حوارات، سياسة

الحسيني: تدخل الجيش الجزائري خارج حدوده يثير تساؤلات.. وهجوم تبون منتظر

قال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، تاج الدين الحسيني، إن السماح لوحدات من الجيش الجزائري بالتدخل في مهمات حفظ السلام خارج الحدود والذي كشف عنه نص المشروع التمهيدي لتعديل الدستور بالجزائر، يطرح العديد من التساؤلات التي تدور رحاها عن الأهداف المتوخاة من هذا التغيير في الدستور والذي ظل في هذا الوضع منذ الاستقلال.

وأوضح المحلل السياسي في تصريح خاص لجريدة “العمق المغربي”، أن الدستور الجديد للجزائر يعرف بعض التطوارات التي يمكن تصنيفها إيجابيا، غير أن بعضها “يثير الحذر”.

وتنص المادة 29 من الدستور الحالي على أن “الجزائر تمتنع عن اللجوء إلى الحرب لعدم المساس بالسيادة المشروعة للشعوب الأخرى وحريتها، وتبذل جهدها لتسوية الخلافات الدولية بالوسائل السلمية”.

وتم في التعديل المقترح إضافة الفقرة التالية “يمكن للجزائر في إطار الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية، وفي ظل الامتثال التام لمبادئها وأهدافها، أن تشترك في عمليات حفظ سلام في الخارج”.

وبخصوص التطورات الإيجابية، يردف الحسيني، أن الرئيس الجزائري الحالي عبد المجيد تبون يعد بأن يكون الدستور الجديد بعيدا عن النظام الفردي وذات صبغة ديمقراطية، والتي يتوخى تحقيقها عبر استحداث منصب نائب الرئيس وتعزيز مهمة رئيس الحكومة.

وتعليقا عن الهجوم المتكرر من طرف الجزائر على المغرب، قال المحلل السياسي إن ذلك كان منتظرا باعتبار أن الرئيس تبون لم يكن وليد الإرادة الشعبية في انتخابات حرة، بل كان من بين عدة مرشحين قدمتهم المؤسسة العسكرية.

وأضاف في نفس الصدد: “وبالتالي هو ناطق باسم المؤسسة العسكرية، ولم يكن هناك انتظار لأي تغيير في موقف النظام الجزائري من القضايا الأساسية وعلى رأسها العلاقات مع المغرب”.

واستشهد الحسيني بموقف تبون حين أقحم نزاع الصحراء ضمن الأراضي التي تعيش تحت “الاحتلال”، كما هو الحال بالنسبة لفلسطين، خلال القمة الافتراضية لمجموعة الاتصال لحركة دول عدم الانحياز، “وهو أمر مناف لروح التسامح والتعاون التي ينبغي أن تظهرها الجزائر اتجاه المغرب في الوضعية الحالية”.

وتابع قوله: “خاصة أن المملكة استمرت في مواقف إنسانية وتصالحية في علاقتها مع الجارة، كان آخرها تزويدها بالمساعدات الطبية في ظل أزمة كورونا، والتي أقرته مواقع صحفية جزائرية، حيث أكد موقع “الجزائر تايمز” على أن طائرة شحن عسكرية جزائرية من طراز بوينغ 770 أخدت مساعدات من المغرب وحطت بها في الجزائر”.

واعتبر الحسيني أن هذه الأوضاع ستخلف انعكاسات في المستقبل، مشيرا إلى أنه بالنسبة لإمكانية فتح طريق للحوار بين الطرفين، فإن “الحوار يفرض نفسه في ظل الأزمة اعتبارا للخسائر التي مني بها الطرفان، وخاصة الجزائر التي تجاوز فيها عدد الوفيات المسجلة في صفوف المصابين بفيروس كورونا 488 حالة وفاة”.

وأشار إلى أن الحوار ضروري أيضا نظرا لـ”الأزمة الاقتصادية الحقيقية التي تعيشها الجزائر بسبب تراجع سعر البرميل لمستويات قياسية لم يسبق لها مثيل، وتخلي بعض الدول الأوروبية عن استيراد الغاز الجزائري وتعويضه بالغاز الروسي، وهو ما سيجعلها تعاني من خسائر فادحة، علما أن الموارد الأجنبية من صادرات الغاز والبترول تشكل بالنسبة للاقتصاد الجزائري ما نسبته %95 من موارد الخزينة العامة والثروة الوطنية”.

واعتبر المتحدث أن “هذه الوضعية التي يمكن تجاوزها فقط، إذا فتحت الجزائر حدودها مع المغرب ودخل الطرفان في تعاون حقيقي”، معتبرا أن مسألة تطور العلاقات بين الطرفين (المغرب والجزائر) ينبغي أن تتجه نحو منحى ايجابي يخدم مصلحة الشعبين معا ويهدف لإنهاء النزاع الذي استمر لأزيد من 50 سنة، والذي من شأنه أن يهدد السلام والاستقرار الإقليمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • عبد الرزاق
    منذ 4 سنوات

    هذا لحديث مكنش منو ا