سياسة

القاسم الانتخابي والاقتراع الفردي/ اللائحي والعتبة.. “العمق” تشرح مفاهيم انتخابية

مع اقتراب انتخابات 2021 أثير النقاش مجددا بين الأحزاب السياسية لتعديل القوانين والآليات المتعلقة بالعملية الانتخابية، من قبيل القاسم الانتخابي والعتبة والاقتراع باللائحة أو الاقتراع الفردي، حيث يعي الفاعلون السياسيون جيدا أن أي تعديل في هذه الآليات له تأثير مباشر على نتائج الانتخابات.

ففي الانتخابات البرلمانية التي تم إجراؤها في المغرب عام 2016، وأفرزت فوز حزب العدالة والتنمية برئاسة الحكومة، تم اعتماد التمثيل النسبي على أساس الاقتراع باللائحة.

الاقتراع الفردي/ الاقتراع باللائحة

اعتمد المغرب في الانتخابات البرلمانية الماضية نظام الاقتراع باللائحة، حيث قدم كل حزب مرشحيه في لائحة واحدة، يتم التصويت عليها في دائرة معينة.
أما الاقتراع الفردي الذي طالب حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالعودة إليه، فيتمثل في تقسيم الدوائر الانتخابية بشكل متساو، إذ تتوفر كل دائرة على ممثل وحيد في البرلمان.

العتبة

تعد العتبة من الآليات التي يثار حولها نقاش وجدال كبير بين الفاعلين السياسيين كلما اقترب موعد الانتخابات البرلمانية، نظرا لتأثيرها الكبير على نتائج الانتخابات، إذ أن المطالبين برفع العتبة يعبرون عن تخوفهم من “بلقنة” المشهد السياسي، فيما يقول المطالبون بتخفيض العتبة إن غايتهم هي تمكين الأحزاب الصغيرة من دخول البرلمان.

ففي انتخابات 2016 تم اعتماد عتبة 3 في المائة، وهو ما يعني أن كل لائحة انتخابية لم تحصل على 3 في المائة من نسبة الأصوات الصحيحة، بعد الفرز، سيتم إقصاؤها.

القاسم الانتخابي

حساب القاسم الانتخابي هو المرحلة التي تأتي بعد مرحلة الحصول على العتبة، وحصر عدد اللوائح التي حازت نسبة 3 في المائة من مجموع الأصوات الصحيحة.

ويتم الحصول على القاسم الانتخابي من خلال اقتسام عدد الأصوات الصحيحة، بعد خصم عدد أصوات اللوائح أو اللائحة المقصية، على عدد المقاعد المخصصة للدائرة المتنافس حولها.

هذه النقطة هي التي أثارت خلافا بين توجهين داخل حزب الأصالة والمعاصرة، حيث طالب أحد التوجهين ويمثله الأمين العام عبد اللطيف وهبي باحتساب القاسم الانتخابي اعتمادا على عدد المسجلين عوض الأصوات الصحيحة، وهو المقترح الذي دعت له باقي الأحزاب باستثناء العدالة والتنمية.

مثال توضيحي

ولفهم طريقة احتساب الأصوات وتوزيع المقاعد على اللوائح الفائزة وفق المعطيات المذكورة، تورد “العمق” مثال دائرة انتخابية يتنافس فيها 7 لوائح للفوز بـ 3 مقاعد برلمانية حصلت على:

اللائحة رقم 1: 120000 صوت

اللائحة رقم 2: 90000 صوت

اللائحة رقم 3: 11000 صوت

اللائحة رقم 4: 8000 صوت

اللائحة رقم 5: 6000 صوت

اللائحة رقم 6: 30000 صوت

اللائحة رقم 7: 13000 صوت

مجموع الأصوات في هذه الحالة هو 278000، فيما عدد الأصوات الملغاة هو 7200، وهكذا فمجموع الأصوات الصحيحة هو: 278000 -7200 = 270800.

بعد هذه العملية تأتي مرحلة الحصول على العتبة، حيث يشترط أن تحصل كل لائحة على نسبة 3 في المائة من مجموع الأصوات الصحيحة التي تبلغ 270800 صوت، والعتبة في هذه الحالة هي 8124 صوت، وهو ما يؤدي إلى إقصاء اللائحتين 4 و5.

وتتمثل المرحلة المقبلة في هذه العملية في حساب القاسم الانتخابي، وذلك باقتسام عدد الأصوات، بعد خصم عدد أصوات اللائحتين المقصيتين، على عدد المقاعد المتنافس حولها في الدائرة.

مجموع الأصوات الصحيحة (270800) نخصم منها مجموع أصوات اللائحتين 4 و5 (8000 + 6000 = 14000)، ثم نقسم العدد على عدد المقاعد (3)، وهكذا فالقاسم الانتخابي هو: 85600.

بناء على هذا القاسم الانتخابي فإن المقعد الأول يؤول إلى اللائحة رقم 1، والمقعد الثاني يؤول إلى اللائحة رقم 2.

احتساب أكثر بقية

اللائحة رقم 1 : 120000 – 85600 = 34400 صوت، أي أنها أصبح معها فقط 34400 صوت بعد حصولها على مقعد.

اللائحة رقم 2: 90000 – 85600 = 4400 صوت، بقي معها 4400 بعد حصولها على مقعد)

اللائحة رقم 3: 11000 صوت

اللائحة رقم 6: 30000 صوت

اللائحة رقم 7: 13000 صوت

ووفق المعطيات التالية فإن أكبر بقية توجد لدى اللائحة رقم 1 (34400)، وهو أقرب رقم للقاسم الانتخابي (85600)، وهكذا تحصل اللائحة رقم 1 على المقعد الثالث.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *