مجتمع

برلماني يكشف “اختلالات خطيرة” للوضع الصحي بطنجة.. ويدعو رئيس الحكومة للتدخل العاجل

كشف البرلماني عن مدينة طنجة محمد خيي، عن “اختلالات خطيرة” في القطاع الصحي بعاصمة البوغاز مرتبطة بتدبير ملف “كورونا”، موجها نداءً إلى رئيس الحكومة من أجل التدخل العاجل واتخاذ ما يلزم من تدابير وقرارات مستعجلة لتعزيز العرض الصحي بالمدينة وتوفير الإمكانات البشرية واللوجستية والتقنية الكفيلة لمعالجة “الاختلالات الخطيرة”.

وقال خيي في رسالته إلى العثماني، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منها، إن مؤشرات انتشار وباء “كوفيد 19” بطنجة “مقلقة للغاية وتنذر بحصول الأسوأ لا قدر الله، وذلك أمام الإشكالات البنيوية والعميقة للمنظومة الصحية بعمالة طنجة أصيلة وافتقادها المزمن للموارد البشرية والأطر الصحية الكافية حتى في الوضع العادي والطبيعي، ناهيك عن كفايتها لمواجهة تحدي انتشار الفيروس وما فرضه من تحديات استثنائية وغير مسبوقة”.

وأشار البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، إلى عدم كفاية أسرة الإنعاش بالمستشفيات المخصصة لاستقبال الحالات الحرجة المصابة بـ”كوفيد 19″، قائلا: “بلغني وجود مصابين بالمستشفى يصنفون كحالات حرجة لم يوفر لهم سرير الإنعاش ولا حتى أجهزة التنفس الاصطناعي”.

وأوضح أن هناك “نقصا معيبا في المستلزمات والتجهيزات الطبية، وقد بلغني بكل أسف أن أطر المستشفيات المعنية باستقبال الحالات الحرجة يقفون عاجزين أمام حالات صعوبة التنفس واختناق المرضى دون القدرة على توفير أجهزة الأوكسجين وهو أمر غير مقبول إطلاقا”، وفق تعبيره.

وسجل خيي “النقص الحاد في الأطر الطبية والشبه طبية بالمستشفيات العمومية بالمدينة وبشكل خاص في المستشفيات المخصصة للتعامل مع وباء كوفيد 19، مما يعني ضغطا متزايدا واستنزافا للأطر العاملة في القطاع والتي اشتغلت في مواجهة الوباء منذ أكثر من أربعة اشهر دون توقف ودون أمل في الحصول على استراحة تمكنهم من التقاط الأنفاس وهو ما فاقم أعبائهم النفسية”.

كما أشار إلى الحالات الإيجابية في صفوف الأطباء والممرضين الذين يدخلون مرحلة الحجر الصحي وما ينتج عن ذلك من تعميق للخصاص وتدهور للخدمات كما وكيفا.

وقال في رسالته: “تشهد منظومة الصحة بطنجة حالة عجزا غير مفهوم للاستجابة لطلبات إجراء الفحوصات والكشف عن فيروس كوفيد 19، حيث يؤسفني إبلاغكم بكل مرارة عن الظروف المهينة لكرامة الانسان والتي لا تأخذ بعين الاعتبار معاناة المريض أثناء عملية انتظار إجراء اختبار الكشف عن الفيروس”.

وكشف المتحدث أن المريض وأهله يقفون لساعات طويلة تحت أشعة الشمس، مما سبب ولازال، حالات من الإغماء والفوضى أمام مستشفى محمد السادس بالخصوص الذي تركزت فيه مؤخرا عمليات الفحص.

كما أن الاتصال بالرقم الهاتفي المخصص للإبلاغ عن الحالات المشكوك فيها، نظرا لظهور أعراض على المريض وبتوجيه من طبيب، أمر يكاد يكون غير مجد، مما يضطر المواطنين للانتقال للمستشفى مباشرة دون أن تكون هناك إمكانية لاستقبالهم وتلبية طلبهم، يضيف خيي.

وأشار البرلماني إلى أن هناك إجماعا تقريبا من مختلف فعاليات مدينة طنجة، بما فيها التمثيليات النقابية للأطر الصحية، حول وجود أزمة تواصل بينها وبين المندوبية الجهوية والإقليمية للصحة، وهو ما تعكسه حالة الضبابية الموجودة لدى الجميع تقريبا، فعلى قدر تسارع المستجدات الصحية على قدر غياب التواصل وتداول المعطيات الصحيحة وشرح للإجراءات المتخذة من السلطات الصحية.

وتابع قوله: “لا يخفى على أي متتبع لتطورات الوضع الوبائي بالمدينة وجود قدر كبير من الارتجالية في إصدار القرارات والتدابير الصحية بمدينة طنجة وتضاربها وعدم فعاليتها في مواجهة الوضع الوبائي، وهو ما يعزز حالة التذمر بين الساكنة وعدم ثقتها في فعالية بعض الإجراءات”.

واعتبر أن هذا الوضع “ينعكس سلبا على الصورة الإيجابية والانطاع الجيد الذي كونه الرأي العام بخصوص مختلف التدابير التي نجحت من خلالها الدولة المغربية بكل مكوناتها في تدبير ناجح وناجع للتداعيات الصحية والاقتصادية والاجتماعية لجائحة فيروس “كوفيد 19”.

وأضاف خيي أنه سبق تنبيه الحكومة مرارا ومنذ سنوات إلى أعطاب المنظومة الصحية بمدينة طنجة على الخصوص، “ووقفنا على محدودية العرض الصحي العمومي بهذه المدينة التي تحتضن ما يناهز مليون مغربي وتعتبر ثاني قطب اقتصادي على المستوى الوطني”.

ولفت إلى أن المدينة “تشهد اختلالا واضحا وبينا على مستوى التوازن المطلوب بين عملية التسريع الصناعي والتنموي الإيجابي والمحمود من جهة، وبين الخصاص الكبير على مستوي تقديم الخدمات الأساسية وعلى رأسها خدمات الصحة العمومية بكل أسف”.

إلى ذلك، دعا البرلماني ذاته رئيس الحكومة إلى مراجعة تصنيف مدينة طنجة في المنطقة 2 “بما يحقق أغراض تخفيف تدابير الحجر الصحي وبما لا يتناقض مع تشديد التدابير الاحترازية وتطويق حالة الارتخاء في الالتزام بها”.

كما طالب خيي باستثناء مدينة أصيلة من المنطقة 2 على اعتبار أنها غير معنية بالحالة الوبائية الموجودة بمدينة طنجة، وعدم اعتبار التقسيم الإداري كمحدد في التصنيف، حسب نص الرسالة.

واليوم الخميس، سجلت جهة طنجة تطوان الحسيمة 119 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد، 110 منها بطنجة، كما سجلت المدينة ذاتها 5 وفيات من أصل 7 تم تسجيلها بالمملكة خلال الـ24 ساعة الأخيرة، لترتفع بذلك حالات الوفاة بجهة الشمال إلى 82، 71 منها بطنجة.

وبهذه الحصيلة، يرتفع مجموع الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا بجهة طنجة تطوان الحسيمة إلى 3931، ما يمثل 21,52 من العدد الإجمالي الوطني للإصابات، 2483 منها بطنجة، فيما تتصدر الجهة عدد الحالات النشطة إلى حدود اليوم بـ703 حالة، منها 435 بطنجة.

* الصورة من الأرشيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *