منتدى العمق

جائحة كورونا وسؤال دور الأحزاب السياسية

السياسي بالمغرب لا يمكن أن يتملص من عاداته التي تلازمه منذ عقود، وحتى مع جائحة كورونا التي يجب أن تعيد السياسيين إلا ممارسة العمل السياسي، أو على الأقل يغيبون فيها الهاجس الإنتخابوي وأن تلعب الأحزاب دورها الذي يتجلى في تأطير المواطنين، كل ذلك لم يحدث وأصبحنا نلاحظ أن الأحزاب أصبحث تتنافس على عقد لقاءات عن بعد، الغريب في الأمر وأن أشاهد مسؤول حزبي في لقاء عن بعد عندما سألوه عن دور الأحزاب في زمن الجائحة، أجابهم بأن حزبنا عقد مجموعة من اللقاءات عن بعد بين تنظيماته، السؤال ماذا قدمت هذه الأحزاب بعد اللقاءات، أم تحول اللقاء إلى إنجاز يمكن أن نتباهى به، الأحزاب غائبة عن المشهد في زمن الجائحة، وهنا نتحدث عن الحزب كمؤسسة بعيدا عن اجتهادات بعض الأفراد الذاتيين، وحتى تحركات البعض منهم محتشم جدا، ويشتم من ورائه رائحة الهاجس الانتخابوي، دائما ما كانت الأحزاب تتحدث عن مصلحة الوطن، والأن يجب أن تقدموا النموذج الذي يحتدى به من أجل مصلحة الوطن.

يجب على الأحزاب السياسية أن تشارك المواطنين مشاركة يومية في كل المجالات وليس مشاركة مرتبطة بالكرنفال الانتخاباوي لكل خمس سنوات، يجب عليها أن تعمل على تأطير المواطن والعمل على جعله في صلب اهتماماتها، إذا كان لها اهتمام من الأصل.

في هذه الظرفية وفي الوقت الذي كان على الأحزاب تقديم اجاباتها وتصوراتها لما بعد الجائحة، اختارت جل الأحزاب السب والقذف وتسفيه الاخر وتنزيه أنفسهم ، مع العلم أنهم عبارة عن بطاريات يتم إستخدامها، وعندما تنتهي الاولى يتم تعويضها بأخرى ليتم حرقهم جميعا في الأخير والتاريخ خير دليل عى ذلك فكم من حزب كانت له مكانة في السنوات السابقة والان أصبح في خبر كان، فهناك مهندسون للخريطة السياسية في المغرب ، أما صنادق الاقتراع والشفافية والنزاهة فمكانها رقعة جغرافية أخرى وليس في دولة الذي يشرف على الانتخابات لايعلم ما يقع ورئيس الحكومة أصبحت لازمته ” مافراسيش” مسرحيتكم أصبحت مملة نفس المخرج نفس الممثلين وبنفس الادوار منذ 1956 ، على الاقل أبدعوا سناريوهات جديدة.

أكبر عالة على المجتمع والدولة هم السياسيين أنفسهم، ماذا ينتجون لكي يعيشوا في الرفاه والبدخ على حساب فقراء هم أولى بتلك الأموال التي يمتصها السياسيين بأسماء متعددة من أجور سمينة وغليظة جدا إلى تعويضات على السكن و السفريات والتنقل وسيارات وبنزين وهواتف وسرقة ميزانيات الصفقات العمومية كلها أسماء لجرم واحد هو الريع ونهب ثروات الوطن بطرق مقننة وبإسم السياسة والمسؤولية، كل ما ينتجه السياسيون سوى خطابات وشعارات تافهة وغياب شبه متكرر عن الجلسات العام وعدم طرح الهموم الحقيقية التي يتخبط فيها المواطن، لا ينتج السياسي سوى الرداءة والشذوذ والميوعة السياسية التي دفعت الشباب إلى النفور وفقدان الثقة في السياسة والسياسيين.

السياسيون هم من يعطلون قطار التنمية بسلوكياتهم وحساباتهم السياسوية والإنتخابوية الفارغة والذي يؤدي الفاتورة هو المواطن البسيط الذي لا حول ولا قوة له،ذنبه الوحيد أنه ابتلى بسياسيين عبارة عن عصابة منظمة مستعدة للتضحية بأجيال مقابل الوصول إلى السلطة والتحكم في البلاد والعباد وجعل الممتلكات العمومية رهن إشاراتهم، والخطير هو أن نفس الوجوه السياسية تتكرر في كل إنتخابات وبنفس الخطاب، بدون تجديد في الاليات والميكانزمات.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *