وجهة نظر

أي دور للمجتمع المدني في محاربة “كوفيد 19″؟ جهة الدار البيضاء سطات نموذجا

منذ انتشار فيروس كوفيد19 على المستوى الوطني، تحركت قوى المجتمع المدني بجهة الدار البيضاء سطات، على عدة جبهات، من أجل مواجهة انتشار فيروس كرونا، وكسر شوكته، علما أن اقتصاديات دول كبرى حالت دون ذلك، وأثرت سواء على مستواها الدولي أو اقتصادها المحلي، لكل هذه الأسباب والتداعيات بادرت المنظمات الغير الحكومية والمتمثلة في المجتمع المدني إلى العمل على استيعاب الدروس والوقوف وقفت رجل واحد تحث راية ووحدة البلد، ومحاولة التخفيف من آثار وتداعيات جائحة كوفيد 19 سواء على المستويين الاجتماعي أو الاقتصادي وحثى النفسي منه وذلك نظرا لمخلفات وتداعيات الحجر الصحي على المواطن المغربي.

وتتعدد هذه المبادرات، التي اتسمت بنوع من التنسيق مع السلطات المحلية، بين إيواء من لا مأوى لهم، أو عبر توزيع بعض المساعدات الغذائية لتخفيف العبء على بعض الأسر المعوزة، أو من خلال فتح بعض المنصات الرقمية من لقاءات وندوات ودورات تسعى إلى التوعية بمخاطر فيروس كرونا.

وعلاوة على الحملات التحسيسية عبر المنصات الافتراضية، باشرت هذه الجمعيات إلى الانتقال من ما هو رقمي إلى العمل على أرض الواقع عبر انجاز عدة ملصقات للتعريف بخطورة المرض، وحثها المباشر بضرورة اتباع قواعد السلامة الصحية من تباعد اجتماعي والغسل الفوري بمواد التعقيم الصحي.

وتجدوا الإشارة أن مبادرات المجتمع المدني بالجهة، هي تأصيل فقط للحس الوطني والتضامني، الهدف منه إرسال إشارات قوية للمواطن المغربي من أجل الانخراط في روح المبادرة والمسؤولية التضامنية من أجل تجاوز ولو بالإمكان هاته المحنة العصيبة التي ألمت بوطننا العزيز.

وقد نجد على سبيل الحصر بعض النماذج التي كان لها وقع مباشر كإقدام بعض الجمعيات بالمدينة القديمة للدار البيضاء على تقديم الدعم والمساندة لفائدة أبناء الفئات الاجتماعية الهشة، بعض أن خضعت للحجر الصحي بإقاماتهم السكنية.

ويتعلق الأمر بتقديم مجموعة من الهواتف الذكية لفائدة تلاميذ أبناء المدينة القديمة بمبادرة من جمعية جدور المدينة للتنمية والتضامن، وجمعية الخير للتنمية والتواصل، وذلك بشراكة مع مؤسسة جسور جود التنمية.

وتسعى هذه المبادرة لتمكين التلاميذ من استكمال دروسهم ومحاربة انقطاعهم عن الدراسة عن بعد. كما نجد من بين هذه النماذج أيضا من المبادرات مجموعة شباب الخير سيدي مومن الدار البيضاء، التي بادرت إلى دعم المئات من الأسر المعوزة التي تضررت وضعيتها الاجتماعية في ظل الإجراءات والتدابير الاحترازية للحد من تفشي وباء كرونا المستجد.

وسعيا منها للتخفيف من آثار هذه الجائحة، قام أعضائها بتوزيع نحو 750 قفة تشمل مجموعة من المواد الاستهلاكية الأساسية على الأسر الفقيرة بحي سيدي مومن.

كما لا نستثني كذلك وبفعل القرب المحلي من مسقط رأسي عمالة مقاطعة سيدي البرنوصي، عملت بعض قوى المجتمع المدني من جمعيات للحد من انتشار وباء كوفيد 19، على خلق خطة اشتراكية مبنية على مقاربة تدبيرية للمرحلة بتراب العمالة للعمل على أرض الواقع من مبادرات تحسيسية لمجمل أسواق القرب والتي تشملها الحركة الدؤوبة للمواطن المغربي، من أجل توعيتهم على احترام قواعد السلامة الصحية، اضافة الى القيام بحملات تعقيميه للعديد منها.

وعطفا عما سبق لقد ثبت خلال الأيام القليلة الماضية، بما لا يدع مجالا للشك، أن المغاربة وبفضل تظافر كل الجهود أكدوا أن وحدة الوطن هي فوق كل شيء، رغم اختلاف مشارب وأفكار وتوجهات المواطنين، إلا أن وحدة الصف والتضامن وأخد روح المبادرة تعد تجسيدا لروح المواطنة وحب الوطن المتجذر فينا، كما أن جائحة كرونا منحت كذلك للجمعيات المغربية مراتب متقدمة سواء على المستوى الوطني أو الدولي.

* طالب بسلك الماستر التشريع وعمل المؤسسات الدستورية والسياسية بكلية سلا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • هنية العيدي
    منذ 4 سنوات

    اريد رقم هاتفكم او ان اتوصل معكم