مجتمع

“لا مستحيل” (ح7): سهام رباطية تتحدى رتابة الكرسي المتحرك لتثبت وجودها كمقاولة ذاتية (فيديو)

لم تمنع الإعاقة الجسدية، لـ”سهام الأمراني”، من تحقيق رغبتها في أن تكون مقاولة ذاتية L’art deux mains، وفنانة تشكيلية متميزة تحول الأغطية، والوسائد العادية، إلى تحف فنية جميلة، وناذرة.

“سهام الأمراني”، مصممة ديكور، خريجة المدرسة العليا للفنون الجميلة، وأم لثلاث أولاد، حول حبها للرسم على الخشب والثوب، و”الكارطون”.. حياتها العملية من مسؤولة إشهار لأزيد من 13 سنة، إلى فنانة تشكيلية، ومصممة ديكورات ناجحة، تستلهم خطواتها من الطبيعة، والزخرفة الإسلامية والعربية.

مرت حياة “سهام الأمراني” الصحية بمراحل متعددة، حيث أُصيبت بالإعاقة على مستوى رجلها، في الثلاثة أشهر الأولى من حياتها، لكنها استطاعت المشي في عمر السنتين، لتعود معاناتها، وأسرتها مرة أخرى حين بلغت من العمر 12 ربيعا، ومن هناك بدأت المعاناة الحقيقية، سيما، وأن الوضع صار يتأزم بمرور العمر، لكن أسرتها استطاعت أن تحول هذه المحنة إلى مصدر للقوة، والإصرار على النجاح، خصوصا والدتها رحمة الله عليها التي كانت سندا حقيقيا، ومصدرا شجاعتها للمضي قدما نحو المستقبل المأمول.

تقول سهام في حديث من “العمق”: ” مرت حياتي بعدد من النكسات الصحية، لكنني قررت السير بخطوات محددة من أجل تحقيق طموحاتي، حيث كانت أسرتي، ووالدتي على الخصوص، يتعاملون معي بشكل عادي، وكنت أتحمل مسؤولية البيت، أسافر لوحدي، وأقضي كل أغراضي بنفسي، الشيء الذي ساهم في تكوين شخصيتي المستقلة، وصرت أعتمد على نفسي في كل ما يخصني”.

وتخرجت من المدرسة العليا للفنون الجميلة، حيث تعرفت هناك على زوجها، عاشا قصة حب جميلة، قاوما بسببها أسرتيهما معا، تقول بابتسامة عريضة:”رفضت أسرتي، وأسرة زوجي، زواجنا بسبب إعاقتي، وخوفا ألا أتحمل المسؤولية في بيتي، إلا أن المشاعر الجميلة التي كانت بيننا، قوت إصرارنا على هذا الزواج، ونجحت في تغيير الصورة النمطية للمرأة المعاقة لدى أسرتينا، ولو أن الأمر تطلب مني الكثير من التعب والعناء، سيما بعد إنجاب أبنائي الثلاثة، حيث صار الحمل ثقيل جدا، وصارت المسؤولية أكبر، وبالتالي صار التحدي أكبر في ضمان استقرار هذه الأسرة الصغيرة”.

وشاركت “سهام” في الكثير من المعارض داخل وخارج المغرب، كما واصلت الحضور للدورات التكوينية التي تتعلق بمجال اهتماماتها، لسنوات، وأصرت على إثبات ذاتها ببيتها كزوجة وأم، وكمقاولة ناجحة أيضا، لكن مع التقدم في السن، وبسبب مرضها، حالت الإعاقة دون تحركاتها المعتادة، توقفت عن سياقة سيارتها، وصارت تستعمل الكرسي المتحرك اليدوي، تم الكرسي المتحرك الإلكتروني، الذي صار يحد بعض الشيء من حركيتها خصوصا في ظل شبه انعدام الولوجيات في المغرب، التي تشكل مأساة حقيقية للأشخاص في وضعية إعاقة.

لكن رغم كل هذه الصعوبات، أسست “سهام” لبيت هادئ، وطورت مشروعها لتتبث وجودها كفنانة تشكيلية تحول قطع الثوب والخشب إلى لوحات فنية جميلة، كما تحدت كل تخوفات أسرتها لتؤكد أنه لا شيئ مستحيل مع قوة الإرادة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *