مجتمع

تقرير رسمي: كثرة المتدخلين يعيق اضطلاع “أونسا” بمهام السلامة الصحية للأغذية

قال المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، إن المكتـب الوطنـي للسـلامة الصحيـة للمنتجـات الغذائيـة الـذي يمكـن اعتبـاره فاعلا رئيسـيا بصفتـه سـلطة مختصـة بموجـب القانـون 25.08، يجـد صعوبـة، منـذ إحداثـه، فـي الاضطلاع بمهامـه فـي مجـال السـلامة الصحيـة للأغذية، بسبب كثرة المتدخلين.

وأضاف مجلس الشامي في رأي بعنوان “من أجل سياسة عمومية للسالمة الصحية للأغذية تتمحور حول حماية حقوق المستهلكين وتعزيز تنافسية مستدامة للمقاولة على الصعيدين الوطني والدولي”، أن حكامـة السـلامة الصحيـة للأغذية فـي المغـرب تستند علـى “نظـام تعـدد المتدخليـن” أي علـى المسـؤولية المشـتركة بيـن العديـد مـن القطاعـات الحكوميـة والمؤسسـات ذات المهـام المختلفـة.

وأشار المجلس، إلى أن وزارة الفلاحــة والصيــد البحــري والتنميــة القرويــة والميــاه والغابــات المســؤول الأول عــن الإنتاج الزراعـي وضمـان الحمايـة الصحيـة النباتيـة والحيوانيـة وتأميـن السـامة الصحيـة للأغذية وهي مهـام المكتب الوطنـي للسـامة الصحيـة للمنتجـات الغذائيـة).

ومن المتدخلين، أيضا، بحسب تقرير المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، وزارة الصحة، إذ تعتبر المعنيـة الأولى بصحـة المواطنيـن وبالتكفـل بالمرضـى فـي حالات الأمراض المنقولـة عـن طريـق الأغذية. وبموجـب هـذه المسـؤولية تضطلـع الـوزارة الوصيـة باليقظـة الصحيـة.

وبحسب المصدر ذاته، فإن وزارة الداخليـة تعد المعنـي الأول بالأمن الغذائـي للمواطنيـن حيـث تسـهر علـى عمليـة تزويـد الأسواق بالمنتجـات الغذائيـة بكميـات كافيـة وكـذا علـى التنسـيق بيـن مختلـف الفاعليـن فـي شـتى مراحـل سلاسل القيمـة. وتعتبـر الـوزارة الفاعـل الرئيسـي فـي حكامـة الأنظمة الغذائيـة المغربيـة.

أمـا وزارة الصناعـة والتجـارة والاقتصاد الأخضر والرقمـي، يضيف المصدر ذاته، فهـي المعنيـة بالارتقاء بالجـودة والسـلامة فـي مجالات الصناعـة والتجـارة والتكنولوجيـات الحديثـة والقيـام بالمراقبـة فـي مجالات الميترولوجيـا )عمليـات القيـاس) والاعتماد والجـودة والسـلامة بالمقاولـة ومراقبـة السـوق وحمايـة المسـتهلك.

كما أكد مجلس الشامي، أن الجماعــات تشكل الفاعــل الأساسي المكلــف بالتدبيــر الإداري للمذابــح والأسواق وتســليم التراخيــص لنقــط البيــع (بعــد الــرأي الصحــي للمكتــب الوطنــي للســامة الصحيــة للمنتجــات الغذائيــة) ومصالــح الصحــة البلديــة.

وسجل التقرير، وجود العديــد مــن المتدخليــن علــى امتــداد السلســلة الغذائيــة: وزارة التجهيــز والنقــل واللوجســتيك والمــاء والــدرك الملكــي، وغيرهــم، مشيرا إلى أن هؤلاء المتدخلـين يعملون بشـكل معـزول، ولا يوجـد تواصـل بيـن جهـاز وآخـر، فـي حيـن أن السـلامة الصحيـة للأغذية هـي مقاربـة تتطلـب تواصـا عرضانيـا متاحـا فيمـا بيـن جميـع هـذه الأجهزة.

وشدد رأي المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، على أن التنسـيق بيـن هـذه السـلطات المختصـة يظل محصـورا خاصـة فـي عمليـات منـح التراخيـص لنقـط البيـع واللجـان المشـتركة التـي تنظـم جوالات مراقبـة الأغذية خلال بعض المناسـبات (شـهر رمضـان، عيد الأضحى، موسـم الصيـف إلـخ)، وكـذا تدبيـر بـؤر الأمراض المتنقلـة عـن طريـق الأغذية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *