وجهة نظر

تضمانا مع الأطباء وكل العاملين في قطاع الصحة

يتعرض الأطباء لحملة شعواء من طرف تيار يكره العلم والعلماء ويمقت العقل والمنطق، ويعتبر اكتشافات العلوم شيئا يؤذي مشاعره، ويهدّد مكتسباته من الشعوذة والخرافة، يأتي هذا في الوقت الذي يتفانى فيه الأطباء في مواجهة وباء فتاك، باذلين في ذلك تضحيات جسيمة. ولم أجد أبلغ من العبارات التالية للتعبير لهم عن مشاعر الامتنان والشكر والإجلال، وهي العبارات التي وردت في خطاب أنجيلا ميركل الذي وجهته إلى الشعب الألماني من أجل التعبئة العامة لمواجهة الوباء:

“نحن مجتمع حياة كل شخص فيه مهمة، وأودّ في هذه المناسبة أن أخاطب أولا الأطباء والطبيبات، وجميع العاملين في المشافي ومجالات الرعاية والتمريض، والعاملين في المجال الصحي بشكل عام: أنتم خطوط الجبهة الأمامية في هذه المعركة، أنتم أول من يرى المرضى وأول من يرى شدّة هذه العدوى عند البعض، وكل يوم تذهبون للعمل بروح تضحية عالية، إنكم من أجلنا تتواجدون هناك، وما تتحملونه أمر عظيم، وأنا أشكركم من كل قلبي على جهودكم وتضحياتكم”.

هكذا يعامل الأطباء في بلد العلم والحضارة والصناعة والقيم النبيلة، أما في الصين فقد تم تنظيم حفل استعراض عظيم ومهيب، على شرف الأطباء تكريما لهم وتعبيرا عن امتنان الشعب والدولة، بعد أن استطاعوا في ظرف وجيز تطويق الوباء والقضاء عليه.

قد لا تفي الكلمات بالقصد، وقد تكون قاصرة عن التعبير عن قيمة الجهود التي يبذلها الأطباء والعاملون في مجال الصّحة في هذا الظرف العصيب، وبإمكانيات محدودة لا توازي ما توفر في بلدان أخرى، ولهذا أضمّ صوتي إلى القوى الحقوقية التي طالبت بتمييز إيجابي في التعامل مع الأطباء والممرضين رجالا ونساء في سياق مكافحة الوباء، وتخصيص ميزانية إضافية من أجل الزيادة في تعويضاتهم عوض الاقتطاع من أجورهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • كوثر
    منذ 4 سنوات

    في البداية شكرا على المقالات العظيمة ذات بعد واقعي في جميع المجالات ، لكن مايؤسفني قوله وهو أنه في الأونة الأخيرة أصبح الأطباء يتعاملون باستهتار تام مع المرضى دون مراعاة لحالتهم الصحية الجسدية أو النفسية و السبب راجع إلى المسوولين الذين انعدمت فيهم كل القيم الإنسانية إلى بعض الأطباء الممرضين الذين يتظاهرون لمطالبة حقوقهم في أوقات أعمالهم في ظل هذه ظروف عصيبة ما يجعلهم عرضة للاتهام بعدم تقديم المساعدة لشخص في خطر و إلى حد الان مازال الوضع وللاسف في طريقه إلى الهاوية لا رحمة الأطقم الطبية و لااستجابة الى مطالبهم . اين هي الجمعيات حقوق الإنسان ؟؟؟ للتذكير : حريتك تنتهي عندما تبدأ حرية الأخرين . ولا يمكن للتعوضات المادية أن تعيد حياة إنسان فارق الحياة بسبب إهمال ، فلا وقت للمطالبات بل وقت إنقاذ مزيدا من الأبرياء .