول دون أن تكون هناك تنمية اقتصادية في المغرب وهذا خطير، لأنه يلمح إلى مراكز النفوذ الحقيقية في الاقتصاد المغربي والتي لا تخضع للمراقبة”.

وبحسب المتحدث ذاته، فكلام مزوار في المؤتمر الدولي المنعقد بمراكش، “يمكن أن نقول بأنه تحليل رجل دولة، لأن هذه الأخيرة كان لها دور هام في ترقيته سياسيا وعلى مستوى الوظائف داخل الدولة”.

“مزوار يعبر الآن عن وجهة نظر مختلفة عن وجهة نظر الدولة وحتى على السياسات العامة للدولة في المجال الاقتصادي”، يضيف أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط.

وأبرز يايموت، أن “مزوار عبر عن موقف سياسي مغاير لطبيعة النظام السياسي بالمغرب، وهذا ما جعل الدولة تتعامل معه بشكل عنيف، وتسحب منه بشكل تام أي دعم أو مساندة”.

حديث مزوار عن الجزائر، يضيف يايموت، “كان نقطة استغلتها الدولة لضرب الرجل، ولكن منذ سنة تقريبا، أو على الأقل لثالث مرة وهو يعبر عن مواقف مختلفة تماما عن مواقف مزوار وزير الخارجية السابق أو وزير المالية السابق، وعبر عن أمور مختلفة تماما عن توجهات الدولة”.

يشار إلى أن صلاح الدين مزوار، رئيس التجمع الوطني للأحرار سابقا بعد الإطاحة بالمنصوري، قد عين وزيرا للصناعة والتجارة وتأهيل الاقتصاد، في حكومة ادريس جطو ما بين 2004 و2007، ووزيرا للاقتصاد والمالية في حكومة عباس الفاسي ما بين 2007 و2011، وسنة 2013 تولى منصب وزير الخارجية في حكومة عبد الإله ابن كيران.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *