سياسة، مجتمع

مرصد الشمال: تراجع الحكومة عن إغلاق معبر سبتة إذلال لكرامة المغاربة

اعتبر مرصد الشمال لحقوق الإنسان، أن قرار الحكومة بإعادة الأوضاع في معبر باب سبتة كما كانت عليه قبل إغلاقه، هو “استجابة للضغوطات الإسبانية”، مشيرا إلى أن “الحكومة المغربية مستمرة في إصرارها على إذلال كرامة المواطن المغربي بشكل عام”.

وقال المرصد في بلاغ له، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، إنه تلقى بدهشة تصريحات الناطق الرسمي باسم الحكومة لحسن عبيابة خلال الندوة الصحفية ليوم أمس الخميس، بأن “الأمور بالمعبر ستعود إلى نصابها قريبا، وكما كانت عليه في القريب العاجل”.

وأوضح المرصد أن تصريح الحكومة “يعني عودة نشاط التهريب من معبر باب سبتة وما يرافقه من مآسي، والذي تستفيد منه سلطات سبتة المحتلة وتجارها من جهة، ومافيا التهريب المنظم من جهة أخرى، فيما تستغل حياة وكرامة ومآسي الآلاف من النساء والرجال مقابل الفتات”.

وأشار المرصد إلى أن إيقاف نشاط التهريب منذ حوالي شهرين من طرف المغرب، أدى إلى “شلل عام واختناق بسبتة المحتلة التي يعتبر التهريب أحد ركائزها، وتعتبر المآسي اليومية من انتهاكات لكرامة الإنسان المغربي وقودها، خصوصا أن رقم المعاملات التي يحققها نشاط التهريب بشتى أنواعه لفائدة المدينة المحتلة يصل إلى 700 مليون دولار سنويا”.

وعبر المرصد عن استغرابه من “عجز الحكومة المغربية في إيجاد حلول تنموية للمنطقة وسكانها عبر مشاريع ووظائف تضمن كرامتهم وكرامة أبنائهم، و”زفها” لبشرى عودة التهريب من سبتة كأحد الانجازات الكبرى لسجلها، بما يرافقه من إهدار لحياة الإنسان وكرامته وسلامته الجسدية وتخريب للاقتصاد المحلي وضياع فرص حقيقية لتنمية المنطقة”.

كما عبر عن “أسفه الشديد في ظل استمرار الحكومة المغربية في إصرارها على إذلال كرامة المواطن المغربي بشكل عام، وعدم قدرتها على محاربة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية، وإجراء مصالحة مع أجزاء من الوطن الجريح، والنهوض بالتعليم والصحة، واكتفاءها بالحلول الترقيعية تلوى الأخرى في ظل سياق وطني يتميز بالاحتقان الشديد وفقدان الأمل في تغيير حقيقي، واخر اقليمي يشهد بين الفينة والاخرى هزات عنيفة أساسها الحق في الحياة والديمقراطية والعيش الكريم.

وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة الحسن عبيابة، قد قال إن “الأمور ستعود إلى نصابها وكما كانت عليه في معبر سبتة”، وذلك خلال الندوة الأسبوعية التي أعقبت اجتماع مجلس الحكومة، أمس الخميس، بمقر وزارة الاتصال.

يأتي ذلك بعدما اعتبرت صحيفة “كونفيدونسيال” الإسبانية، أن إغلاق السلطات المغربية لمعبر سبتة الحدودي منذ أزيد من شهرين أمام باب التهريب المعيشي “نهائي”، موضحة أن المغرب اتخذ مثل هذه الخطوة في وقت سابق.

ووصل ملف إغلاق معبر باب سبتة، إلى قبة البرلمان المغربي، الإثنين الماضي، بعد إغلاقه منذ أزيد من شهرين أمام باب التهريب المعيشي، حيث طالب حزبا العدالة والتنمية والاتحاد الدستوري بإجراءات حكومية للتخفيف من حدة البطالة وإنعاش الشغل بمدن الشمال.

رئيس المرصد الشمال لحقوق الإنسان، محمد بن عيسى، اعتبر أن إغلاق معبر باب سبتة في وجه التهريب المعيشي منذ حوالي شهرين، قرار يأتي في وقته في ظل ارتفاع عدد النساء والرجال الذين قضوا نحبهم في هذا المعبر منذ 2017، بعدما وصل العدد إلى 12 رجلا وامراة، وفي ظل استفادة المهربين الكبار واقتصاد مدينة سبتة المحتلة من التهريب.

وشدد بن عيسى في تصريح سابق لجريدة “العمق”، أنه على السلطات المغربية الإسراع في إيجاد بدائل وحلول عملية كأنشطة بديلة بعد إغلاق معبر باب سبتة، وذلك عبر استثمار ما تزخر به المنطقة من مؤهلات كبيرة، أساسها الموقع الجغرافي وبنية تحية مهمة، ومناطق سياحية وتراث غني.

من جانبهم، حذر تجار سبتة المحتلة من انهيار الوضع الاقتصادي بالمدينة بسبب إغلاق المغرب للمعبر، واصفة وصل الوضع أنه وصل إلى “مرحلة اللاعودة وبات اقتصاد المدينة برمته في خطر”، حيث هددت جمعية “تجار طاراخال” بخوض وقفة احتجاجية، معلنة عقد اجتماعات مع مندوبة الحكومة المحلية لتدارس الموضوع.

ويسجل معبر باب سبتة المحتلة، عددا من الحوادث المميتة المتعلقة بالتدافع جراء الازدحام في صفوف ممتهني التهريب المعيشي، وهو ما يثير استنكارا حقوقيا واسعا، وسط مطالب بتدخل السلطات المغربية والإسبانية لتنظيم المعبر، فيما نوقشت القضية مرارا داخل البرلمانين المغربي والإسباني، بينما أطلق مرصد الشمال لحقوق الإنسان نداءً لإغلاق المعبر تحت هاشتاغ “أغلقوا معبر الموت”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *