خارج الحدود، سياسة

اسليمي يكشف سيناريوهات الرد الإيراني على أمريكا بعد مقتل سليماني

اعتبر المحلل السياسي والأستاذ الجامعي في القانون الدستوري والعلوم السياسية، عبد الرحيم منار اسليمي، أن اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني من طرف القوات الأمريكية، سيوسع خارطة الاشتباك الأمريكي الإيراني في كل مناطق العالم، مشيرا إلى أن إيران أمام اختيارات صعبة، فيما قد يكون الملعب الخليجي أو إسرائيل مجال رد طهران على مقتل أشهر شخصية إيرانية بعد خامنئي.

وأوضح اسليمي أن مقتل سليماني في عملية عسكرية أمريكية دقيقة على طريق المطار الدولي لبغداد، حدث يجعل المواجهة الأمريكية الإيرانية أقرب إلى احتمالات الحرب المباشرة، لافتا إلى أن “العلاقات الأمريكية الإيرانية تدخل مرحلة الحروب العدائية في كل مناطق العالم، فيما تمس هذه الضربة في العمق النظام الإيراني وتجعله في وضعية الترتيب لأعمال انتقامية لا أحد يعرف المكان الذي ستقع فيه قد تكون في العراق أو الخليج أو أفغانستان”.

وأضاف أن “الأمر يتعلق بحدث كبير مادام أن الجنرال الإيراني قاسم سليماني يعد في التقييم الأمريكي خطرا على الأمن القومي، ويعد بالمقابل القائد الأكثر شعبية بعد المرشد علي خامنئي في إيران، جنرال أكثر شعبية من الرئيس الإيراني روحاني، حسب استطلاعات رأي أجريت في السنة الماضية، له شعبية داخلية وخارجية لدى وكلاء إيران في العراق وسوريا ولبنان واليمن وأفغانستان”.

رئيس المركز المغربي للدراسات الإستراتيجية والتحليل الأمني، اعتبر في تدوينات له أن الخطير في اللحظات الأولى من الرد الإيراني على الحدث، هو استعمال المرشد الإيراني عبارات ذات حمولة دينية موجهة إلى كل التيارات المرتبطة بإيران في كل مناطق العالم، ليتبعه ممثل المرشد نفسه بالدعوة إلى” الثأر” لمقتل الجنرال قاسمي الضالع في سوريا والعراق ولبنان، وفق تعبيره.

وبهذا العمل الأمريكي ضد إيران، يضيف المتحدث، “يكون الخليج قد أصبح في وضعية صعبة مفتوحة على احتمالات الرد الإيراني على الولايات المتحدة فوق أراضي دولة خليجية، كما أن العراق سيدخل مرحلة أصعب مادام الإيرانيون يشيرون إلى تواجد تواطؤ داخلي من أطراف عراقية، لذلك سيكون هناك رد فعل انتقامي صادر عن الحشد الشعبي العراقي داخل العراق نفسه”.

ويرى اسليمي أنه بمقتل الجنرال سليماني ستعمل إيران على الانسحاب أكثر من الاتفاق النووي، الشيء الذي سيجعل الأوروبيين في وضعية صعبة سواء في علاقاتهم بالولايات المتحدة الأمريكية أو إيران، “وبذلك يكون النظام الدولي قد دخل مرحلة خطيرة مع بداية سنة 2020 لوجود احتمالات كبيرة اليوم بنشوب حرب مباشرة أمريكية ايرانية أو على الأقل حرب أمريكية ايرانية بالوكالة بين وكلائهما في كل مناطق العالم”.

وأشار إلى أن مقتل سليماني “يوسع خارطة الاشتباك ويجعلها محتملة في كل المناطق قد يكون أولها منطقة الخليج، فالحكام الإيرانيون يوجدون في وضعية صعبة أمام الداخل الإيراني أولا لأنهم فقدوا ورقة الملف النووي الذي ظل آلية كبيرة في التعبئة الداخلية لسنوات طويلة، واليوم يُقتل أحد الشخصيات الأكثر الشعبية، لذلك سيبادرون إلى مغامرة معينة في الخليج ضد المصالح الأمريكية تكون موجهة إلى الداخل الإيراني وإلى وكلاء إيران في كل مناطق العالم”.

ولفت المحلل السياسي إلى أنه “لأول مرة تجد الدولة الإيرانية نفسها في وضعية صعبة، إذ لم يسبق لها أن فقدت شخصية عسكرية بهذا الحجم في صراعها مع الولايات المتحدة، وبذلك يكون النظام الإيراني أمام خيارين: الرد بنفس الطريقة على واشنطن، وهنا سنكون أمام احتمال حرب مباشرة، وإما أن إيران ستختار عدم الرد، وفي هذه الحالة سينعكس القرار على الداخل الإيراني، حيث سيكون عدم الرد بداية تآكل النظام الإيراني من الداخل”.

ومضى بالقول إن الملعب الخليجي قد يكون مجال الرد الإيراني على مقتل قاسم سليماني، مشيرا إلى أن الإيرانيين يخبرون الأمريكيين أنهم سيقومون بالرد، فيما يطلب الأمريكيون عن طريق وساطة سويسرية أن يكون الرد في حجم مقتل الجنرال سليماني، وهو ما سيعني أن الرد الإيراني لن يكون ضد الأمريكيين مباشرة، ولكنه سيكون إما ضد إسرائيل أو إحدى الدول الخليجية المرتبطة مباشرة بمصالح أمريكا، حسب قوله.

فالإيرانيون يتفاوضون حول طريقة الرد، يضيف المتحدث، “وقد تضحي الولايات المتحدة بدولة خليجية أو قيادة عسكرية خليجية، وهذه الأمور يقبلها الإيرانيون بسهولة لأن الذي يهمهم الآن هو العودة بالأمريكيين إلى قواعد الصراع المتفق عليها والتي تجاوزها الامريكيون بقتل الجنرال قاسم سليماني الذي فاجأ الإيرانيين، وفق المصدر ذاته.

ويرى اسليمي أنه بذلك قد يكون الرد الإيراني على الأمريكيين فوق الأراضي الخليجية وضد مصالح أو قيادة عسكرية خليجية قريبة جدا من الرئيس ترامب والولايات المتحدة الأمريكية، والواضح أن ملعب إعادة ضبط الصراع برد ايراني سيكون هو أحد دول أو قيادات الخليج المؤثرة، على حد وصفه.

وأمس الجمعة، أعلن التلفزيون العراقي مقتل القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، في قصف صاروخي استهدف المليشيات المدعومة من إيران في مطار بغداد، حيث هددت إيران بالانتقام بعد استهداف ثاني أقوى شخصية بإيران، في تصعيد كبير للصراع بين واشنطن وطهران بالشرق الأوسط، فيما أعلنت الإدارة الأمريكية إرسال 3500 جندي للمنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ 4 سنوات

    الله اعلم على ما اتفق المتفقون... فاخرجنا ربنا من بأسهم سالمين... وارم الغادرين بالغادرين ... امين

  • غير معروف
    منذ 4 سنوات

    التاريخ يشهد بأن إيران وأمريكا لن تتحاربا أبدا، وبأن الايرانيين لا يجيدون الا الابادة الجماعية للسنة