أخبار الساعة، مجتمع

“الرسالة” تفتتح مؤتمرها الوطني بـ”أفراح الطفولة”.. والعثماني: أغلب أبنائي مروا منها (صور)

افتتحت جمعية الرسالة للتربية والتخييم، فعاليات مؤتمرها الوطني السابع، عبر حفل فني احتضنه مسرح محمد الخامس بالرباط، مساء أمس الأحد، بعنوان “أفراح الطفولة”، بحضور رئيس الحكومة سعد الدين العثماني ومشاركة المئات من أعضاء ومتعاطفي الجمعية.

الحفل عرف إلى جانب العثماني، حضور وزير الشغل والإدماج المهني محمد امكراز، ورئيس حركة التوحيد والإصلاح عبد الرحيم شيخي، والكاتب العام للجامعة الوطنية للتخييم محمد الصبر، إلى جانب رؤساء مقاطعات بالرباط وسلا وطنجة، وقيادة وأعضاء جمعية “الرسالة” التي تحتفي بمرور 30 عاما على تأسيسها.

حفل “أفراح الطفولة” عرف تقديم لوحات فنية وإنشادية واستعراضية بتقنيات ثلاثية الأبعاد على منصة مسرح محمد الخامس، ضمن “ملحمة طفولية” احتفاءً بالذكرى الـ44 للمسيرة الخضراء، قدمتها فرق تنتمي للجمعية ذاتها بإشراف عبد الإله السداسي وتنسيق خالد الرجالي، وسط تفاعل كبير من طرف الحاضرين الذين ملؤوا جنبات المسرح عن آخره.

وحسب خالد الرجالي، فإن احتفالية “أحلام الطفولة” انقسمت إلى 3 فصول كبرى بـ7 مشاهد، في عرض فني متنوع جمع بين فن الاستعراض والصورة المتحركة والأنشودة التربوية والتشخيص المسرحي والالقاء الشعري والزجل المغربي والموسيقى، مشيرا إلى أن العروض الاستعراضية المسرحية والغنائية تتوج مضامين الرؤية الفنية لجمعية الرسالة.

رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، أوضح في كلمة له خلال الحفل، أن أغلب أبنائه مروا من مخيمات جمعية “الرسالة”، مشيرا إلى أنه لم يتردد لحظة واحدة في قبول دعوة الجمعية نظرا للتاريخ الذي يجمعه بها إما محاضرا أو حاضرا في بعض مخيماتها، معتبرا من يشتغلون في هذا المجال يبنون الأسس الحقيقية للوطن.

وأضاف: “عندي تقدير خاص لهذه الجمعية التي قامت بأدوار طلائعية في التربية على المواطنة والاستقامة والتربية على حب ما هو جميل، حب الله ورسوله والوطن، والأناشيد التي نراها في هذا الحفل تربي على ترسيخ حب الثوابت في قلوب الأطفال والشباب”.

وتابع قوله: “أحيي جميع الجهود التي تتم في الرسالة وجمعيات وطنية أخرى دأبتُ أن أحضر لقاءاتها وأتواصل معها، وذلك في مجال التربية والتخييم والثقافة وتكوين الطفولة ورعايتها، والتي تعد الأرضية الصلبة لمستقبل أفضل لمواطنينا وأبنائنا ووطننا وأمتنا”.

وشدد العثماني على أنه ليس هناك مستقبل بدون تربية حقيقية، داعيا إلى التعاون من أجل تربية الأبناء والشباب على القيم المغربية الأصيلة باعتبارها أساس الاستقرار والأمن والحياة المجتمعية، خالصًا إلى أنه “لا تنمية بدون تربية”، وفق تعبيره.

وعبَّر المتحدث عن إعجابه بتوسع جمعية الرسالة على تراب المملكة، بعدما وصل عدد فروعها إلى 75، قائلا: “هذا جهد كبير ابتدأ سنة 1988 بمجموعة من الناس أسسوا الجمعية حيث بدأت حينها كنبتة صغيرة كبرت نتيجة الجهود المتواصلة لرجال ونساء عديدين أحبوا وطنهم وأمتهم ودينهم”.

ولفت إلى أن أعضاء الرسالة “يضحون بدون مقابل عبر اشتغالهم في الجمعية تطوعا وبذل الجهد والوقت والمال في سبيل التربية لكي تنجح الجمعية وتستمر”، معتبرا أن ذلك هو النضال الحقيقي، متابعا قوله: “الإنسان يشتغل للوطن في سبيل الله ولا يطلب الجزاء والشكر إلا من الله، ومن واجبنا شكرهم وتحيتهم والتعاون معهم وهذا وعدنا حالا ومستقبلا”.

من جانبه، قال رئيس جمعية الرسالة للتربية والتخييم، مصطفى الخير، إن الحفل يأتي تزامنا مع ذكرى المولد النبوي وتخليدا لذكرى المسيرة الخضراء والذكرى الـ30 لتأسيس الجمعية، مشيرا إلى أن “المؤتمر سيكون محطة ترافعية ديمقراطية وتنظيمية أساسية نعيد التأكيد فيها على غايتنا ومبادئنا وتوجهاتنا ونجدد فيها الالتزام بالوفاء لها وبشعارها الخالد: أمر التربية هو كل شيء وعليه يُبنى كل شيء”.

وعبَّر الخير عن افتخار بكون جمعيته تتوفر على فروع جد نشيطة بالأقاليم الصحراوية، مضيفا أن الحفل الافتتاحي هو “مناسبة لاستحضار الأمجاد واستنهاض الهمم”، داعيا المنتظم الدولي إلى “تحمل المسؤولية مما تتعرض له الطفولة المحتجزة في مخيم الذل والعار بتندوف، مع المطالبة بفك الحصار عنهم والعودة إلى وطنهم المغرب”.

وأوضح أن الجمعية التي “ترمي غايتها إلى المساهمة في تربية إنسان متكامل ومتزن نفسيا وفكريا وجسميا وفق الهوية الحضارية، حافظت على خصوصيتها واستقلاليتها وضمنت لنفسها موقعا مشرفا في الساحة الجمعوية وخاصة الطفولية والشبابية، ضمن سياق مجتمعي كان ولا زال يعتبر العمل التطوعي أساس التنمية، بالرغم من المشاكل والإكراهات التي تحد أحيانا من دينامية الفعل الجمعوي”.

وأشار إلى أن جمعيته انخرطت مع الهيئات ذات الاهتمام المشتركة وعلى رأسها الجامعة الوطنية للتخييم، من أجل الدفاع عن مكاسب الحركة الجمعوية عامة والطفولية والشبابية خاصة، والترافع على توسيع البنيات الاستقبالية على مستوى فضاءات التخييم ودور الشباب ومؤسسات التنشئة الاجتماعية والمرفق العمومي، لافتا إلى أنها “ملتزمة بمبادئ الحكامة والديمقراطية الداخلية، وتواصل انخراطها في الفعل التربوي والثقافي”، حسب قوله.

يُشار إلى أن المؤتمر الوطني السابع لجمعية “الرسالة”، سيعرف انتخاب رئيس ومكتب جديدين، خلفا للرئيس الحالي مصطفى الخير الذي قضى ولايتين على رأس الجمعية، وذلك بمشاركة 350 مؤتمرا ومؤتمرةً من 75 فرعا عبر تراب المملكة، بعد المصادقة على التقريريين الأدبي والمالي ومدارسة أوراق الجمعية والمصادقة عليها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *