وجهة نظر

صفقة النظافة بالعرائش: 0⁒ كحول.. عفوا 0⁒ موقف

لأنّ اللعب مع الكبار لا تُحمد عواقبه ، و لأنّ سياسة الأطفال تحتاج إلى حفاظات، فإنّ المصادقة على صفقة التدبير مرفق النظافة بجماعة العرائش خلال الدورة الاستثنائية الاخيرة مرّ بكامل النظافة و أدواتها بما فيها تعرية كل المواقف وهي :

1 : فراغ مقعد المعارضة .
2 : تحول المجلس كُله إلى الأغلبية ، فيها المصادق و فيها المتحفظ .

فمقعد المعارضة أصبح في تقدير البعض يضُر أكثر مما ينفع و المدينة على عتبة الانتخابات ، و الانحياز إلى الأغلبية هو موقف اللاموقف فَأنْ يختار حزب في حجم ” العدالة و التنمية ” الذي ناهض شركة ” هينكول “و طالب بإخراجها من المدينة ، موقف التحفظ فهو دليل على أنّ اليد التي تتحكم في الحزب محليا قد فقدت البوصلة رغم توفر التنظيم على أطر في المستوى و مشهود لها بالعفة و نظافة اليد و حكمة التفكير ، لأن عدائهم معلن ل “هينكول ” يُحتم عليه أن يُصادق على الصفقة الجديدة كما أنّ مراسلة السيد ” العامل ” حول عدم التوصل بأوراق الصفقة التكميلية كان يفتح له الباب لتقديم موقف معارض …

لكن اختار حزب ” العدالة و التنمية ” بدون تفسير منطقي أو سياسي مَوقف التقية و اللاموقف تجنبا لإغضاب جهة ما خارجية و تقديم عربون مًصالحة و همي لها ، و كذلك تتجنب أوساط داخلية طالبت بمحاسبة و كشف استفادة قياديين محليا من هيبات مالية دون المرور من الحساب الرسمي للحزب … إنه موقف اللاموقف المعبر عنه من طرف أكبر حزب بالمدينة قد زعزع بشكل فضيع الصورة العامة و كشف تخبط اليد المتحكمة في التنظيم المحلي و استعدادها لمغامرة في سبيل حسابات فارغة تهدُ البيت على من فيه عِوضَ الدفع بالحزب ليكون النموذج في التدبير و الحكامة و نظافة اليد و استقلالية القرار .

إننا الآن بسبب العيش في تجربة فريدة يخلوا فيها مقعد المعارضة و تتوزع الأغلبية بين اليمين و الوسط و اليسار ، حتى أنّ موقف حزب ” الاتحاد الاشتراكي ” كان أكثر جُرأة وحدّة في طرحه داخل اللجان و كان له ضربات تُبرز مجموعة من الثغرات للتعاطي مع الصفقة رغم تصويته التزما منه بالأغلبية و تحمل المسؤولية السياسية و لم يتحفظ .

إنّ القرار السياسي يحتاج دائما إلى موقف سياسي لتصرفيه، لكن يظهر أنّ مبدأ التقية و الاستفادة من كل المواقف أراح ” الإخوان ” من إعمال العقل و اختاروا النقل ، وبذالك سيدفعون بالمزيد من الأتباع إلى الاعتزال و الابتعاد عن السياسية … نحن في حاجة إلى أحزاب قوية تقودها نخب قوية وواضحة و صريحة و ليس لها ازدواجية الشخصية ، و لا فرق لديهم بين الحلال و الحرام إلاّ نسبة الكحول في المشروب !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *