مجتمع

الكنبوري يستغرب “إقحام” اسمه في عملية تدنيس النصب التذكاري لليوسفي

قال الباحث والأكاديمي المغربي إدريس الكنبوري، إنه تلقى بـ”بالغ الدهشة والاستغراب”، إقحام اسمه في ملف تدنيس النصب التذكاري للراحل عبد الرحمان اليوسفي، الزعيم الاتحادي والوزير الأول السابق، معتبرا أن “حشر” اسمه في الموضوع تم بـ”طريقة غير أخلاقية وكيدية وانتقامية”.

وأوضح الكنبوري في توضيح له على البيان الذي أصدرته “الجبهة الوطنية لمناهضة التطرف والإرهاب”، قائلا: “تم اتهامي بأنني قمت بـ”التحريض” ضد المرحوم اليوسفي، وذلك بسبب ما كتبته في صفحتي على الفيسبوك من آراء حول الحقبة السياسية التي عاشها، والمسؤولية الحكومية التي تولاها خلال الفترة ما بين 1998/2002″.

وأضاف: “منذ أن عبرت عن مواقفي تلقيت سيلا من الاتهامات والتحريض في مواقع التواصل الاجتماعي، من أشخاص ينتمون إلى تيار بعينه، هو التيار الذي تحسب عليه “الجبهة” المزعومة، وهو ما جعلني أستنكر ذلك أمس 31 ماي 2020 في صفحتي على الفيسبوك، قبل اطلاعي على بيان”الجبهة” يوم الإثنين”.

واعتبر الكنبوري أن البيان كان من المفروض أن يضتمن استنكار “الجبهة” للتحريض والكراهية الذي يمارسه البعض ضد المقدسات الدينية للمغاربة، وقيمهم الإسلامية، مردفا بالقول: “لكن مفاجأتي كانت أكبر عندما علمت بأن “الجبهة” تفهم ذلك على أنه تعبير عن الرأي لا يجوز المساس به”.

وتابع في نفس الصدد: “لقد هالني بالفعل الزج باسمي الشخصي الذي أكتب به وأُعرف به بين المواطنين، وأنشر به مقالاتي وكتبي، لأن ذلك يعد تحريضا حقيقيا ومباشرا، وتمييزا تجاهي، يمكن أن أتعرض بسببه إلى الانتقام من بعض المتطرفين من التيار المؤسس للجبهة، أو من المتعاطفين معهم”.

وشدد الباحث على أن ما كتبته في حق اليوسفي “يدخل ضمن مزاولة حريتي الشخصية، كصحفي سابق عاش مرحلة حكومة التناوب التي تولاها اليوسفي، وكتب عنها في المنابر الوطنية والعربية والدولية وقتها، مما لا يزال شاهدا على مواقفي من تلك التجربة، وكذلك كمفكر وروائي لا علاقة له بالعمل الحزبي المباشر، اللهم العمل السياسي الذي يخوله الدستور لكل مواطن، والذي أمارسه من خلال مواقفي الفكرية والثقافية، بالتزام وطني وخارج أي التزام حزبي”.

واسترسل بالقول: “أستغرب غاية الاستغراب من الأسلوب المتطرف والإرهابي الذي صيغ به البيان، الفاقد لأي مسحة أخلاقية وأي حس وطني. فقد اتهمني كاتبو البيان بأنني أساند “حركات تنظر وتدعم الإرهاب”، وبأنني أحرض على الكراهية، وبأن هذا التحريض والكراهية ظهرا في المغرب “منذ ترأس أحد تيارات الإسلام السياسي الأغلبية الحكومية”، ومكمن الاستغراب ربط التعبير عن الرأي بالكراهية”.

وتساءل: “أي كراهية في تعبير مثقف مغربي عن رأيه كمواطن كامل المواطنة؟ وإذا كان هذا التيار المقصود به حزب العدالة والتنمية كحزب سياسي وطني يمارس الإرهاب فهل صوت المغاربة عام 2011 على الإرهابيين؟ وهل الدعم الذي قدمه جلالة الملك محمد السادس حفظه الله للحكومة كان رعاية للإرهاب؟ وهل العناية الشخصية الكريمة التي لا يزال جلالته يحيط بها رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران عناية بشخص إرهابي؟”.

ومضى بالقول: “اتهمني البيان، في مفارقة عجيبة تكشف اختلال الموازين والإحباط، بأنني قمت بالمقارنة بين اليوسفي وبين بنكيران، وهذا من أغرب الغرائب. فأي جريمة في أن أقارن بين الرجلين؟ إن من حقي كمواطن ومناضل على الجبهة الفكرية والثقافية أن أقارن بين من أشاء، وأن أصدر حكمي على اليوسفي أو بنكيران أو أي شخص تولى المسؤولية في بلدي سلبا أو إيجابا، وإن ما جاء في البيان الإرهابي هو محاولة لإحياء تقاليد محاكم التفتيش في البلد المجاور لنا، إسبانيا”.

وختم الكنبوري توضيحه قائلا: “أعرف السياق الذي تأسست فيه المسماة “جبهة مناهضة التطرف والإرهاب”، وهو سياق لا يخفى على أحد، هدفه خلق استقطاب في المغرب بين صنفين من المغاربة، ومحاربة أي كلمة حرة تدافع عن القيم الوطنية الدينية ومحاصرتها والتحريض ضدها، تحت دعوى باطلة ومفضوحة، وهي أنها تعبر عن التطرف والإرهاب. وإنني كباحث ومفكر معروف في المغرب وخارجه، متخصص في التطرف والإرهاب، ولدي كتابات ومؤلفات فيه، لا أعرف تطرفا وإرهابا أكثر مما مارسته الجبهة المزعومة من خلال البيان الملغوم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *