رمضانيات

صحافة الأمس”: “شروق”.. خناتة بنونة تصدر أول مجلة نسائية بالمغرب

“صحافة الأمس”.. إطلالة قصيرة خلال أيام رمضان على مغرب الأمس بعيون صحافيين كانوا يرزحون تحت رقابة الاستعمار الفرنسي والإسباني أو تحت رقابة المخزن، ويشتغلون بوسائل بسيطة. ونفض للغبار في كل مرة عن خبر من مجلة أو جريدة صدرت قبل عقود من الزمن.

تمكنت الروائية والأديبة المغربية خناتة بنونة من إصدار أول مجلة نسائية ثقافية بالمغرب عام 1965، أطلقت عليها اسم “شروق”، وكانت بنونة تروم من خلال هذه المجلة أن تحرك مياها راكدة وتثير قضايا المرأة في المغرب، وتناقشها من زاوية ثقافية فكرية.

ويبدو أن بنونة بقرارها هذا، وطأت “المنطقة المحظورة” وأعلنت حربا مع جهات دون أن تدري، إذ منعت منذ البداية من تولي مسؤولية إدارة المجلة من قبل وزارة التعليم بصفتها ملحقة بالوزارة، وهو ما كشفته “شروق” في عددها الأول.

وقالت المجلة في “اعتذار” نشر في الصفحة الأخيرة، “في الوقت الذي سويت فيه أغلب الصعوبات، وأصبحت المجلة تحت الطبع، توصلت الآنسة خناتة لنونة، برسالة من وزارة التعليم، تمنعها فيها من تسيير المجلة كمديلاة، وذلك بصفتها ملحقة بهاته الوزارة، مع أن غيرها يتمتع بهذا الحق”.

وبسبب هذا المنع اضطرت المجلة إلى تعويض خناتة بنونة ببديعة بنونة على رأس الإدارة، وهو ما كشفته “شروق” بالقول، “وبعد مساع غير مجدية، اضطرت أسرة المجلة إلى تعويضها، وهذا مازاد في تأخرها”.

وزادت المجلة موضحة “لذا، فنحن إذ نوضح هاته العراقيل الإضافية التي لم تكن في الحسبان، نتقدم بأجل اعتذاراتنا إلى القراء الكرام، وبالأخص الذين يتطلعون إلى ظهور هاته المجلة من أجل أن تؤدي دورها في الحقل الاجتماعي والثقافي”.

وبخصوص هوية المجلة ورسالتها، ورود في افتتاحية العدد الأول تحت اسم “لنا رأي”، أن “شروق” تروم إبراز “المرأة الحالية، التي عرفت الشارع، والمعهد، والعمل”، والخوض في هواجسها وأسئلتها واستفهاماتها، ” من هي؟ ما حقيقة ارتباطها بواقع جنسها؟ ماهي الصلة التي تربطها بعصرها، بمشاكله، برغباته، بالمستقبل الذي تريد أن تساهم في إيجاده؟”.

وواصلت الافتتاحية بأن المجلة تعبير عن حال هذه المرألة التي ” فقدت عمق إيمانها بأنها ما خلقت إلا للبيت كوسيلة فحسب، تنحصر مشاريعها بين جدرانه وحدها، وأصبحت تريد أن تكون لها قضية أخرى تعيشها وتعيش لها”.

“لن يأخذنا وهم بعين الاحتمال، خصوصا الآن، في أننا سنحدث انقلابا رائعا، نطلع فيه على قدرة لنا، تمكننا من انتصارات هائلة في ميادين متعددة: نسائية، اجتماعية، فكرية، وإنما سنبدأ، مقتنعات في نفس الوقت بأهمية خطوتنا، وبأملنا في أن نخلق من وراء ذلك نتاجا”، تضيف المجلة.

وتسترسل في شرح خط تحريرها “كما أننا لن نتحجر في وجود نسائي صرف، بل نمد، وسنمد، أيدينا إلى الآخر: الرجل، في تعاون صرف يدرك هو أهميته مقدما”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *