منتدى العمق

تعريف الدبلوماسية الشعبية

لم تستقر على تعريف واحد، هناك من أعطاها صفة دبلوماسية عامة، وهناك من أطلق عليها دبلوماسية شعبية، وهناك من أطلق عليها صفة دبلوماسية موازية، غير أن موازية صفة غير صحيحة، مما يعني أنها موازية للدبلوماسية الرسمية، والموازيان لا يلتقيان، يعني سيكون هناك تنافر وتباعد، وهذا غير ممكن أبدا، لأن الدبلوماسية الشعبية غير موازية للرسمية، بل مكملة لها.

وهي أحد أنواع الدبلوماسية المعاصرة، يعرفها البعض بأنها “الطرق التي تستطيع بها الحكومات، أو الأفراد، أو الجماعات، أن تؤثر بصفة مباشرة، أو غير مباشرة، على الاتجاهات والآراء العامة، بحيث يكون لهذا التأثير ثقل ووزن على القرارات التي تتخذها الدولة في المجال الخارجي”1، فالدبلوماسية الشعبية ترتكز على مختلف الدبلوماسية غير الرسمية، لا يمارسها الدبلوماسيون المحترفون، ولا رجال السياسة المـسؤولون، وإنمـا يمارسها أشخاص غير رسميين، يطلق عليهم الدبلوماسيون غير الرسميين، وبعبارة أخرى، يمارسها القطاع الخـاص وليس القطاع العام، سعيا وراء إيجاد حل لمسألة سياسية، إما بطريقة مباشرة، أو وضعها في دائرة الضوء لحلها، وقد يكون الطرفان غير رسميين أو يكون أحدهما غير رسمي.

يعرفها “جون مونتفيل”، من معهد الشؤون الخارجيـة، في سنة 1982 بأنها تلك الوسائل الدبلوماسية التي تحصل خارج الحكومة الرسمية، ويصف “جون ماكدونالد” الدبلوماسية غير الرسمية، بأنها الدبلوماسية غير الحكومية، وهي تلك الاتصالات والأنشطة غير الرسمية التي تحدث بين المواطنين العاديين أو بين مجموعـة من الأفراد أو بين تلك الجهات الفاعلة من غير الدول.

يعرفها هربرت كيلمان بأنها تلك التفاعل غير المباشر الـذي يهدف ليس فقط للتواصل بين الأطراف، وإنما أيضا لحل المشاكل، وإيجاد حلول بديلة ووجهات نظر، وطرح أفكار جديدة.

ويفسر هارولد سوندرس، الدبلوماسية غير الرسمية والتي يطلق عليهـا دبلوماسية المسار الثاني، بأنها أداة لقياس الحوار غير الرسمي بين الأمم، والتأثير مباشرة في الـسياسة الخارجيـة، ويضيف أن نجاحها يكمن في المساهمة في تحديد المشاكل التي يتعين مواجهتها، والطرق البديلة لهذه المشاكل.

ويعرفها أيضا فولكان موتفيل، سنة 1991، بأنها التفاعلات غير الرسمية بين أعضاء الجماعات، التي تهدف إلى وضع استراتيجيات للتأثير على الرأي العام، وتنظيم الموارد البشرية والمادية في السبيل الذي يمكن من المساعدة على حل المشاكل السياسية.

أما “فليب تايلور”، فقد عرفها بأنها تعمل كملين للسياسة الخارجية، من خلال القبول العام في البلدان الأجنبية لأنشطة دولة أخرى، ويتم ذلك في المقام الأول من خلال طريقتين:

1- إبراز الثقافة والقيم الوطنية.

2- نشر الأخبار و المعلومات. وكثيرا ما تشير الدول الأوروبية إلى الطريقة الأولى على إنها دبلوماسية ثقافية، وقد أنشأت دول كثيرة هيئات رسمية وشبه رسمية لتقوم بهذه المهمة بالنيابة عنها. وهي التي تمارس من قبل المنظمات غير الحكومية لا علاقة للدول فيها، وازدادت هذه الدبلوماسية لازدياد المنظمات غير الحكومية وكبر عملها في العالم.

ويعرفها محمد التابعي في تصنيفه لأشكال الدبلوماسية أن الدبلوماسية الشعبية تـسمى بالدبلوماسية الجماهيرية، وهذا النوع من الدبلوماسية يتجه إلى مخاطبة الجماهير من خلال وسائل الإعلام المختلفة، ومن فوق منابر متعددة كالجمعيات الثقافية والعلمية …إلخ.”

ورغم الاختلافات الكبيرة في التعريف بها، إلا أن هناك اتفاق بين جميع المختصين والباحثين، والمؤسسات أيضا، على سماتها، وهي،

• نشاط هادف: تسعى الدبلوماسية الشعبية إلى تحقيق أهداف محددة.
• العلانية: جميع أنشطتها تتسم بالعلانية،وليست سرية أو خفية.
• الجمهور المستهدف: تستهدف الجمهور والشعوب.
• أن الأنشطة ذات تنظيم حكومي: فأنشطتها تقع من الناحية التنظيمية ضمن أهداف العمل الحكومي وتكامله، وإن امتدت أدوات تنفيذها إلى القطاع الخاص والمجتمع المدني.
• كما أنها موجهة إلى الشعوب الأجنبية: الهدف الأساسي هو التأثير في الشعوب بما يخدم مصلحة الحكومة، والقضايا الوطنية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *