رمضانيات

“صحافة الأمس”: الحماية الفرنسية ترخص للصحافة العربية بالمغرب

“صحافة الأمس”.. إطلالة قصيرة خلال أيام رمضان على مغرب الأمس بعيون صحافيين كانوا يرزحون تحت رقابة الاستعمار الفرنسي والإسباني أو تحت رقابة المخزن، ويشتغلون بوسائل بسيطة. ونفض للغبار في كل مرة على خبر من مجلة أو جريدة صدرت قبل عقود من الزمن.

فطنت فرنسا منذ البداية، بعد توقيع معاهدة الحماية مع السلطان، إلى أن الصحافة “سلاح” قد يدمر وجودها بالمغرب، لذلك سعت باكرا إلى محاولة ضبطها وترويضها، إذ أصدر المقيم العام هوبير ليوطي ظهيرا في 27 أبريل 1914 لتقنين الصحافة.

ورغم أن هذا الظهير يشترط استصدار ترخيص من سلطات الحماية الفرنسية قبل الإقدام على إصدار جريدة أو مجلة، إلا أن فرنسا ظلت متوجسة من الدور الذي قد تقوم به “صاحبة الجلالة” لتأليب المغاربة وتجييش نفوسهم ضد الاستعمار، لذلك ضيقت الخناق على الصحافة الناطقة بالعربية.

وإلى حدود بداية الثلاثينات من القرن الماضي، كان الاستعمار الفرنسي يرخص لمجلة واحدة ناطقة باللغة العربية، قبل أن يمنح تراخيص الصدور عام 1936 لأربعة جرائد ناطقة باللغة العربية دفعة واحدة، وهي “الأطلس” و”العمل” و”الوداد” و”المغرب”.

وقالت الحماية الفرنسية في بلاغ رسمي، نشرته جريدة “المغرب”، في عددها الثامن من سنة 1936، نقلا عن جريدة “السعادة” التي كانت لسانا نطاقا باسم الاحتلال، “وقد صدر في الجريدة الرسمية بتاريخ 22 يناير (1936) قرارات وزارية أربعة في منح رخصة النشر وفقا لنظام ظهير سنة 1920”.

وذكر البلاغ بأن “النشرات باللغة العربية يجب عليها بمقتضى الظهائر الجاري بها العمل أن تحصل في بادئ الأمر وقبل صدورها على إذن من دولة الصدر الأعظم الذي له الحق في إبطاله وفسخه، ولحد الآن كان المخزن الشريف باتفاق مع الولاة الفرنسيين قصر هذه الرخصة على مجلة واحدة مصورة”.

وتابع البلاغ “واليوم وقد تطور المغاربة تطورا لا غبار عليه سنحت الفرصة بتوسيع نطاق منح رخص النشر المطلوبة في شأن الصحافة الحالي الذي سينظر في مجموعه عندما تتم في فرنسا أشغال تعديل قانون الصحافة المؤرخ في 29 يوليوز 1881”.

واسترسل “وهذه الرخص الأربع تخص جريدة “الأطلس” وسيصدرها السيد محمد اليزيدي من الرباط مرة في الأسبوع، وجريدة “العمل” وسيصدرها بالدار البيضاء السيد عبد اللطيف الصبيحي مرة في كل يوم، وجريدة “المغرب” وسيصدرها بسلا السيد سعيد بن أحمد جيجي مرة في كل يوم، وجريدة “الوداد” وسيصدرها السيد محمد اشماعو والسيد أحمد بن غبريط بسلا مرة في الأسبوع”.

وأفاد البلاغ ذاته بأنه زيادة على الترخيص بصدور هذه الجرائد العربية “فإنه صدر أمر برفع الحجر عن جريدة “عمل الشعب” التي كانت تصدر بفاس باللسان الفرنسي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *