مجتمع

إدانة واسعة بالمغرب لتدنيس النصب التذكاري لـ”سي عبد الرحمان”

في الوقت الذي حزن فيه المغاربة بكل أطيافهم لوفاة المجاهد عبد الرحمان اليوسفي، وهو ما عبر عنه مواطنون بطنجة بوضع أكاليل الزهور وشموع وعبارات حب وامتنان بجانب النصب التذكاري الذي يحمل اسمه، ليلة السبت ويومه الأحد، قامت عناصر مجهولة بعد يومين فقط على وفاته، بتدنيس هذا النصب التذكاري، وهو ما رد عليه المغاربة بموجة إدانة واستنكار عمت مواقع التواصل الاجتماعي.

وطالب عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بفتح تحقيق ومراجعة كاميرات المراقبة الموضوعة بالشارع الذي نصب فيه تذكار الراحل، للتوصل إلى هوية الفاعل أو الفاعلين، ووصف النشطاء، مدنسي النصب التذكاري للفقيد بـ”النازيين الجدد”، واعتبر آخرين أن التصرف ما هو إلا تعبير عن “العفونة الفكرية والأخلاقية في عقول البعض”، وأن الصورة تعكس المشهد السياسي المغربي، وأن مسار الإصلاح لا يزال طويلا.

وفي هذا الإطار، أدانت أمينة بوعياش رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان تدنيس النصب التذكاري للراحل عبد الرحمان اليوسفي، ثلاثة أيام بعد رحيله، وذلك في تغريدة لها على موقع “تويتر”، قائلة: “أدين بشدة هذا الفعل الشنيع والمتعمد الذي يهدف عبثا إلى إنكار إنجازاته، ولن يجسد أبدا فعل الكراهية هذا هوية المغرب، والمغاربة أجمعين”.

وأعربت فاطمة الحساني، رئيسة مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، عن استنكارها وشجبها الشديدين لعملية التدنيس التي طالت النصب التذكاري، واعتبرت الفعل عملا جبانا ارتكب تحت جنح الليل، والمعزول في الزمان والمكان، “لايمت بأدنى صلة لأخلاق وقيم المغاربة الذين يكنون كامل الاحترام والتقدير لروح الفقيد الراحل، والذي يحظى كذلك بمكانة خاصة في قلوب ساكنة طنجة، والجهة ككل، وبالتالي لايمكن السكوت على مثل هاته الأفعال الشنيعة التي تسيء لسمعة بلادنا، ويتوجب الضرب بيد من حديد على مرتكبيها”.

وبدوره، قال القيادي بحزب الاستقلال والمحلل السياسي، عادل بنحمزة، إن تدنيس النصب التذكاري للراحل عبد الرحمن اليوسفي “أمر صادم وغير مسبوق ويعبر عن درجة التطرف وضيق أفق الاختلاف لدى البعض، وسلوك خطير وخطورته تتجلى في التطبيع معه واعتباره أمرا ثانويا، ليس المقصود عبد الرحمن اليوسفي الذي هو الآن بين يدي ربه، لكن المقصود هو عيشنا المشترك والذي لا يمكن أن يكون سوى عبر القبول بالاختلاف في حدوده القصوى”، وفقا لتعبيره في منشور على الفيسبوك.

وكتب ناشط على مواقع التواصل الاجتماعي، إن “المرحوم عبد الرحمان اليوسفي أكبر من هذه التصرفات التي تعبر عن انعدام المسؤولية وغياب مبدأ الاعتراف، الذين قاموا بهذا التصرف الجبان ينبغي متابعتهم لأجل معرفة خلفيات فعلتهم هذه “، متسائلا “هل هو تصرف صبياني طائش؟ أم أن القضية أعمق وأبعد؟ وهنا أقصد البعض ممن يحملون الحقد والحسد لهذه الشخصية نظرا لحجمها ومكانتها داخل هذا البلد”.

فيما أجمعت تعاليق أخرى على مواقع التواصل الاجتماعي، على أن “اليوسفي” “شخصية لن يعيدها الزمن مهما تجرعنا من الخسارة وذقنا من حر الفراق، وترجل ليرتقي من برجه العاجي إلى العلياء”، وأن الفاعلين “لم يجدوا أي شبهة فساد للنيل من تاريخ ومسيرة المرحوم، فالتجؤوا  لأساليب الأطفال لتشويه معلمته التاريخية بطنجة”.

من جهتها، طالبت المنظمة المغربية لحقوق الانسان، السلطات المعنية بالتحقيق في تدنيس اللوحة التذكارية التي تحمل اسم الفقيد عبد الرحمان اليوسفي، واتخاذ الإجراءات القانونية إزاء من قام بهذا الفعل، وواصفة المقدمين على تلطيخ اللوحة التذكاري في الشارع الذي سمي باسمه بمدينة طنجة، بـ”العناصر المتطرفة”، مدينة هذا السلوك.

وأشارت المنظمة في بلاغ لها توصلت “العمق” بنسخة منه “أن ذاكرة الوطن وكذا ذاكرة المواطنين لا يستطيع مثل هذا السلوك المتطرف محو اسم الفقيد منهما وهو الذي كان يؤمن بقيم ومبادئ حقوق الإنسان القائمة على التسامح ونبذ الكراهية والعنصرية والتطرف بجميع أشكاله”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *