سياسة، مجتمع، مغاربة العالم

“نزيف” هجرة الأدمغة و”عزوف” مغاربة العالم.. بوصوف يعطي وصفة الحل (فيديو)

دعا الأمين العام لمجلس الجالية عبد الله بوصوف إلى إحداث وكالة خاصة بمغاربة العالم، يكون من بين مهامها استرجاع الكفاءات والأدمغة المغربية المهاجرة من الوطن، وكذا تحفيز مغاربة العالم على الاستثمار في وطنهم الأم، ودارسة الحاجيات والآليات، كما اعتبر أن الجالية المغربية “لا تطالب بالصعود إلى القمر وإنما بحقوق بسيطة في متناول الفاعل السياسي”، على حد تعبيره.

وأعطى بوصوف عددا من التوصيات والمقترحات لوقف نزيف هجرة الأدمغة واستفادة المغرب من مواطنيه المهاجرين عبر العالم، وذلك خلال مشاركته في برنامج “حوار في العمق” الذي تبثه جريدة “العمق”.

وشدد المتحدث على ضرورة التنسيق بين مختلف الفاعلين من أجل دراسة الحاجات والكفاءات التي يحتاجها المغرب من أبنائه المتواجدين بالمهجر، وخلق محفزات تشجع المغاربة على العودة إلى أوطانهم.

واعتبر أن من بين أكبر المشاكل التي يعانيها مغاربة العالم هي “عدم تبسيط المساطر”، وأبرز أن بين الكفاءات المغربية من انتظر سنتين من الأجل الحصول على معادلة شهادة، متسائلا “كيف يمكن أن نطالب المغاربة في هذه الظروف بالعودة إلى الوطن؟”.

وأضاف “وكيف يمكن أن نحفز مغاربة العالم على العودة وكل خميس يصادق المجلس الحكومي على تعيينات في المناصب السامية ولا يكون بينهم كفاءات من مغاربة العالم”.

واعتبر بوصوف أن القطاع البنكي المغربي “لا يبذل مجهودا من أجل الكفاءات المغربية المتواجدة بالخارج، ولمساعدتها على فتح مشاريع اقتصادية أو حتى صحية مثل الأطباء والصيادلة”.

وشدد على أن التنافس أصبح قويا في العالم على استقطاب الكفاءات والأدمغة، خصوصا بعد إعلان الهجرة المنظمة والآمنة، وكشف أن “شركات تأتي إلى المغرب وتستقطب الكفاءات المغربية دون حسب ولا رقيب”، وقال “وهنا على المشرع المغربي أن يطور أدوات تشريعية في مجال المراقبة، ووضع مساطر تؤطر هذه الهجرة”.

واعتبر أن الكفاءات المغربية تغادر الوطن “بشكل مقلق جدا”، وأن “الجالية المغربية عندما ترى هذا النزيف في هجرة الأدمغة كيف يمكن أن نطالبها بالعودة؟”.

في سياق متصل، أعلن بوصوف أنه لم يعد مقبولا “الاستمرار في النصب على عقارات مغاربة العالم”، وأنه “لا يمكن أن نقبل استغلال غياب مغاربة العالم للاستيلاء على ممتلكاتهم، ولا أن نقبل أن تستغل مجموعة من المقاولات العقارية بعد المغاربة عن الوطن من أجل استغلالهم”.

ودعا رئيس المجلس الذي يعد من مؤسسات الحكامة بالمغرب، إلى إعادة النظر في معارض العقار التي تنظم في الدول الأوروبية، وقال “المغربي عندما يرى وزير السكنى مرفوقا بالسفير المغربي في معرض من المعارض لن يفكر أبدا أنه يمكن أن يتم النصب عليه”.

وبحرقة كبيرة على حوادث النصب التي تعرض لها مغاربة مقيمون بالخارج، قال بوصوف “حرام أن يشتغل المغرب 30 سنة وهو يتقصد على نفسه وربما على أولاده من أجل أن يمتلك عقارا في بلده ويتم النصب عليه، وهذا يضر بصورة البلد لدى مغاربة العالم وخصوصا الأجيال الصاعدة، ولا يشجع في جلب المستثمر من بين المغاربة المهاجرين”.

ودعا بوصوف إعادة النظر في السياسات المتعلقة بالرحلات الجوية والبحرية، وتقديم عروض مشجعة لمغاربة العالم سواء عن طريق فتح المنافسة في بعض الخطوط التي تعرف الفاعل الوحيد، أو عن طريق تخصيص دعم مالي للشركات المغربية بخصوص المقاعد التي تخصص للمغاربة المقيمين بالخارج.

وكشف أن المغاربة في عدد من البلدان يجدون صعوبات في الرحلات الجوية كالولايات المتحدة الأمريكية والإمارات العربية، وكذا في الخطوط البحرية التي يعاني معها بشكل خاص مغاربة إيطاليا وكذا إسبانيا وفرنسا، وهو ما يجعل عددا من المغاربة يضطر إلى عدم زيارة وطنه إلا بعد 3 أو 4 سنوات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *