مجتمع

أطفال اغتصبوا وأزهقت أرواحهم .. “العمق” تعيد تركيب تفاصيل جرائم وأد البراءة

اغتصاب الأطفال

أعادت فاجعة الطفل عدنان، الذي عثر على جثته ملقاة بمنطقة خلاء مجاورة لمنزل أسرته، قبل أيام قليلة بمدينة طنجة، ” أعادت ” إلى الواجهة جرائم درامية ذهب ضحيتها عشرات الأطفال، عمد الجناة إلى اغتصابهم وشنق أرواحهم دون شفقة أو رحمة.

موقع ” العمق” يعيد تركيب تفاصيل بعض الجرائم التي استهدفت البراءة، وما رافقها من جدل مجتمعي حول تطبيق عقوبة الإعدام.

عدنان.. يوم أسود

جريمة قتل الطفل عدنان أبكت البشر والحجر، وهزت البلاد والعباد، بما تحمله من بشاعة في الفعل، وسخط عارم اتجاه الفاعل؛ إنه وخش في صفة إنسان، أجمع الكل على عقابه أشد عقاب، بل من المواطنين من طالب بتطبيق الإعدام في حقه، لأنها العقوبة الوحيدة التي قد تشفي جرح أمة بأكملها.

مكناس تهتز.. طفل معلّق بجوار الأكاديمية

قبل أزيد من سنة اهتزت العاصمة الإسماعيلية على وقع جريمة قتل بشعة راح ضحيتها طفل عثر عليه داخل منزل مهجور بمحاذاة الأكاديمية القديمة بصهريج السواني.

واقعة العثور على طفل في ربيعه الثامن، استنفرت السلطات الأمنية والقضائية، بما فيها والي أمن المدينة الذي طار إلى موقع الجريمة، التي ما زالت تقيحاتها تسكن ساكنة بني محمد، وعموم أهل المدينة.

تفاصيل الجريمة البشعة تبدأ منذ اللحظة التي عثر فيها على الطفل معلّقا بواسطة حبل جرى تثبيته في نافذة حجرة منزل مهجور، حيث وُجد مجردا من ملابسه التحتية، وآثار الاعتداء بادية عليه، قبل أن يتأكد أنه اغتصب قبل قتله بوحشية.

السلطات الأمنية بولاية أمن مكناس، وبتعليمات النيابة العامة المختصة، تمكنت من فك لغز الجريمة، وأحالت المتهمين على العدالة، في وقت ظل المواطنون يطالبون، كما طالب أهل طنجة، بتطبيق عقوبة الإعدام في حق المعتدين.

فاس.. طفل برأس القليعة!

مشهد العثور على جثث أطفال رُضّع بات مألوفا بشوارع عدد من المدن المغربية، لكن المشهد اللامألوف هو العثور على جثة أطفال وقاصرين، كما حصل برأس القليعة بحي باب الفتوح، حيث تم العثور على طفل يبلغ من العمر 15 سنة، توفي في ظروف غامضة، بعدما غادر منزل أسرته في ظروف غامضة كذلك وظل يعيش حالة التشرد بأحياء فاس، قبل أن يعثر عليه مواطنون جثة هامدة شهر يوليوز الماضي.

واقعة ” الباب الحمرا ” بباب الفتوح سبقتها جرائم قتل مماثلة بأحياء المدينة، بعضها متصل بحوادث اغتصاب، والبعض الآخر مواجهات وانتقام آخر الليل.

جرائم مأساوية وجدل مجتمعي..

لا يمكن حصر الجرائم التي استهدفت البراءة، والتي هزت مشاعر المواطنين هنا وهناك، خصوصا في ظل الأصوات المنادية بتطبيق عقوبة الإعدام، والتشديد في ممارسة مقتضيات القانون الجنائي، لأن العقوبة، حسب هذا الاتجاه، لا بد وأن تكون من جنس الفعل، بالإضافة إلى أن تجفيف الفعل الإجرامي الوحشي يمر بالضرورة عبر ” الإعدام”.

فاجعة عدنان كانت مناسبة لإعادة التأكيد على أن عقوبة الإعدام تتلاءم مع الفعل الإجرامي الوحشي، ولا يمكن التساهل مع هذا النوع من الجرائم، وهو ما تداولته مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انتشر هاشتاغ # الإعدام# كالنار في الهشيم، خصوصا في الساعات الأولى من اكتشاف الجريمة البشعة.

ضد الإعدام

‎المطالبة بتطبيق عقوبة الإعدام في حق مغتصبي وقاتلي الأرواح البريئة، قوبلت برفض من طرف أصوات حقوقية، منها موقف الناشط الحقوقي الامازيغي أحمد عصيد الذي وقف ضد تطبيق عقوبة الإعدام، وقال بأن هذه المقاربة ليست حلا لمنع ارتكاب الأفعال الإجرامية الوحشية.
ونشر تدوينة في صفحته أثارت الكثير من اللغط، بين من وصفها تحقيرا للداعين إلى تطبيق عقوبة الإعدام، وبين من وصفها ” بوليميك سياسي” في يوم اهتزت فيه مشاعر ملايين المغاربة حزنا على عدنان.‎
عصيد عاد لتوضيح ما كتبه، منبها إلى أنه أراد القول بأن مسألة معالجة الجريمة لا تمر بواقعة فريدة، وإنما بسياسة يعنيها محاربة أسباب الجريمة، نافيا ما تداوله الكثيرون بشأن نعته المطالبين بتطبيق الإعدام بأنهم ” لا يقلون وحشية عن مرتكب الفعل”.

السوسيولوجيا.. الجريمة صناعة

يذهب علماء الاجتماع إلى أن الجريمة صناعة تنتجها ظروف وبواعث، وكلما توفرت أسبابها ظهرت في المجتمع. المقاربة السوسيولوجية – الكلاسيكية أو المعاصرة – تنطلق من ضرورة تجفيف شروط الجريمة، ومعالجة أسبابها.

والدولة مسؤولة عن مواجهة التوحش، وتكريس العدالة، وفي هذا الباب يقول الأستاذ الباحث في الفلسفة والتربية، صاحب رواية ” بيوس أو طفل الحكمة والطقوس، عبد الإله حبيبي “تظل الدولة دوما هي الإطار والملاذ الذي عليه النهوض بتحقيق مطالب العدل والزجر والعقاب وإنصاف أسر الضحايا حتى تحضى باحترام وتقدير مواطنيها والخاضعين لقوانينها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *