المغرب العميق، مجتمع

إبراهيم وفاطمة.. زوجان يعيشان ظروفا قاسية رفقة 5 أطفال بكوخ ضواحي مراكش (فيديو)

“عندما يبكي الرجال فاعلم أن الهموم فاقت الجبال”، كما يقال، وهذا ما ينطبق على حال ابراهيم الذي يعيل أسرة تتكون من زوجة و5 أطفال، في ظروف صعبة وقاسية، حيث يقطن في سكن أقرب إلى الكوخ منه إلى المنزل، دون ربط بالماء ولا الكهرباء. فأن يذرف الرجل الدموع أثناء بثه لشكواه، وإن خانته الكلمات للتعبير وتلعثم وسط الكلام، نكون قد استوعبنا همومه الجارحة وانغرس خنجر ألمه في قلوبنا.

فكيف لا تفوق هذه الهموم الجبال، وإبراهيم تزوج فاطمة اليتيمة وأصيبت بشلل في يدها وهي في عقدها الثالث، وأنجبا 5 أطفال، وهم محرومون من أبسط حقوقهم الإنسانية؛ فالعائلة كلها بدون مأوى يليق بهم ويحترم آدميتهم، لا كهرباء ولا ماء. لك أن تتخيل مرحاضا بجدران قصيرة وبلا سقف ولا باب شأنه شأن البيت، أجزاء طوب مبنية بشكل عشوائي في حدود نصف متر تستر عوراتهم عندما يجلسون.

خمسة أطفال لم يتمكنوا من الدراسة بسبب انعدام عقد زواج أبويهم ودفتر الحالة المدنية. يتحدث إبراهيم باكيا وبصوت متقطع لجريدة “العمق”، “لا أريد أن يضيع أبنائي، أريدهم أن يدرسوا ويتعلموا، وأن أفرح بهم في المستقبل”، متذكرا الفرصة التي سلبتها منه الظروف، “أنا لم أدرس، لم تكن هناك الإمكانيات، فضاعت حياتي”.

كما تطلب الأم المسكينة خلال حديثها مع الجريدة مسكنا يحترم شعورها كأم ويضمن حقوقها كزوجة، “نحن فقراء، نعيش بفضل الله وإحسان المحسنين، فزوجي إذا اشتغل يوما قد يمر عليه أسبوع دون عمل”. يجمعهم بيت بغرفة واحدة تتوسطها نافذة مربعة صغيرة تطل داخل المنزل المفتوح على السماء، ومطبخ يدخلونه راكعين يضم بعضا من الأواني المبعثرة والمواد الغذائية التي جاد بها المحسنون عليهم.

تتابع القول وفي حضنها صغيرها ذو السنة الواحدة ويترحنح حولها طفلان آخران غير عابئين بما يحدث حولهم، “أشاهد كل يوم ضياع أبنائي، لا نتوفر على الماء ولا الكهرباء في هذا المنزل الذي أقتسمه مع أخت وأخ من أبي المرحوم”، لذلك تنشد هذه الصبورة تقديم يد العون حتى تملك مسكنا يأويها وعائلتها وحتى تتمكن من تدريس أبنائها الخمسة.

رقم هاتف العائلة: 0674820279

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *