أخبار الساعة، مجتمع

مستشار تربوي يقدم نصائح للتلاميذ المقبلين على الامتحانات

تنطلق ابتداء من الاثنين المقبل امتحانات الموحد المحلي، لكل من مستوى الثالثة إعدادي ثانوي ومستوى السادس إبتدائي، بمختلف ربوع المملكة، وهي الإمتحانات التي يخصص لها التلميذات والتلاميذ جهدا كبير دون أن تكون لهم الخبرة في التعامل معها، مما يجعل الآباء يعيشون هذه الأيام في حيرة وقلق كبيرين، الأمر الذي يتحول في أحايين كثيرة إلى مشكلات وأزمات.

وفي هذا الصدد، يرى المستشار في التوجيه التربوي بمديرية خنيفرة، العياش القاسمي، أن الضغط والتوتر والخوف هي العوامل المشتركة لدى كل أسرة لديها أبناء يجتازون الامتحانات، مؤكدا أنه لتقليل هذه المعاناة علينا أن ننظر بموضوعية إلى قيمة هذه الامتحانات، بحيث نجد أن الامتحان ليس محنة، ولكنه فرصة لتقييم وتقويم أداء المتعلم حتى يتعرف على ما أنجزه وما يجب أن يركز عليه، كما أن المراجعة في مرحلة ما قبل الامتحان مباشرة يجب أن ترتكز حول المراجعة فقط لأن الدخول في التفاصيل تؤدي إلي التشتت والإرهاق الذهني”وفق تعبيره.

القاسمي العياش في تصريح لجريدة العمق، أوصى التلاميذ بمجموعة من النصائح لتقليل التوتر أثناء الامتحانات، في مقدمتها الإهتمام بالمراجعة مع إعطاء وقت مناسب للترفيه حتى يستطيع المخ تكملة المشوار، بالاضافة إلى التدريب على بعض التمارين التي تقلل من التوتر مثل التنفس الهادئ والعميق، ويمكن تكراره عدة مرات حتى يتعود المتعلم عليه وبالتالي تسهل ممارسته أثناء الامتحانات.

عادات خاطئة

وأشار إلى أن هناك العديد من العادات الخاطئة التي تقوم بها الأسر في اعتماد المقارنات، والتركيز على الميزات العالية، دون وعي بالفروق الفردية، وتنوع القدرات، واختلاف المواهب، مؤكدا أن العمل الجاد والمثابرة أهم من الموهبة.

وأضاف، أن حالة الطوارئ ومظاهر التوتر تكون من خلال منع مشاهدة التلفاز واستعمال الهاتف و الكمبيوتر والزيارات والأصحاب وممارسات الهوايات… للأسف من إعلان حالة الطوارئ يبدأ موسم المشكلات داخل الاسرة وتتحول أيام الامتحانات إلى أيام نكد في البيت يقضى على جو الأمان المطلوب لأبنائنا، ولا حل إلا بالتوازن والاعتدال بين افراد الاسرة والابتعاد عن الخلافات أو تأجيلها إلى وقت ما بعد الامتحانات.

وبخصوص السبل الكفيلة للوصول إلى تلك الطمأنينة ، يقول القاسمي، أنه يجب على الآباء الايمان بأن المسؤولية الحقيقية تقع على الأبناء بزرع الاعتماد على أنفسهم، وأن المفضل لديهما هو أبناؤهم وليست الشهادة أو الدرجات حتى لا يكره الأولاد الامتحانات ومعها الدراسة المتنازع عليها بين الآباء وحتى لا ينتشر لدى الأبناء الخوف أو الإحباط.

المسؤولية

من جهة ثانية، يرى المستشار في التوجيه التربوي، أن للأسرة دور كبير في تكريس توترالامتحانات، وذلك راجع إلى سبب رئيسي وهو ”انتظار النجاح”، فالعديد من الأسر لا تهتم بتعليم أولادها إلا في آخر المطاف ، وبالضبط انتظار ”النجاح”، وكلما كانت الأسرة بعيدة عن ظروف العمل المدرسي كان انتظارها “عنيفا”، بحيث أنها لا تفهم حيثيات تجاوز الامتحانات، ويرجع القاسمي ذلك، بسبب الغياب الكامل للحوار بين المتعلم وأسرته حول أهمية التعليم وأهمية النجاح، بل الأهم هو ”مسؤولية النجاح ومسؤولية الفشل”.

وأورد المتحدث ذاته، أن غياب مناقشة مسؤولية النجاح والفشل ينتج درجات مرتفعة من التوتر عند المتعلم لأنه مطالب بالنجاح في أي ظروف وتحت أي تأثير، مشددا أنه من الأفضل أن يحس المتعلم بأن أسرته تتحمل معه المسؤولية ومتفهمة لحدود هذه المسؤولية، وإلا فقد يدفعه هذا إلى الإحساس بوحدة موحشة أمام الامتحانات، مشيرا إلى هذا الغياب التواصلي يضاعف من الضغط النفسي فيؤثر سلبا على الكفايات التعليمية مما يؤدي إلى الفشل الدراسي.

وأوضح المصدر ذاته، أن العديد من الأسر تعتقد أنه لا يجب فتح موضوع المسؤولية مع المتعلم، لأن هذا قد يجعله يلقي بالمسؤولية على غيره، وهو بذلك لن يستعد للامتحانات بالشكل الكافي، وقد يكون هذا واردا عند فئة محدودة من المتعلمين لأسباب نفسية / شخصية، ولكن السواد الأعظم منهم واعون بتحديد المسؤولية.

وبخصوص المسؤولية لدى المتعلمين يشرح القاسمي، أنها
تتجلى بالدرجة الأولى في الجهد والمجهود الذي يقوم به من أجل النجاح، أما النجاح كعملية ليست من مسؤوليته إذا عمل واستعد بما فيه الكفاية.

ويوصي المتحدث ذاته، بالحوار لما له من دور كبير في التقليص من حدة التوتر، بمعنى أن التوتر وحِدّة الانفعالات تتقلص كيفا وكما عند المتعلم/الابن، لأننا نواجهه على مستوى مجهوده وقدراته الفعلية والعملية، ونضعه أمام الأسباب الداخلية للنجاح أي الجهد والاجتهاد.

وأضاف بالقول، بهذه العملية نزيل التأثيرات السلبية للتوتر الذي يقلص من قدرة الذكاء، والأسرة تتعامل مع الابن انطلاقا من مفهوم ”أعد واستعد”، ومن مفهوم المعلوم حتى تفرز عنده الثقة بالنفس، لكي لا ينحرف ذلك التلميذ المكافح بسبب اتهام أسرته له بالفشل، الشيء الذي يؤدى به إلى الإحباط لدرجة الانزواء ومن ثم الانحراف.

السر في المراجعة

وشدد القاسمي، على أن الاسرة وخاصة الوالدين عليهم أن يؤمنوا بأن النجاح ليس بالذكاء وحده، والقدرة علي الحفظ لا تؤتي ثمارها بغير التنظيم،

وزاد قائلا، النظام هو أساس حياة المتعلم ، ولتحقيق أفضل النتائج لابد من تضافر عدة نقاط إلى جانب المجهود الشخصي، وهذا يتطلب فنا ومهارة في الإعداد والاستعداد لاستقبال الامتحانات براحة نفس وهدوء وطمأنينة قلب، وهذا لن يتحقق إلا من خلال مهارة المراجعة وهي التي يقصد بها المراجعة المنظمة والدورية بعد تثبيت المعلومات، والمراجعة تعتبر أساس الاستعداد للامتحان كما أنها تطمئن المتعلم وتخفض قلق الامتحان.

ويوصي المستشار في التوجيه التربويط القاسمي العياش، الآباء أن يرشدوا ابنهم إلى أفضل طرق المراجعة وهي ضرورة وضع خطة منظمة لمراجعة جميع مواد الامتحان مع مراعاة الفترة الزمنية التي تتطلبها مراجعة كل مادة، و الاستعانة باختبارات سابقة لقياس مستوى الاستعداد.

وصفة أسرية

ويرى القاسمي، في نفس السياق أنه مع اقتراب موعد الامتحانات يتحول البيت إلى حالة طوارئ، حيث يغلق جهاز التلفاز وتمنع الزيارات وتنخفض الأصوات، ويمنع الأطفال الصغار من الاقتراب من أخيهم الذي يدرس، وما إلى هنالك من سلوكيات تشيع الرهبة في نفس المتعلم و تبدو علامات القلق على وجه الأم في انتظار النتائج النهائية للامتحانات، والحث المستمر على الدراسة للحصول نتائج مرتفعة وكأن الوالدين هما اللذان سيؤديان الامتحان.

وزاد قائلا، هنا تكمن أهمية خفض مستوى القلق والتوتر عند الوالدين، لأنها تنعكس على راحة المتعلم النفسية والانفعالية قبل وأثناء تأدية الامتحان.

ولتحقيق ذلك يوصي، القاسمي الآباء بمجموعة من النصائح، وتتلخص في عدم المبالغة في التوقعات والنتائج المطلوبة من المتعلم، واحترام قدراته كما هي، مع توفير جو عائلي يسوده الحنان والمودة والاستقرار، والتنشئة الاجتماعية التي تبني الثقة بين أفراد الأسرة وعدم القسوة أو الحماية الزائدة.

كما يوصي المتحدث ذاته، ضمن حديثه للعمق، بتفريغ المتعلم للدراسة وعدم إشغاله بواجبات بيتية وعائلية،
مع متابعة الامتحانات التي يؤديها المتعلم عن طريق الأسرة أولاً بأول ومناقشتها معه لتحقيق رضاه عن النتيجة،

وأضاف، على الآباء، تقوية عزيمة المتعلم وثقته بنفسه، وتشجيعه عند الحصول على نتائج طيبة، ورفع معنوياته عند الحصول على نتائج متدنية.، مع عدم مقارنة المتعلم بزميل أو أخ له متفوق، لكي لا يحبطه ذلك أو يعيق تقدمه.

من جهة أخرى، ينصح القاسمي الآباء كذلك بتعويد الأبناء على مكافأة نفسهم عندما ينجزون بعض الأعمال الدراسية.

مناخ صحي مناسب

وفي السياق يؤكد القاسمي، أن هؤلاء المتعلمين بحاجة لكثير من الرعاية الصحية سواء من أولياء الأمور في المنزل أو المشرفين على الامتحانات لتهيئة المناخ الصحي لهم من أجل اجتياز هذه الفترة بخير وصحة ونجاح.

وأورد المتحدث نفسه، أن الأبحاث العلمية تؤكد أن هناك علاقة أكيدة بين عمليات النسيان والتذكر والاستيعاب والاستذكار والتغذية الصحية المتوازنة، ومن هنا يتجلى تأثير التغذية على الحيوية والنشاط والقدرة على الإدراك والفهم والتركيز والانتباه وأداء العمليات الفسيولوجية والبيولوجية .

ويوصي الفاعل التربوي، أن تحتوي الوجبات الغذائية اليومية في هذه الفترة على أغذية متوازنة للنمو وتجديد الخلايا، معتبرا أن أغذية الطاقة أكثر من الأغذية الأخرى لأنها تضمن تغذية المخ لضمان سير العمليات العقلية بها، مشيرا إلى أن هذه الأغذية من المواد الكربوهيدارتية غير المعقدة والسكرية والفيتامينات الطبيعية كالتي في الخضروات والنباتات والفواكه الطازجة وأن تحتوي هذه الأغذية على كميات كبيرة من الحديد والذي يكون له الأثر في سير العمليات العقلية كالتذكر والإدراك والتركيز وخاصة للإناث وكذلك لبعض الذين يعانون من فقر الدم نتيجة للعوامل الوراثية وأن تكون الوجبات الغذائية اليومية طازجة وخفيفة وسهلة الهضم والابتعاد عن الأغذية السريعة والتي تحتوي على كميات كبيرة من المواد الدهنية ومواد حافظة وأصباغ ومواد كيماوية والابتعاد عن الأغذية المصنعة أو المثلجة والتي تحتوي على سعرات حرارية عالية وقيمة غذائية منخفضة كالتي تحتوي على المواد السكرية والأملاح والإصباح والجلديات الدهنية والمشروبات الغازية والإكثار من تناول الخضروات والفواكه الطازجة واللحوم البيضاء مثل الأسماك والألبان والاجبان والحبوب والبقول .

وينصح القاسمي، التلاميذ المقبلين على اجتياز الإمتحانات، بعدم الإكثار من تناول القهوة وأخذ الأدوية والعقاقير المنشطة أو المهدئة، وعدم تناول الأغذية التي تحتوي على التوابل والفلافل والدهون والأغذية التي تسبب عسر الهضم والإمساك والإسهال أو التي تسبب الإثارة والحساسية أو التي لها تأثير على الجهاز العصبي والعضلي والهضمي.

المصدر ذاته، في حديثه يوصي الآباء بمراقبة الأبناء أثناء فترة المراجعة، والتي يجب أن تكون بمواعيد منتظمة ومحددة وعلى فترات قصيرة، وأن تكون في جو صحي مناسب كالإنارة والتهوية والراحة، وأن تتخلل فترة المراجعة فترات للراحة الإيجابية والإبتعاد عن العادات السيئة كمشاهدة أفلام الإثارة والرعب والخوف والسهر طوال الليل، كما ينصح بأخذ قسطا كبيرا من الراحة والنوم المبكر والعمل على الاستيقاظ مبكرا لمراجعة ما سبق دراستها وتناول إفطار الصباح والتي تكون أهميتها كأهمية الوقود البنزين للسيارة، وفق تعبيره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ 6 أشهر

    جيد

  • غير معروف
    منذ سنة واحدة

    ممكن.المساعادة

  • غير معروف
    منذ سنة واحدة

    ممكن تكون القراءة بالصوت

  • مروى
    منذ سنة واحدة

    فرنسية