خارج الحدود

لتوفير الكمامات للفرنسيين.. دور أزياء شهيرة تسخر مصانعها لمواجهة كورونا

بعد هيمنة أزمة فيروس كورونا على كلّ مناحي الحياة، وإغلاق الحياة العامة في كثير من الدول، ازداد الطلب على الكمامات، رغم أنَّ دورها في الوقاية من الفيروس لا يزالُ محلّ خلاف ونقاش بين الأطباء.

واستجابةً للحاجة العامة، قرّرت دور أزياء عالميَّة عدّة تسخير مصانعها من أجل إنتاج البزّات الطبية والكمامات.

وقال مصمم الأزياء الإيطالي الشهير جورجيو أرماني إنه “خائف كما الجميع” من فيروس كورونا المستجد، لكنه قرّر المواجهة من خلال إنتاج بزات طبية في مصانعه المكرسة عادة للسلع الفاخرة.

وعندما أعلن رسمياً عن أول وفاة في إيطاليا، كان جورجيو أرماني يعرض مجموعته لموسم الخريف في ميلانو، فقرّر حينها إعادة تنظيم عمل شركته عازلاً نفسه، مع الاستمرار بإدارتها.

وأوضح أرماني، في رسالة إلكترونية لوكالة “فرانس برس”: “ما يحصل الآن يؤثر فيّ كثيراً. ونظراً إلى أن النشاط متوقف بعدما أمرت السلطات بوقف النشاطات غير الأساسية، كان عليّ أن أتحرك فوراً”. وتبرع أرماني للنظام الاستشفائي الإيطالي الذي بات غير قادر على استيعاب المرضى كلهم.

إلا أن مركزاً صحياً محلياً اتصل به، وأعرب له عن حاجته إلى لوازم وقاية، فانطلق أرماني نحو إنتاج بزات حماية للطواقم الطبية في مصانعه الإيطالية.

وشرح أرماني “إنه إنتاج يكاد يكون يدوي الصنع، لأن كل المعدات في هذه المصانع لا تصلح لصنعه. ونحن نستخدم ماكينات الخياطة العادية”.

وأكد أن البزات التي يوفرها مجاناً “حصلت على شهادة استخدام” في المجال الطبي. ومنذ عرض الأزياء الأخير في ميلانو، خفض المصمم اتصالاته بالخارج “إلى الحد الأدنى، مع إقامة مساحة عمل آمنة”.

وفي ذات السياق، قالت دار “كريستيان ديور” الفرنسية الشهيرة للأزياء الراقية، الأسبوع الماضي، إنّ إحدى وحداتها بدأت بإنتاج كمامات للعاملين في متاجر السوبر ماركت وغيرها من القطاعات التي لا تزال تعمل أثناء تفشي فيروس كورونا الجديد.

وستنتج “ديور”، المملوكة لشركة “إل في إم إتش”، معدات الحماية في مصنع في بريتاني شمالي فرنسا، والذي عادة ما ينتج ملابس أطفال، لكن سيقوم بهذا العمل متطوعون. وكان قد جرى إغلاق مواقع الإنتاج الأخرى التابعة لـ “ديور”.

وقالت الدار إنها ستتبرع بالكمامات للعاملين في وظائف رئيسية، مثل النقل أو توزيع الأغذية. ولم تفصح العلامة التجارية عن طاقتها الإنتاجية.

في المقابل، قالت مجموعة “شانيل” للأزياء إنها ستبدأ إنتاج كمامات، لتساعد في تعزيز الإمدادات في فرنسا مع انتشار فيروس كورونا في أرجاء البلاد. وتعكف المجموعة على صناعة النماذج الأولية، وستبدأ في الإنتاج بمجرد الحصول على موافقة السلطات الفرنسية.

وقالت شانيل في بيان: “نحشد قوة العمل والشركاء اليوم… لإنتاج كمامات وقمصان واقية”. وقالت شانيل أيضاً إنها لن تسرّح أياً من موظفيها، البالغ عددهم 4500 موظف، مؤقتاً، على الرغم من التراجع الحاد في النشاط الاقتصادي.

وكذلك ستستخدم علامتا الأزياء الشهيرتان، “إيف سان لوران” و”بيلانسياغا”، ورشتيهما في تصنيع الأقنعة الطبية، وفق ما أعلنت شركتهما الأم “ذا كيرينغ غروب”، متعهدة أيضاً بشراء ثلاثة ملايين قناع للخدمة الصحية الفرنسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *