مجتمع، مغاربة العالم

بوصوف: المغرب يتوفر على نموذج تدين متفرد.. ويجيب على تحديات العصر

قال الأمين العام لمجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج عبد الله بوصوف، إن المغرب يتوفر على نموذج تدين متفرد، مضيفا أنه في الغرب يستحيل الجمع بين الروح والعقل، لكن على مستوى منطقتنا نحج الإسلام في الجمع بينهما، “فالمذهب المالكي مرن استطاع التجاوب مع الأسئلة الملحة” يقول المتحدث.

جاء ذلك خلال لقاء خصص لتسليط الضوء على على كتابه ” الملكية المواطنة في بلاد الإسلام :كيف استطاع الملك محمد السادس إنشاء نموذج تدين كوني”، برواق مجلس الجالية بالمعرض صباح اليوم السبت.

وأضاف، أن نموذج التدين المغربي، “يتوفر على أسس قابلة للانتقال والتفاعل الايجابي مع مجتمعات مختلفة، حيث يمكن أن ينتقل بروحه وأصوله، فإذا اعتمدنا على أصوله يمكن أن نجيب على الأسئلة”.

وأوضح أنه “بالنسبة لأوروبا وأفريقيا المغرب نموذج يتوفر على ما أسمته بالخبرة، لكون نموذج تدينه به خبرة في التعدد الديني واللغوي، وخبرة في تدبير التعدد والتنوع وارساء أسس السلم، ولهذا قابل للانتقال وأن يجيب على تحديات العصر، منها التشنجات الهوياتية التي نشهدها عبر العالم من الفتن والحروب والقتل باسم الدبن”.

واسترسل بوصوف، أن “هناك تجربة ونموذج يمكن أن يساهم في حل هذه المعضلة، فهذا المذهب يستوعب غير المسلمين، ولا يقصي المذاهب الأخرى ويراعي الاختلاف، ويحاول بناء الجسور، وهو نموذج به أوصول ومبادئ كثيرة”.

وأبرز بوصوف، أن خلفيات تأليفه للكتاب تأتي بسبب رغبة المغاربة في معرفة معالم نموذج التدين المغربي والكتب التي تتحدث عنه، “فبحثت في المكتبة المغربية على كتاب جامع لهذا النموذج فلم اعثر عليه موثقا باللغة العربية أوباللغات الأجنبية، فحاولت رغم عدم تخصصي في قضايا الإسلام أن أجمع ما وصلت إليهمن ن الوثائق والنصوص حول نمودج التدين المغربي واعادة هيكلة الحقل الديني من أجل توطينه في وثيقة مكتوبة ليكون مرجعا للباحثين” حسب تعبيره.

وتابع، أنه حاول الإجابة من خلال الكتاب، على مجموعة من الأسئلة التي تطرف في الفكر السياسي بصفة عامة خاصة عندما يتعلق الأمر بالملكية، مضيفا “كثيرا ما نقرأ تاريخ الملكيات في الفكر السياسي انطلاقا من الملكيات في الغرب خاصة في فرنسا في حين الملكية في هذا العصر عرفت مسار آخر غير المسار الذي عرفته في الدول الغربية، وكذلك الفصل بين الدين والسياسة عرف مسارا مختلف بين الغرب والعالم الاسلامي لانهما على طرفي نقيض”.

وأردف المتحدث، أنه “في المغرب نتحدث كثيرا عن المدرسة المغربية والنموذج المغربي والمذهب المالكي، لكن من ناحية الانتاج الفكري لا نشتغل، فالمكتبة المغربية لا تتضمن كتبا بلغة اليوم، وإلى يومنا هذا ليس هناك كتاب عن المذهب المالكي باللغة العربية تم انتاجه في هذا القرن”.

وشدد الأمين العام لمجلس الجالية، أن “الكتاب دعوة للاشتغال الجاد من قبل الجامعة المغربية على إبراز هذا النموذج من الناحية الفكرية وعبر الإنتاجات الفكرية، فهو يحترم مقتضيات العصر الذي نعيش فيه ويحترم الحريات والاختلاف والتعدد والتنوع والمرأة ، فهو به مجموعة أشياء التي هي الآن من روح العصر”.

يذكر، أن مجلس الجالية يشارك للمرة العاشرة في المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، المنظم هذه السنة في الفترة ما بين 06 و16 فبراير، حيث يعد زواره ببرمجة متنوعة حول موضوع “صورة المغرب ما وراء الحدود: الواقع والمتخيل”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *