منتدى العمق

لماذا وكيف نصوم؟

لماذا نصوم؟

اذا كانت الغاية من العبادات طاعة الله ولزومها ، فإن لكل عبادة مقاصد خاصة ، فمثلا من مقاصد الحج التجرد من الدنيا ومتعلقاتها بالكلية حتى ان الحاج ليتجرد من كل شيئ سوى لباس الاحرام الذي يستر عورته، ومن مقاصدالزكاة تخليص نفس المزكي من الشح والضن بالمال وترسيخ قيم التضامن والاحسان بين اغنياء وفقراء المسلمين، فإن من مقاصد الصوم تحقيق التقوى قال تعالى “يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون” البقرة الاية 183.

فالتقوى بحسب الكتاب والسنة وبيان العلماء مقام رفيع ومنزلة عظيمة، لكن تحقيقها صعب وشاق، سئل ابوهريرة عن التقوى فقال رحمه الله للسائل “هل سلكت طريقا فيه شوك فأجابه السائل بانه كان يبتعد عن الشوك ويتجنبه فقال له فذاك هو التقى”.ولذلك كلما كان المسلم اتقى كان اكثر عباد الله قربا ورفعة قال سبحانه” إن أكرمكم عند الله أتقاكم ” الحجرات 13. فإذا كان الصوم الغاية منه التقوى، فإن تحقيقها لايتم إلا بالتحكم في غرائز الصائم وسلوكه وتصرفاته. ولقدمنحنا خالقنا طاقة كبيرة للتمكن من ذلك، فإذا كان الصائم يدع طعامه وشرابه وهما ضرورين طيلة نهار رمضان، فالأحرى و الأجدر أن يتجنب المحرمات و أن يقلع عن التدخين مثلا. والرسول عليه الصلاة والسلام قال “وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم مرتين”جزء من حديث متفق عليه”.

وخلاصة القول اننا نتعبد الله بالصوم وفي نفس الوقت نبرمج أنفسنا على مسألة التحكم في سلوكاتنا وتصرفاتنا وغرائزنا من اجل التقوى، و هذا التحكم عبر عنه القرآن بالتزكية قال سبحانه “قد أفلح من زكاها”الشمس الاية9

كيف كيف نصوم 

بين علماء المنطق إن العادة تبلد الحس فالصلاة تفقد معناها وتصبح جسما بدون روح، عندما لانجدد النية و ذلك بطرح السؤال مرة مرة لماذا أصلي، ونفس الشيئ بالنسبة للصيام .

وهكذا يرقى الصائم بصومه اذا طرح هذه الأسئلة، لأنه بذلك مكن نفسه بالشروع في اتخاد الخطوات العملية للإجابة عن السؤال “كيف أصوم.

طبعا نحن لسنا مطالبين بالصوم فقط ولكن بأن نعمل مافي وسعنا أن يكون صيامنا على أحسن حال وبإتقان .قال رسول الله صلى الله عليه وسلم”من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه” متفق عليه .

فالرسول عليه الصلاة والسلام بشرنا بهدية عظيمة من الله، لمن صام رمضان بجد ومجاهدة.ولقد قسم العلماء درجات الصوم الى ثلاث: الدرجة الأولى درجة العموم، وهو من كان حظه من الصوم الإمساك عن الطعام والشراب، إما جوارحه فليست صائمة يسب هذا ويغتاب الآخر والرسول قال عليه الصلاة والسلام “رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ورب قائم حظه من قيامه السهر”اخرجه احمد والنسائي وابن ماجة.

الدرجة الثانية درجة الخصوص، وهي لمن صامت جوارحه وحفظها صاحبها من الغيبة والكلام الفاحش وسماعه وبصره مما حرمه الله ولعل بهذه الدرجة ينال الصائم المغفرة لأنه سعى في أن لا يقع في الحرام.

الدرجة الثالثة درجة خصوص الخصوص، وتنال هذه الدرجة بترك الفضول.فالصائم لايحفظ جوارحه فقط بل يتجنب كل ما ليس فيه فائدة حتى و إن لم يكن حراما وصفهم الله” والذين هم عن اللغو معرضون” المومنون الاية2.فلا يأخذ من معيشته إلا مالابد له من طعام وشراب ونوم، وبقية وقته فنفيس كالجوهر، يشمرعلى ساعده فيمضيه في الطاعات ورسول الله صلى الله عليه وسلم قدوتنا في ذلك حيث كان يجتهد عليه السلام في العبادة أكثرفي العشر الأواخر يقضي وقته كله في معتكفه فلماذا لاتكون همتنا في الصوم عالية ونستغل مكوثنا في بيوتنا بسبب الحجر الصحي، فنكثر من تلاوة القرآن وصلاة النوافل وكسب العلم وقبل ذلك نحافظ على سنن الصوم

فنحيي سنة السحور ونؤخره وندعو الله عند الافطارونجتهد في العبادة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *