مجتمع

كورونا تقتل “ساحة الهديم” بمكناس.. اختفاء الحلايقية والحناية والغيوان

فرضت السلطات المختصة بعمالة مكناس، منذ بداية انتشار وباء كورونا، تعزيزات أمنية ووقائية صارمة بساحة الهديم الأثرية، التي تعتبر القلب النابض للعاصمة الإسماعيلية، لمنع انتشار كوفيد 19.

ساحة الهديم المحاذية لباب منصور الأثري، بدت مساء اليوم شاحبة، فعل الجائحة بادي في كل ركن من أركانها، فيما الفضاء الذي كان صناع الفرجة و” الحلايقية” يشغلونه بدا خاويا إلا من عجوز يبيع بالونات الأطفال الصغار.

زوار الساحة الذين شرعوا، في الآونة الأخيرة، في التردد عليها، الاستمتاع بسورها وفضائها الفسيح، عبروا ل”العمق” عن أسفهم الشديد لما آلت إليه أوضاع الساحة، التي كانت، وعلى طول عقود، متنفسا للساكنة، وقبلة للباحثين عن الفرجة في حضرة مروضي الأفاعي، ومجموعات ” الغيوان”، والنساء الحنّايات.. كما عبروا عن أملهم في انفراج الأحوال، وعودة الحركة للساحة، ولمختلف فضاءات المدينة، التي تضررت، كغيرها من مدن العالم، بفعل تمدد جائحة كورونا.

صناع الفرجة بساحة الهديم، التي جرى تصنيفها، قبل سنوات، تراثا عالميا، غادروا فضاء الساحة، وراحوا يبحثون لأنفسهم عن شغل يقيهم غدر الجائحة، بل منهم من حمل آلته الموسيقية وراح يتجول بين شوارع المدينة، يعزف للجمهور تارة ويحكي لهم عن معاناتهم في ظل كورونا تارة أخرى، كما هو حال ” المْعلم” قاسم وعدد من رفاقه.

وتجدر الإشارة إلى أن التدابير الوقائية التي اتخذتها السلطات المختصة بساحة الهديم، استجابة للبروتوكول الصحي والوقائي المعمول به، لمنع تفشي وباء كورونا، حدّ من انتشار فوضى الباعة الجائلين بالساحة، خصوصا وأن نداءات كثيرة أطلقتها جمعيات وهيئات مدنية، في وقت سابق، لحماية الساحة من زحف الفراشة وأصحاب العربات المجرورة عليها، وجعلها وجهة سياحية تعكس البعد الأثري والتراثي لعاصمة المولى اسماعيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *