وجهة نظر

التدريس عن بعد لا يكفي

رغم ما تم إنجازه من أعمال بغية استئناف الدراسة في البيت، إلا أن عددا كبيرا من التلاميذ والطلبة لم يستفيدوا من التدريس عن بعد، فالآلاف منهم يسكنون البوادي بلا كهرباء، والآلاف ممن عندهم كهرباء لا يتوفرون على حواسيب وهواتف جيدة لتلقي المواد الدراسية في جودة مقبولة، والآلاف منهم لا طاقة لهم بأسعار الأنترنيت، وآلاف التلاميذ لم يتصل بهم أحد، ولا يعرفون خبرا عن شيء يسمى التعليم عن بعد. فكيف يتابع جميع أفراد الأسرة جميع المواد في جميع المستويات (بالإضافة إلى المواد الغذائية طبعا)؟

إنه لا يسع الجميع أن يتكلف ما لا يطيق، فضلا عن أن التلاميذ الصغار يتم تعذيبهم بكثرة الأعمال المنزلية اليومية المرهقة لهم ولذويهم، (كيف حال لمن له 3 أبناء أو أكثر؟)، وعليه لا يمكن أن نعول على الدراسة عن بعد في جميع المستويات ولجميع المتمدرسين، ولا ينبغي أن يُمتحن التلاميذ والطلاب فيما لم يتلقوه مباشرة في قاعات الدرس.

وهذا لا يقلل طبعا من فائدة بعض الدروس والمحاضرات التي تلقى عند بعد، وخاصة إذا كانت تفاعلية وخاصة بالطلبة، وإنما التساؤل واقع على تعميمها ووظيفتها وكفايتها.

* أستاذ بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *