وجهة نظر

يوميات نظر من العلم والعمل

من مهد الصبا يتعلم الانسان النطق من السمع والنظر والتعبير عن الحاجة بالصوت واللسان، وحين تتأكد الاسرة من نمو نشئها وسلامة عقله وصوته ولسانه وسلوكه، تلحقه بمجال التربية والتعليم كي تنتقل به من حياة الفطرة والمشافهة اللسانية، الى مجال المعرفة اللغوية من العلم بالقراءة والكتابة .

مجال العلم :

هو مجال المعرفة العامة من المجتمع من الوجهة الدينية، والدنيوية، التي تجعل من الانسان كائنا مكتملا ماديا ومعنويا، ويتجلى ذلك من خلال المؤسسة التربوية بالمسجد، أو المدرسة، وما يهمنا من العنونة جانب المدرسة .

المدرسة :

مؤسسة تربوية تعليمية اجتماعية ، تسهر على تربية الاجيال المتعلمة من الطور الابتدائي، الى الطور العالي الجامعي ، فهي مهد التربية والتعليم من فضاءاتها العلمية .

حياتي المدرسية :

خلال حياتي المدرسية، كنا نتعلم بالفصل من مقعد الدرس على سبورة القسم، القراءة والكتابة بالدفتر من محبرة المقعد المدرسي بريشة المداد، والمنشفة المجففة للكتابة والمحافظة على نظافة الدفتر من سائل المداد .

كان استاذي العزيز، بعد الفراغ من الدرس، يكلف المجتهد منا بجمع الدفاتر، كي يحملها على دراجته الى بيته، ويسهر على تصحيحها من الأخطاء الكتابية .

ويتميز من اقلام الكتابة، قلم التصحيح لدى الاستاذ باللون الأحمر، وبه يحدد الخطأ من الكتابة ويضع العلامة عليها، كما يقدر عمل التلميذ، من التوبيخ أو التشجيع بالنقطة والميزة من هامش الورقة وراء السطر الأحمر .

النقطة التقديرية :

هي واجب المراقبة العملية، من المعلم نحو عمل التلميذ من القسم، وتأتي من المعلم الذي ينسب من الوظيفة الى وزارة التعليم، بعد تخرجه من مدرسة المعلمين، بدرجة معلم، ومن ارتباط عمله بالمدرسة يدعى مدرس، وبالفصل التعليمي يناديه التلامذة من اسم استاذ

ومن خلال المرحلة الابتدائية بالتعليم العمومي، يتعلم التلميذ القراءة والكتابة، والتعبير اللغوي والفني والحساب من ضروبه العددية وأعداده العشرية .

ويكون الطور التعليمي محل متابعة علمية يومية، ومحل نقطة تقديرية للمجهود من الاستاذ، تفصح عن سهر المعلم ومجهود التلميذ من المادة التعليمية .

وإن يتميز التعليم من طوره الابتدائي عن غيره من الاطوار التعليمية، بوضع النقطة من المراقبة على الدرس مصحوبة بالميزة التنظيرية من هامش الورقة

فإن العمل يجري على غير ذلك من التعليم الثانوي، والعالي، إذ لا تمنح النقطة من الاستاذ، الا خلال فترة الاختبار الكتابي والشفاهي

أما من مرحلة إعداد الاطروحة، فإنه يستغنى عن النقطة بالميزة المشرقة من الدرجة، التي تتولى تقديرها اللجنة المشرفة .

وفيما يخص المرحلة التعليمية، تحسب النقطة على وجه التقدير الممنوح من درجات متدنية أو اجتهادية على الترتيب التنازلي: متفوق، حسن جدا، حسن، مستحسن، لابأس به، متوسط، نظر، ضعيف، ضعيف جدا، يعتبر ، لا يعتبر، ومن غير عبرة، تعني من هذا الأخير النقطة الصفرية ،00 لا شيء، الى المتفوق من النقطة 10 .

واجب الاسرة نحو التعليم :

واجب الاسرة من التعليم لا يتوقف على تأدية واجبات المتابعة الدراسية، بل متابعة مجهود المتعلم من البيت، ومن المؤسسة التربوية وخلال مرحلة المدرسة والبيت، كانت والدتي، كلما عدت من الدرس، تحضر لي الوجبة الترحيبية، وتغلق باب الدار لمنع الخروج الى الشارع، والتفرغ من المدرسة الى الدرس .

بينما حين يأتي الوالد، يسألني عن اليوم المدرسي، ويطلب تحضير الدفتر، لتفحص ماذا كتبت من حضوري بالقسم، وينظر في الهامش الى ملاحظات الاستاذ، وبخاصة النقطة .

وكثيرا ما كان يقف ملاحظا حين يسجل الاستاذ ملاحظته من اسم، نظر، من غير افصاح عن التنقيط، حيث يتابعني الاب بانني لم أبذل اي مجهود، يستحق وضع النقطة على الدرس، لأن الاستاذ لم يمنحني أي نقطة .

طرائف النقطة المدرسية :

بعد ملاحظات الوالد قمت وطرحت بالقسم السؤال على الاستاذ، قبل أن أصل الى المساءلة، فأجابني، عليك أن تبدل المجهود أكثر كي تحصل على النقطة .

وحين ضاق صدري، توجهت نحو استاذ صديق لنا بالمدرسة، فطرحت عليه السؤال الذي يعترضني به الوالد، فأجابني أن المعلم حين يتسرب اليه التعب من كثرة التصحيح، يعبر بالهامش أنه نظر الى الشيء، وكفى من التنقيط، ومن وجهة النقطة تعني 04 .

وبعد مدة وحين التنقيط بالدفتر، منحني نظر 03، بينما منح صديقي بالمقعد ضعيف04، فاحتدم الجدل بيننا من النقطة، ورحت ثانية عند الاستاذ متسائلا ҁ استاذ نظر،، خير من ضعيف، ولما Ị منحتني 03، ومنحت صاحبي 04، فأجاب، نظر أفضل من النقطة، وتعني مقبول .

ولما التقيت استاذنا الصديق، تبادلنا الحديث، فصدمني بالقول أنت كسول،.. واه، لماذا يا الاستاذ، أنت لست معلمي،… وبادلني، سأقولها الى معلمك، والله لو قلتها، لن اشتري من عندك ولو ورقة، فأجاب آتي عندي الى القسم، وسأمنحك نقطة05 .

الحياة العملية :

هي مجال العمل النشيط من حياة الفرد داخل المجتمع، حيث يخرج الفرد الى دائرة الحياة من تحت جناح والديه، وهما وليا أمره، الى حياة الكد العملية من جهده الخاص، ودوره الاجتماعي .

والحياة العملية بالمجتمع جزء لا يتجزأ من الحياة العامة، وإن تختلف علما، وعملا, من الوجهة التنظيمية، حيث التنظيم، والمواظبة، والقيام بالواجب، والتحلي بالمهنية، وحسن المعاملة، وكل عام وأنت بخير .

ومن حسن حظي في حياتي العملية، أنني وجدت في أصدقائي من المهنة، اساتذتي، وفي أساتذتي من رؤسائي، أولياء أمري، فكما تدرجت في مجال التعليم متعلما، وجدت نفسي في مجال العمل متعلما، والحياة تعلم، وتضع الانسان من غير علو عن العلم .

وهكذا كنت من قرارة نفسي، في حياتي العملية دائما اقيم عملي، وأجعله محل نظر من اصدقائي بالعمل، قبل عرضه على نظر اساتذتي، وكان في الغالب الأعم يتسم بالقبول .

ويوم تحصيل الحاصل، وحين يستشف منا الغضب، يكون العمل قد انقطع به الحبل، حيث لاتصلنا المادة الأولية، لعجز عن السداد المادي، ترانا نتلوى كيف نقضي اليوم، وهو عسير .

ترانا كل يبحث من جهته من اين يتلقى الخبر، لنلتقي على الطاولة، ويستمر العمل كالعادة من غير حاجة ولا ضائقة .

وحين يكتشف الممونون أنهم هم الخاسرون، ومن تحصيل الحاصل حاصلون، لا ينكرون الضيق والتعامل باليسر الى حين

وكثيرا ما يكون العمل من مجريات القلم، كالحديث المغزل، لا إحساس بالتعب الا من قلة العمل .

وهكذا ان جمعتنا مع اصدقاء الدرس صور وذكريات، فارقتنا مع اصدقاء العمل متعة القسمات والأوقات .

وكم كانت الحياة الى جانب ومع والداي اسعد ايام حياتي، وكذلك امتع ايام حياتي من وسط الاسرة المهنية، وأيضا كان اجمل ما تعلق بذهني من اعمال المعلم، حين يلقي النظرة في الدفتر وينظر خدمات عمله من اسم نظر . وهي قبلة عمل مني فوق يعتبر .

أما التنقيط في الحياة العملية، فيجري من اوجه ثلاثة، وذو الثلاثة سريع متفوق، والضعيف يعتبر، بطيء أقدمي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *