وجهة نظر

الأمر بات بيدك و أنت سيد القرار

الأمر بات بيدك و أنت سيد القرار إما البقاء في الحجر يالدار أو الحجز في السبيطار ومنه للقبر

حجر و ضجر بلا مفر إلا منه و إليه .

أيام مضت في الحجر بكل طواعية وكأنها أكثر من أشهر طويلة.

ها نحن نعيش مرحلة قلق وتوتر , ونحن في حرب شرسة لا مبرر لرفضها و عدم قبولها, لا حل ينفع معها للتغلب عليها و الخروج منها بسلام في أمن و أمان سوى التحلي بالصبر و الشجاعة و اليقظة و الحذر و إتخاذ كافة سبل و طرق الوقاية و الحماية والتسلح لمواجهة كوارث هاته الحرب القذرة التي آتت على الأخضر و اليابس , سوى بحل واحد لا ثالث له وهو المهم و الأهم , ألا وهو البقاء في البيت و عدم الخروج و عدم التجول خارجه تحت أي ظرف من الطروف أو طارئ من الطوارئ إلا للضرورة القسوة لا قدر الله ولطف.

لنحجر على أنفسنا وبأيدينا وبرضانا وعن طواعية قبل أن يحجر علينا فرضا وإرغاما بل أكراها وإجبارا.

لنبقى في البيت و محيطه فلنا في البقاء عبرة وفوائد جمة لا تعد ولا تحصى , لنبقى على أمل أنها عزلة نهاية أسبوع وجائتنا الفرصة التي طالما إنتظارها لنتفرغ لها و نعمل ما نريد ونصع ما نشاء ووووووووووووو.

لنغتنم الفرصة و نتسرجع ما فات و نعوض ما ضاع من حرمان و تفويت فرص لجمع الأسرة و إلتفاء الأبناء حولها في جو عائلي مفعم بالحب و المودة و في حضن الدفئ الذي لا يعوض مهما كانت المغريات.

لنجتمع مع أهلنا نرتوي من نبع حنان و عطف الوالدين لمن حالفهم الحظ وما زالوا على قيد الحياة , لنرويح عنهم و نفرج عنهم ساعة من ضيق صدورهم و ضجرهم من وحدتهم و نعوض لهم تخلينا عنهم . لنعيش ساعة صفاء مع أطفالنا و أبنائنا فلاذات أكبادنا الذين طالما حرمانهم منها بأنانياتنا و تهورنا والإنصياغ لنزاوتنا و شهواتنا غير مبالين وغير آبيهن بهم , وحرمانهم من حق من حقوهم المشروعة المخولة لهم ربانيا و إنسانئيا وعاطفيا و قانونا بأمر لا نحسد عليه .

إنها الفرصة ياسادة لا تدارك الأمر و تعويض ما فات ولو لحفظ ماء الوجه على الأقل بقليل من كثير.

إنها فرصتكن أيتها السيدات لإجتماع بأزواجكن و إسترجاع جميل ذكريات الماضي و مراحل الشباب و فترة الخطوبة و حلم بناء المستقبل و الإعداد لتأسيس المملكة الزوجية و بناء أسوارها و حرمها لبنة لبنة في حلم يعلم الله إن تحقق او تبخر كغيره.

إنها فرصتكن للتقرب من أطفالكم و أبنائكم و بناتكم و تحسس مكامن الخطر و محاولة معرفة رغابتهم ,أحلامهم ,طموحاتهم, ميولاتهم , وما يطلعون إليه نستقبلا, معرف مستواهم الدراسي بكل تدقيق و تمحيص , لتدارك نقائص ضعفهم في المواد الدراسية و الرفع من مستواها , معرفة هواياتهم و تشجعيهم عليها .

أنت أيها الشاب أنت أيتها الشابة لا تتهوروا و تركبوا الموج فإنه عالي فساعتها لا يعرف الفرق إلا من تعلم الغطس و فنون السباحة ومسايرة هول الأمواج و العواصف الهوجاء, أنتم و أنثن الطلبة و الطالبات , لا تستهينوا بالأمر أعيدوا حساباتكم رتبوا أجنداتكم وحددوا مواعدتكم وتداركوا ما تأجل و تأخر و أسترجوا ما ضاع برضاكم طواعية قبل أن تجبروا على الإعادة و الإستدراك و دخوله من أوسع الأبواب فرضا وإجبارا وأنتم لا حول و لاقوة لكم ساعتها .

إنها الفرصة للقراءة , للمطالعة , للتسلية للترفيه , للتنوير و للتثقيف , للكتابة الخواطر القصص المذكرات و المسير المشرفة و المفيد بواقئعها التارخية من احداث ومسرات و أفراح وتدون وتوثيقها للحفظ و المان وتمكين أجيال المستقبل للإطلاع عليها و الرجوع إليها عند الحاجة وكتابة باقي المسيرات و المآثر.

إنها الفرصة لنكن واقعين جادين بالإكتشاف و الإطلاع و الضلوع أكثر مما مضى من بحور العلم و طنوز المعرفة . لإنها الفرصة لخلق نماذج و نبتكر حتى تنبثق الفكرة و تتضح الصورة و تتبلور إلى أفكار ومنها إلى التجسيد حين تحسن الوضع و تهيئة الأجواء و رجوع المياه الصافية إلى مجاريها يرحمكم الله و يحفظكم الرحمن .

إنها الفرصة ياسادة ياسيدات وياشباب فلا تضيعوها وتهملوها وتفوتوها على أنفسكم وبعدها تندمون وتتحسرون قبل أن يفع المحظور ويحدث ما لا يحمد لعقباه لا سمح الله.

إنها الفرصة ياعامة الشعب فلا تبخلوا على أنفسكم بالحماية من أنفسكم قبل حمايتكم من غيركم يرحمكم الرحمن.

هذا ما جال بالخاطر الساعة لعرضه و نقله لعل و عسى يجد الذان الصاغية و العقول المتقبلة لقبوله بسعة رحب وللإستيعاب و التدارك و الإدراك فمن يدري ,مع تحياتي و تقديري لأحبتي وأعزائي متتبعي فقراتنا و كتاباتنا وفقكم الرحمن وأعانكم على تخطي هاته المحن و الفتن..

فالأمر بات بيدك و أنت سيد القرار إما البقاء في الحجر يالدار أو الحجز في السبيطار ومنه للقبر. .

* الحاج نورالدين بامون – ستراسبورغ فرنسا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *