رمضانيات، مجتمع

أبواب مدينة.. “باب الودايا” بالرباط من أروع إبداعات القرن السادس المعمارية

لا تخلو مدينة عتيقة من مدن المغرب، من باب أثري أو أكثر يخلد تاريخها العريق، ويشهد على أصالة معمارها وهندسته، كما يروي من خلالها الأحداث التي ارتبطت بها، لتصبح في تاريخنا الحالي محط جذب للزوار من كل حذب وصوب.

ومن بين هذه الأبواب، “باب الودايا” بمدينة الرباط، الذي يعد من أبواب السور الموحدي، حيث يستيطع الزائر أن ينفذ إليه عبر ثلاثة أبواب أكبرها الباب الأثري المؤدي إلى سوق الغزل، والثاني هو الباب الواقع بين الباب الأول والبرج، وهو حديث العهد بني في عهد العلويين، بينما الباب الثالث وهو العتيق يقع قبالة الجهة الشمالية الشرقية للمتحف، ثم الباب الكبير.

وحسب وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، فإن باب الودايا من أروع إبداعات القرن السادس المعمارية العجيبة بما اشتمل عليه من تركيب هندسي متنوع وتعقيد معماري متطور وتفنن في وسائل الدفاع وأساليب التغطية.

ويتميز “باب الوداية” بمدخل بارز يحيط بفتحته الرئيسية بروازن أو نتوءان مربعان، وقوس الفتحة عبارة عن عقد متجاوز منكسر أو منفوخ، داخل عقد متجاوز مفصص وبين فتحتي الباب حيث تترحك الدفتان باب قصبة الوداية، غطاء نصف أسطواني أي نصف برميل فتحته إلى أسفل، وعلى محور الفتحة الرئيسية تمتد ثلاث قاعات متتالية.

وتلك القاعات، وفق المصدر ذاته، ليست على مستوى أرضية واحدة إذ يتغير مستوى الأرض من قاعة لأخرى مشكلا عقبة كأداء إمام المهاجم المندفع من القاعة الأخرى بين ظلام المعركة وغبار الالتحام.

وتغطى القاعات الأولى قبة، قائمة على مثلثات كروية أو جوفات مقوسة، وتغطى القاعة الثانية قبة تستند على مثلثات كروية كاملة تبدو شبه مقصوصة، إذ ترتكز في أسفلها على إطار قائم على قوقعة وزخرفة نباتية تكتمل بها الزاوية الدنيا للمثلث الكروي الذي تقوم فوقه القبة، وبعد ذلك باب قصبة الودايا، ثم تأتي القاعة الثالثة والأخيرة التي يغطيها قبو نصور أسطواني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *