أدب وفنون

بعد احتراقها.. مبادرة تعيد الحياة لمحلات الكتب المستعملة بمراكش

أقدم مثقفون في مدينة مراكش على مبادرة لـ”إعادة الحياة” لمحلات بيع الكتب المستعملة، والتي تعرضت أخيرا إلى حريق مهول حوّلها إلى ركام.

وقال الناشط الجمعوي صلاح الدين أولاد الشيخ  لجريدة “العمق”، إن الكتبيين تلقوا الثلاثاء الدفعة الأولى من الكتب، مشيرا إلى أن الأيام القادمة ستعرف مزيدا من الدعم للمتضررين.

بدورها قالت الفنانة المسرحية نزهة حيكون لجريدة “العمق” إنها تلقت العديد من الكتب جديدة وقديمة من داخل مراكش وخارجه، من أجل توزيعها على المحلات التي فقدت كتبا قيمة خلال الحريق.

وأضافت أن هذه المبادرة تروم رد الاعتبار للفعل الثقافي في المدينة، مبرزة أنها ترجو أن تتطور ليصبح الفضاء الموجود بباب دكالة أكثر جمالا وقادرا على جلب مزيد من الزوار قصد إعادة خلق حركية للقراءة.

وأكدت حيكون على أن هذه المحلات ساهمت دائما في إعلاء شأن العلم والعلماء، والثقافة والمثقفين، مشيرة إلى أن محلات بيع الكتب المستعملة كانت تضم و ما تزال أمهات الكتب، ووفرت للطلبة والأساتذة الباحثين مراجع ومصادر مهمة، كما كانت محج عشاق كتب الأدب والفن، والتلاميذ الذين يبحثون عن مقرراتهم الدراسية بأثمنة مناسبة.

ومن المثقفين الذين شاركوا في المبادرة، نجد الشاعر والمخرج السينمائي عبد المجيد أذهابي الذي تبرع بعائد من ديوانه الجديد لفائدة المتضررين.

وقال أذهابي لجريدة “العمق” إنه لبى نداء التضامن مع فئة متضررة من الحريق، لكن عمق المبادرة يكمن في “إعادة الروح” إلى مكان ارتبط به أهل مراكش ومثقفوها وجدانيا.

وعرفت المبادرة التي انطلقت من مواقع التواصل الاجتماعي تفاعل عدد من مثقفي المدينة المعروفين. وبادر عدد من هؤلاء إلى الدعوة إلى عودة “الكتبيين” إلى جانب مسجد الكتبية، مكانهم الأصلي.

وكتب الأستاذ الجامعي عبد الوهاب الأزدي “على كل مثقفي المدينة وعلمائها وشعرائها استعادة مكتبات المدينة التي احترقت واستعادة الفضاء الأصلي للكتب، فالكتبية من الكتبيين”.

فيما عبر الروائي والمترجم أحمد اللويزي عن تضامنه مع المتضررين، قبل أن يكتب تعليقا على المبادرة “شكرا جزيلا لكم أيتها الصديقات والأصدقاء، على هذه الروح التضامنية الهائلة، هناك مبادرة أولية الآن، ابتدرتها ثلة من المبدعين والفنانين والمثقفين والأساتذة والتلاميذ لتقديم بعض المدد لهؤلاء المتضررين”.

وأضاف “لكننا نحتاج إلى فعل رسمي حقيقي من طرف المسؤولين في المدينة والجهة والدولة كذلك، لأن الكتبيين جزء لا يتجزأ من تراث هذه المدينة، ودعامة ثقافية حقيقية لها!”.

وجاء التعليقات مثمنة للفكرة ومظهرة حجم التضامن والمشاركة في نجاحها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *