وجهة نظر

ابن كيران المضطهد..

أعلم انكم ستغضبون وستلطمون الخدود والأفخاذ، ولكنها الحقيقة التي نطق بها بلكبير المناضل في حق بن كيران حينما قال انه مضطهد .

بن كيران الذي سبه الجميع وأحبه الجميع، انتقده الجميع، واحترمه الجميع، أضحك الجميع، وأبكى الجميع، قاوم من أجل الجميع، وتركه الجميع.

بن كيران المضطهد الذي احترم الإرادة حينما تدخلت بقوة من اجل خلق توزان الفجوة، ابن كيران ذاك الرجل الذي ان اقتربت منه أحسست بدفء صادق تجاه قضايا الوطن وتجاه الملك وتجاه الشعب، خوفونا منه، بدعوى الرمزية وتحديه المستحيل.

الاضطهاد في المغرب ،قد يعرف أشكالا أخرى ،من جعل الجميع يتكلم وفي الاخر يتم الصمت على ما تم الحديث عنه في لحظة.

يعرف خبايا ماجرى ومايمكن ان يجري بحدس المؤمن بقضايا وهموم الوطن ،حكيم بعدما فقد الحكيم ،أو فقد نصفه الهادئ في لحظة ترامت فيها الاحزان في بكاء داخلي بسبب من تخلى عنه في لحظة .

لكنه يبقى استثناء في المعادلة ،وعن سؤال الاضطهاد الرمزي ،تلقاه جالسا مستعدا لكل من يدخل الى زاويته المفتوحة.

ابن كيران علمنا فن السياسة بطرق بسيطة ،واصبح حديث الجميع .

ابن كيران جزء من حضارة مغربية تعيد انتاج القيم الصادقة في تمثلها حينما كانت حلقات الذكر الارقمية تقام في بيته، زاوج بين التربوي والسياسي، قدم فكر الممارسة قرنا من الزمن .

بن كيران وقدرته على انتاج خطاب سموه شعبويا ،لكنه منتج لقيم الإصلاح والصمود.

بن كيران ظلمه اخوانه في لحظة وهم مكرهون، لكنه وهو يعلم أن ظلم الاخوان أقوى من ظلم الاقران.

ورغم ذلك لم يحقد عليهم بل بكى بكاء فرحا بهدوء العاصفة ،لكنه باق في هدوء وسكون ،كسكون أهل الكهف ،حتى يرضى من يريد ان يرضى مستبصرا وناصحا أمين.

فقد نصح الجميع، المخالف والمساند ،لأنه علم ان هذا المغرب يحتاج الى الجميع ،وتجميعه للجميع في بيته ،ركن أخلاقي أعطى للسياسة بعدا آخر ،وهي المواطنة.

رغم ما يفعل بهذا الوطن لايجب ان ترحل أو تهزم لمجرد أنك قد اضطهدت في لحظة .

بن كيران حاربه من حارب لكنه بقي وجها مشرفا للمغرب في تحديه لأصنام أعمت الجميع.

بن كيران قد يخطئ وهذا طبيعي لكنه يتراجع ويراجع كم من مرة ليبقى المسار كما ينبغي ان يسير .

بن كيران في هبة الغنائم لم يطلبها ،بل جيئت اليه ،ولو أنها مرة ،لأن الالسن لاترحم .

بن كيران ليس شيخا سياسيا لأن السياسة عنده وسيلة وليست غاية ،ولذلك فهو شيخ حينما تحتاج الى النصيحة وتجديد المسار .

بن كيران لا يحقد على احد وبالأخص اخوانه الذين احس بأنهم فارقوه في لحظة ،ولكنه مشفق على حالهم ،لأنهم مضطرين للحفاظ على البنية .

بن كيران محسن حيث كان الاحسان، ومحب حيث كان الحب.

بن كيران قلت له يوما لا اقدر على الاقتراب منك ،لأنني اخشى ان تهزمني ،بكرمك .

بن كيران رد علي انك قدر ارحتني وكرمتني ،فبقدر تقديرك لي وانت بعيد مني ،بقدر ما انت تزداد احتراما لي .

بن كيران حينما يغضب يطلب منك الابتعاد ،وهو يراقبك ،كاب يخشى على ابنه من الضياع.

بن كيران حينما تجادله فانت خاسر لا محال ،لأنه لا يجادل ،بل يصدقك في القول والفعل .

بن كيران صريح في قوله صادق في لحظة قد يتغير المزاج، لكنه لا ينسى، وهو بذلك يعطيك قوة وقد تقاطعه ويبتسم، وفي الأخير تعلم انك في مدرسة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *