منتدى العمق

“تاج الحياة” رسالة دعم مواجهي الصفوف الأولى لجائحة “كوفيد19”

في ظل الأوضاع التي تعيشها بلادنا العزيزة بسبب الوباء فيروس “كرونا.. كوفيد19″، الذي خلق العديد من الأزمات في مختلف المجالات منها الحياة الثقافية والفنية وإغلاق المؤسسات الثقافية والفنية ،بثت المندوبية الإقليمية لوزارة الثقافة بالقنيطرة، لقاء عن بعد مع الفنانة التشكيلية فطيمة الحميدي تحت عنوان ” في صلب الانشغال الفن في مواجهة الجائحة”.

وجدت المندوبية الإقليمية لوزارة الثقافة بالقنيطرة نفسها ضمن منصات التواصل الاجتماعي سبق لمتابعة نشاطاتها الثقافية والفنية والتي أصبحت هي الحل الوحيد لخلق برامج غنية بأفكار فنية إبداعية ثقافية عن بعد والتي أصبحت متاحة اليوم أمام المواطن المغربي ووسائل التواصل الاجتماعي في إطار الحجر الصحي.

يهدف هذا اللقاء الى انفتاح على مختلف أشكال الإبداع عبر خلق أنشطة هادفة لها وزن وقيمة مضافة للمجتمع الفني والتي لها حمولة ثقافية ورسالة قوية لوزارة الصحة من الدرجة الاولى مما تساهم في تخفيف من الضغط النفسي التي يعيشها المواطن المغربي المرابط في منزله لفترة زمنية ليس بالسهلة بسبب الإجراءات الاحترازية الرامية لإحتواء الوباء.

من خلال اللقاء أوضحت وقالت الفنانة فطيمة الحميدي: أن لوحتها “تاج الحياة” تميط اللثام “عن الجمال والتناغم في لمسات ريشتها وألوانها، فاللون الأخضر هو اطمئنان، والبهجة هي أفق كل إنسان”، وقالت: “إذا كانت اللوحة رسالتي، فقد كنت دائما أجد نفسي منساقة للبحث عن مساحات أفسح للتواصل مع هذا المتلقي أو ذاك، لذلك جاءت جل لوحاتي تعكس توجها يمكن الاصطلاح عليه بالتجريدية التعبيرية مخاطبة لمختلف درجات الفهم والإدراك لدى المتلقي، وباعتباري فنانة لا تنسلخ عن عواطفها وأحاسيسها فقد كانت القضية دائما حاضرة في أعمالي، ويكفي تتتبع أعمالي لتجدها كانت دائما حبلى بصرخة امرأة عنقاء تنبعث من رماد التاريخ”.

من خلال كتابة هذه الاسطر نستحضر تجربة الفنانة والاستاذة التشكيلي فطيمة الحميدي الإبداعية، معناها تغوص في دواليب التاريخ الإنساني والإبداعي، بما يحملانه من مرجعية ثقافية ووجودية، قد تفضي بك إلى متاهات المعرفة والابداع بقضايا الإشكاليات المطروحة على المستوى الجمالي والمفاهيمي، ففي كل محطة سؤال، وكل سؤال جمال قضية، وكل قضية تحيل على إشكالية، لها امتداد في الماضي والحاضر وتجريد للمستقبل القريب ، حيث تعدد الأمكنة والأزمنة في المكان والزمان الواحد.

لوحة ثاج الحياة اخر أعمال الاستاذة والفنانة فطيمة الحميدي تفتقت عن الوعي بضرورة الاعتراف بالمجهودات المبذولة من طرف كل من الاستاذ والمعلم والدركي والشرطي ورجال ونساء النظافة ورجال الاعلام …..، لتصبح سارية المفعول على جميع الفضاءات الممكنة، ومفتوحة على كل التأويلات بتعدد مرجعياتها، في علاقتها بالواقع الذي نعيشه مع فيروس كرونا المستجد، جعلت من اللوحة ركحا لسرد المشاهد الجمالية، بعين المتمحص العارف بقوانين وقواعد التشكيل، وبفكر المثقف الشاهد على العصور القديمة والحديثة، لتتحول إلى فكرة تتقاطع فيها كل الرؤى المتمردة التي تحمل قلقا وجوديا بمعنى الكلمة .

وذكرت الحميدي أن لوحة “تاج الحياة” تواجه كوفيد 19، رغم أنها في أعمالها لا تبحث عن مجرد لفت النظر في لوحاتها التشكيلية، بل تبحث عن إثارة فكرية تستفز الاستفهام والسؤال وتركز على البحث والتجريب، فكل منا حاول أن يتفاعل مع وضع الجائحة من موقعه.

فكانت المرحلة الأولى هي مرحلة الفكرة، ثم بعدها مرحلة تنزيل ، لتنتقل إلى مرحلة التركيب والبناء، وأخيرا مرحلة اللمسات الفنية الدقيقة للوحة تعطيها شكلها النهائي”.

وعن اسم اللوحة تقول فطيمة: “عندما فكرت في اسم يليق بهذه اللوحة حاولت جاهدة أن يكون لهذا الاسم وقع يحمل الكثير من العرفان لمن هم في الصفوف الأولى لمواجهة الجائحة، أقصد الطاقم السياسي والإداري والطبي وكل التابعين لقطاع الصحة باعتبارهم تاج الحياة”.

وتحاول الحميدي من خلال لوحاتها التشكيلية أن “تتشرب ذهنيا وجماليا أسلوب التأويل في الفن”، معتبرة أن الفكرة التي تخلق التفرد تلامس واقعا يشبه ذاتها ومحبتها لأرضها وتفاصيلها الدقيقة في الطرح الفني البسيط والعميق، وقالت الفنانة: “مصدر إلهامي يأتي من مسقط رأسي، أرض الطبيعة والأفكار، فالفن الجيد يجبرك على التوقف والتأمل والتفكير في محيطك”، مشيرة إلى أن أعمالها الأولى كانت تركز على اللون الأزرق في شكل لوحات مبتلة بقطرات الماء في إشارة إلى رمز الحياة، كأنها تريد أن تسقي تلك اللوحات لتشيع إشراقات ربيعية بامتياز.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *