أدب وفنون، حوارات

مغربية تحيي خربوشة بطريقتها.. هاجر: العيطة صعبة وأعشق نعيمة سميح (فيديو)

هاجر شريد – صحفية متدربة

هاجر البهيوي، شابة مغربية استطاعت في وقت وجيز أن تلفت إليها الأنظار على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب اختيارها السباحة عكس التيار في مجال الغناء، إذ اختارت أن تحيي تراث الفنانة حادة‭ ‬الزيدية المعروفة بـ”خربوشة”، والتي ارتبط إسمها بانتفاضة أولاد زيد ضد القايد عيسى بن عمر العبدي.

في هذا الحوار مع جريدة “العمق”، تقول هاجر البهيوي إن اختيارها إحياء تراث “خربوشة” نابع من عشقها لهذه الفنانة التي تمثل رمزا للمرأة المغربية المقاومة والمكافحة والحرة، التي تقف في وجه الظلم وفي وجه من قالوا لها إنها لن تصل يوما إلى ما تريد.

وفي مايلي نص الحوار الكامل:

متى بدأ شغفك بالغناء؟
منذ أن كنت صغيرة وأنا أمارس الغناء سواء في المدرسة أو دار الشباب، وذلك من خلال غنائي في الحافلات المدرسية وغيرها من الفعاليات، إلى جانب مشاركتي في بعض المسابقات المحلية، لكنني أطمح للمشاركة في مسابقة للمواهب العربية في القريب العاجل إن شاء الله.

لماذا اخترت الغناء لخربوشة؟
مؤخرا، وكما يعلم الكثير من الناس أنني أشتغل على محتوى له علاقة بكل ما يخص التراث المغربي ليس في مجال الغناء فقط بل في مجالات مختلفة مثل التصوير واللباس وغيره. فالغناء لخربوشة كان جرأة مني لأنني أدرك جيدا أن غناء العيطة ليس سهلا كما يتوقع البعض بل أصعب، ولا يمكن لأي أحد كان إتقانه.

والحمد لله أن هذه الخطوة التي أقدمت عليها تكللت بالنجاح، والدليل على ذلك تفاعل الناس مع الفيديو، حيث أنه لقي رواجا واسعا في مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي يدفعني إلى الاشتغال على أغاني أخرى مقتبسة هي أيضا من التراث المغربي ولكن بنكهتي وطريقتي الخاصة من أجل إظهار هذا التراث في أبهى حلة وأجمل صورة.

ما الذي تمثله لك هذه الفنانة؟
خربوشة هي مثال للمرأة المغربية المقاومة والمكافحة والحرة، التي تقف في وجه الظلم وفي وجه من قالوا لها إنها لن تصل يوما إلى ما تريد، ومما لاشك فيه أن الكثير من المغاربة يعرفون حكايتها المؤثرة، فهي خلفت رصيدا من الأشعار والتي تعرف اليوم بالعيوط في الثقافة الشعبية.

وبالتأكيد أتمنى أن أكون مثل هذه الفنانة القوية والحديدية الواثقة من نفسها وأهدافها.

حديثنا عن تفاصيل اللباس الذي ظهرت به؟
بخصوص اللباس لا أشتريه أبدا كما يظن البعض، فهو جزء لا يتجزأ من التراث العائلي الذي أعتز وأفتخر به، كما أنني جد سعيدة لقيامي بإحياء هذا التراث بطريقتي الخاصة، ويجب أن أشير أن كل قطعة من اللباس الذي كنت أرتديه لا يقل عمره عن عشرين سنة، وبالتالي فهو ليس رخيصا بل لا يقدر بثمن، وبالنسبة للقفطان الذي ظهر في الفيديو فهو كان عبارة عن هدية لأمي بمناسبة زواجها، إضافة إلى حزام فهو لجدتي والذي يبلغ عمره أكثر من أربعين سنة، إلى جانب الإكسسوارات التي هي أيضا تنتمي إلى هذا التراث العائلي.

ألم تتخوفي من الغناء الشعبي؟
سؤال في محله، فنحن مع كامل الأسف نرى الفنان الذي يقدم هذا النوع من الغناء بصورة خاطئة، وننسى أنه في جميع المجالات دائما ما نجد جانب سلبي وايجابي ليس في هذا المجال فقط،، فإذا ذهبنا إلى التراث المغربي، واستمعنا إلى الكلام الذي كان يقال في ذلك الوقت من قبل الشيوخ الكبار في فن العيطة، سنجد حتما أن ذلك الكلام ليس اعتباطيا بمرة بل لديه قيمة ومعنى، وأن كلمة تحمل الكثير من رسائل والأهداف، وأنا شخصيا لا أبحث عن شهرة بقدر ما أبحث عن القيمة والمعنى.

تفاعل الكثير مع مقطع الفيديو الذي نشرته وأنت تغنين لها، هل كنت تتوقعين ذلك؟
نعم كنت متوقعة ذلك، فكما أشرت سابقا أنني بالأساس أشتغل على هذا المحتوى الذي له علاقة بالتراث المغربي، والذي أطلقت عليه اسم “الماضي بنكهة الحاضر”، أي أنني أقوم بإعادة إحياء هذا التراث بطريقتي الخاصة. فمعظم الناس الذي يتابعونني على مواقع التواصل الاجتماعي يعلمون جيدا أنني أعمل على هذا المحتوى منذ مدة وبالتالي فالفيديو كان تكميلا لما أقوم به، إضافة أنني لم أشعر بالخوف من هذه الخطوة.

هل تفكرين في احتراف الغناء؟
بتأكيد أفكر في الأمر، لكن حاليا أحاول التركيز على دراستي أكثر لأنها الأهم، فبعد انتهائي من الدراسة ووصول إلى أهدافي، يمكنني حينها التفرغ للأشغال على الغناء أكثر ولما لا احترافه أيضا ومشاركة في برنامج للمسابقات المواهب العربية.

من هو أو هي قدوتك في الفن؟
ليس لدي قدوة، لكن يوجد الكثير من الفنانين المغاربة الذين أحبهم، وأرفع لهم القبعة في كل مرة أستمع إليهم، فهناك العديد من العمالقة في الفن المغربي الذين أقدرهم وأحترمهم جدا، كفنانة القديرة نعيمة سميح، والفنان الكبير محمد الحياني، وغيرهم من الفنانين الذين لن يسعني المجال لذكرهم جمعيا.

ألا تفكرين في المشاركة في برامج المواهب العربية؟
رغم أنني أرى نفسي مستعدة لذلك، لكن أظن أن ذهابي إلى برامج المواهب العربية يتطلب مني الاشتغال على نفسي أكثر وتطويرها أكثر، فكلما اشتغلت أكثر أضاعف حظوظي في الفوز وهذا ما أتمنى إن شاء الله.

ما هي رسالتك للمواهب المغربية؟
رسالة التي يمكنني أن أقولها لكل شخص لديه موهبة أو يطمح إلى فعل شيء، لكنه يشعر بالخوف، ويخشى ردة فعل الناس، أنه يجب أن يتشجع للقيام بما يرده بكل الحب وإخلاص، لأن الإنسان الذي يقدم عمله بكل حب وشغف بتأكيد أن الناس أيضا ستحب ذلك العمل وستقدره جدا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • مستعار
    منذ 4 سنوات

    جميل